ضربات حزب الله.. لماذا لم تستغلها إسرائيل لإعلان الحرب؟
منذ اللحظة الأولى حرصت إسرائيل على وصف الهجوم الذي شاركت فيه 100 طائرة حربية في جنوب لبنان بأنه "ضربة استباقية".
وعلى ذلك فإن رسالة إسرائيل كانت أن حزب الله خطط لعملية وأن الجيش الإسرائيلي أحبط هذا الهجوم ما يشير إلى أن إسرائيل ليست معنية بحرب واسعة.
- «حفرة يوم القيامة».. كل ما تريد معرفته عن مخبأ نتنياهو وكبار القادة
- إعلان «حالة خاصة في الجبهة الداخلية» الإسرائيلية.. ماذا يعني ذلك؟
وبحسب الرواية الإسرائيلية فإن حزب الله خطط لإطلاق 6000 صاروخ ومسيرة على شمالي ووسط إسرائيل فجرا، فباغته الجيش بهجوم على مواقع إطلاق الصواريخ والمسيرات قبل نصف ساعة من الموعد المحدد ما أدى إلى إحباط الهجوم.
ودفع هذا الرد مسؤولين إسرائيليين سابقين وحاليين، تابعت «العين الإخبارية» ردهم إلى توجيه سهام النقد لحكومة رئيس الوزراء نتنياهو على عدم إعلان الحرب وتوجيه الدفة بدلا من الانتظار ليكون بمثابة رد فعل.
الهجمة انتهت
وفي هذا الصدد قالت هيئة البث الإسرائيلية "إسرائيل وحزب الله يعتبران الهجمة منتهية".
وأضافت أن إسرائيل أرسلت رسالة إلى الجهات المعنية مفادها أنه من ناحيتها فإن الهجوم انتهى لكن الأمر منوط أيضا بردة فعل حزب الله.
وفيما لا تزال هناك العديد من الأسئلة دون أجوبة حول هذه العملية ورد حزب الله عليها فإن ردود الفعل عليها تفاوتت ما بين المرحب والراغب بعملية أكبر.
لماذا لم تعلن إسرائيل الحرب؟
ورحب زعيم المعارضة يائير لابيد وزعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس بعملية الجيش وأكدا دعمهما لها وللجيش الإسرائيلي دون أي ذكر لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
لكن مرشح نتنياهو لمنصب وزير الدفاع زعيم حزب "اليمين الرسمي" المعارض جدعون ساعر كتب على منصة "إكس": "في مواجهة قرار حزب الله بإطلاق آلاف الصواريخ والقذائف، اختارت الحكومة مرة أخرى البديل الاستراتيجي الأقل صحة. إن خيار إحباط الهجوم فقط بعد عشرة أشهر ونصف من هجوم حزب الله على إسرائيل هو استمرار لسياسة الاحتواء".
وأضاف: "ولهذا القرار معنى واحد: أن أعداءنا وحدهم هم الذين سيحددون توقيت ومستوى التصعيد. وكان ينبغي لهذه الفرصة أن تؤدي إلى اتخاذ قرار بشأن هجوم استباقي شامل لتغيير الواقع في الشمال".
وتابع ساعر: "من هرب من الحرب فالحرب ستطارده".
وفي صدى لهذه الأقوال فقد كتب المحلل العسكري في القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية نير دفوري: "إن القصة الكاملة لضربة وقائية محدودة كما نفذها الجيش الإسرائيلي لا تحل المشكلة في الشمال".
وقال: "إذا شن حزب الله مثل هذا الهجوم الواسع النطاق ضد إسرائيل، فمن غير المعقول أن تنهي إسرائيل ببساطة موجة هجماتها ردا على ذلك وتدخل في نوع من الوضع الدفاعي، حتى لو كان لا يزال هناك بعض النشاط في سماء لبنان".
وأضاف في تحليل تابعته "العين الإخبارية": "إذا كان هناك حادث في الشمال ونريد إنهاءه أخيرا واتخاذ إجراءات حاسمة وواسعة ضد حزب الله، فماذا ننتظر؟ في الوقت الحالي الذي سينجحون فيه حقا في إطلاق النار على وسط البلاد؟ أليست الصواريخ في الشمال كافية؟ إذا حاول حزب الله إطلاق النار على تل أبيب، فلماذا كانت ضربات الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان فقط؟ صواريخ حزب الله بعيدة المدى ليست في جنوب لبنان على الإطلاق، بل شمال نهر الليطاني. ويجب على الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن يشرح هذا التناقض".
وتابع: "من غير المعقول أن تجلس القيادة الأمنية في كيريا وتطلب من سلاح الجو إكمال موجة الهجمات وتمرير عصا قيادة الحادث إلى حزب الله، وانتظار خطوتهم التالية".
واستطرد: "وقد أعلن حزب الله بنفسه أن هذه ليست سوى المرحلة الأولى من الرد، وأنه ينوي القيام بالمزيد من الأمور. كيف نريد إعادة السكان إلى تجمعات في الشمال في المرحلة المقبلة، إذا لم نستغل هذه الفرصة الآن؟ كانت هذه فرصة إسرائيل من حيث الشرعية، من حيث القوات الأمريكية الموجودة بالفعل هنا".
واعتبر دفوري أنه "من العار أن يقود مجلس الوزراء ورئيس الوزراء ووزير الدفاع مثل هذه السياسة. كان ينبغي على إسرائيل أن تتصرف بشكل مختلف في هذه المرحلة".
وقال: "هذا القرار يعيدنا إلى واقع المعادلات التي لا يمكن لإسرائيل أن تتعايش معها طويلا (..) لا يمكن لحزب الله أن يبقي إسرائيل في حالة تأهب مرة أخرى لفترة طويلة. إنه شيء لا يمكن قبوله. لا يمكن الاستمرار في النظر إلى الأحداث كما لو كانت 6 أكتوبر. يجب على إسرائيل أن تقود لا أن تقاد".
هجوم نيابة عن إيران؟
ونقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية عن البروفيسور عوزي رابي، مدير مركز موشيع ديان في جامعة تل أبيب، قوله: " أدت الضربة الوقائية في النهاية إلى تعطيل الكثير من خطط حزب الله. من الواضح أنه كان لديه خطة للانتقام، ونية لإطلاق آلاف الذخائر، وكان من الممكن أن تكون في نطاق أوسع من محيط شمال إسرائيل".
وأضاف: "في الوقت الحالي نحن على نفس المستوى من تبادل الضربات، بالطبع هو في كثافة أعلى، سيتعين علينا أن نرى إلى أين تسير الأمور".
ورأى أن حزب الله نفذ الهجوم نيابة عن إيران وقال: "حاملات الطائرات الأمريكية موجودة هنا والولايات المتحدة تقول لا لإيران، وقرر الإيرانيون أن يقوم شخص ما بالمهمة نيابة عنهم ووافقوا على أن يقوم حزب الله بما خطط للقيام به".
وأضاف: "أعتقد بالتأكيد أن التنسيق قد اكتمل، وكانت النية هي الوصول إلى وسط البلاد وأكثر إلى ما اعتدنا عليه، حزب الله لن يفعل مثل هذا الشيء إلا بموافقة إيران".
وتابع: "كل مراحل حزب الله من الآن فصاعدا يجب أن تنسق مع إيران".
ومع ذلك فقد أشار إلى أنه "في الوقت الحالي، يبدو لي أننا في حدث متجدد محدود" مستبعدا الحرب الشاملة.
وفي حال صدقت الرواية الإسرائيلية فإن حزب الله أراد إعادة تكرار ذات الهجوم الذي نفذته إيران ضد إسرائيل في ابريل/نيسان الماضي مستخدمة مئات الصواريخ والمسيرات.
تشكيك برواية الصواريخ والمسيرات
وشكك الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي تامير هايمان برواية الجيش الإسرائيلي عن تخطيط حزب الله لإطلاق 6000 صاروخ ومسيرة على إسرائيل بما في ذلك وسط البلاد.
وكتب هايمان على منصة "إكس": "لو كان حزب الله قد خطط بالفعل لإطلاق 6000 قطعة سلاح، بما في ذلك على وسط البلاد، كما يبدو من بعض التقارير، لكانت بيروت قد اشتعلت فيها النيران الآن".
وأضاف: "لا يمكن أن تكون هذه هي الخطة، وهكذا يبدو الرد الإسرائيلي على خطوة كهذه تعني بدء حرب شاملة".
وتابع: "من الجيد أن الجيش الإسرائيلي دمر آلاف الذخائر في عملية مضادة في الصباح الباكر، أنا أوصي بالانتظار مع الملخصات والاستنتاجات حتى نهاية الحدث".
واسترعت تغريدة هايمان انتباه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية التي قالت" 6000 صاروخ؟ الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات العسكرية ينسف رواية الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA= جزيرة ام اند امز