الديمقراطيون في شيكاغو بين «فوضى» 1968 و«أمل» 2008
تستضيف مدينة شيكاغو الأمريكية اليوم ولمدة 4 أيام المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي الذي سيشهد تسمية كامالا هاريس رسميا مرشحة لسباق البيت الأبيض.
مع انطلاق أعمال مؤتمر الحزب الديمقراطي في شيكاغو يساوي البعض المدينة بفوضى عام 1968 بسبب توقعات بخروج احتجاجات مناهضة للحرب في غزة وسط توترات حول الانتخابات، بينما يقارنها بـ"أمل 2008".
وطوال الأشهر التي سبقت مؤتمر الديمقراطيين كان شبح "شيكاغو 1968" يثير مخاوف الكثيرين خاصة مع وجود أوجه تشابه بين العام الجاري وعام 1968 حين استضافت المدينة أيضا تجمع الحزب وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن هناك أوجه تشابه لا يمكن إنكارها مثل وجود جيل جديد أصبح جاداً في التعامل مع السياسة وانقسام الأمريكيين بشأن تورط البلاد في حرب خارجية وتنحى رئيس لا يحظى بالشعبية.
كل هذه العوامل تثير المخاوف من تعرض مؤتمر الديمقراطيين لعام 2024 لنفس الاضطرابات التي واجهها المؤتمر عام 1968 وهو الأمر المحتمل وسط التوقعات بتجمع ما يقدر بنحو 40 ألف متظاهر اليوم للاحتجاج على موقف إدارة الرئيس جو بايدن من الحرب في غزة.
ومع ذلك يرى بعض الديمقراطيين أن مؤتمر هذا العام يشبه مؤتمر عام 2008 من حيث الحراك الذي أحدثه الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي لا يزال إرثه قائما في المدينة.
وقال جيه بي بريتزكر حاكم ولاية إلينوي حيث توجد مدينة شيكاغو: "لم أر شيئًا كهذا منذ أن كان باراك أوباما مرشحنا".
وأمام حشد من أنصار هاريس يوم الجمعة الماضي، قال حاكم ولاية كارولاينا الشمالية روي كوبر "لدي هذا الشعور بأنه عام 2008"، فيما قال ديفيد أكسلرود، أحد كبار مستشاري أوباما السابقين: "هناك إحساس بالاحتمال، وإحساس بالحركة، في الحملة".
هذه الأجواء المفعمة بالأمل التي ظهرت في شيكاغو بالتوازي مع مخاوف عام 1968 تبدو وأنها أكثر من الحنين لعام 2008 وحملة أوباما وشعارها "نعم نستطيع" الذي جرى تعديله حاليا ليصطف الديمقراطيون حول هاريس.
وفي شيكاغو ظهرت ملصقات لحملة هاريس مع كلمة "إلى الأمام" تظهر فيها نائبة الرئيس بابتسامة عريضة، وهي الملصقات التي صممها شيبرد فيري لتتشابه مع الملصقات التي صممها في 2008 لأوباما وحملت كلمة "الأمل".
وإلى جانب "إلى الأمام" ظهرت شعارات أخرى لدعم هاريس مثل "الأمل مرة أخرى" و “yes we kam” في إشارة إلى كامالا وتعديلا لشعار أوباما “yes we can” أو "نعم نستطيع".
وفي تصريحات لـ"واشنطن بوست"، قال فيري: "أنا فخور بأن لديها إرثًا دائمًا، يرمز من الناحية الأسلوبية إلى الارتباط بالأفكار التقدمية".
وستدور أيام مؤتمر الحزب الديمقراطي الأربعة في شيكاغو حول هاريس من خلال إعادة تقديمها باعتبارها المرشحة الديمقراطية والتركيز على شخصيتها إلى جانب الاحتفال بإنجازات الرئيس جو بايدن باعتبارها نصرا مشتركا له ولنائبته.
وسيقتصر حضور أوباما في المؤتمر على خطابه المرتقب مساء غد الثلاثاء والذي لن يدور حوله وإنما حول هاريس.
ومنذ انتقالها إلى البيت الأبيض في 2009، لم تعد عائلة أوباما للإقامة في شيكاغو.. ومع ذلك، لا تزال الآثار باقية خاصة في هايد بارك، حي ساوث سايد حيث عاش الرئيس الأسبق وعمل لمدة ربع قرن تقريبًا.
ففي أحد المراكز التجارية هناك لافتة تشير إلى المكان الذي تبادل فيه أوباما وزوجته ميشيل أول قبلة لهما، وفي أحد المطاعم هناك "مائدة الرئيس" وهي مائدة الإفطار القديمة لأوباما، إضافة إلى قائمة تروج لطلباته المفضلة وقريباً، سيكون هناك المركز الرئاسي الذي يبدو وكأنه تخليد لإرث الرئيس الـ44 للولايات المتحدة.