مدرب تونس يكشف لـ«العين الرياضية».. أسباب انهيار العرب في «كان 2023»
يعتبر هشام غزية من أبرز مدربي اللياقة على الساحة العربية، حيث قدم أوراق اعتماده في مختلف التجارب التي خاضها طوال السنوات الأخيرة.
وبفضل كفاءته المشهود بها، تولى هشام غزية مهمة الإشراف على الإعداد البدني لـ "نسور قرطاج" خلال السنوات الـ5 الأخيرة، قبل أن تنتهي مغامرته معهم في الأيام القليلة الماضية إثر خيبة الفشل في بلوغ الدور الثاني من نهائيات كأس أمم أفريقيا التي تستمر في كوت ديفوار.
وقبل تولي منصب مدرب الأحمال في منتخب تونس، عمل هشام غزية مع منتخب ليبيا خلال الفترة بين عامي 2012 و2014، بجانب فريق الخريطيات القطري وأيضا الميناء العراقي، فضلا عن الاتحاد الليبي والملعب وحمام الأنف وأمل حمام سوسة في بلاده.
وتخرج غزية في معهد قصر السعيد المختص في الرياضة بالعاصمة التونسية، قبل أن يواصل دراسته العليا بجامعة بورغوني بمدينة ديجون في فرنسا.
وشارك هشام غزية في عدة بطولات قوية من بينها نهائيات كأس العالم 2022 بخلاف مونديال تحت 20 عاما، ونسختي عامي 2021 و2023 من بطولة كأس أمم أفريقيا وكأس العرب للمنتخبات 2021.
وفي حواره مع "العين الرياضية"، تعرض مدرب اللياقة صاحب الـ46 عاما للأسباب الكامنة وراء الخيبة التي عاشها منتخب تونس خلال نهائيات كأس أمم أفريقيا، بجانب تقييمه للحضور البدني لـ "نسور قرطاج" والمشاكل التي عانى منها بعض النجوم في هذا الجانب.
وفي ذات السياق، كشف هشام غزية عن العوامل التي جعلت كرة القدم التونسية تتقهقر في السنوات الأخيرة، وأيضا الخيار الأفضل لبلاده في الفترة المقبلة بخصوص منصب المدير الفني.
وفي ختام حواره، تحدث مدرب الأحمال التونسي عن الأسباب التي جعلت المنتخبات العربية تفشل في المنافسة على لقب بطولة كأس أمم أفريقيا وتغادر المسابقة بشكل مبكر.
فشل منتخب تونس
حمّل هشام عزية جميع الأطراف من لاعبين ومدربين، مسؤولية النكسة التي عاشها منتخب تونس في البطولة القارية، حيث قال في هذا الصدد: "نحن كجهاز فني نتحمل مسؤولية في هذه الخيبة، ولو أننا لم نجد الوقت الكافي من أجل تجهيز اللاعبين كأفضل ما يكون لهذا الحدث".
وتابع قائلا: "اللاعبون ليسوا بمنأى عن الانتقادات أيضا، باعتبار أن البعض منهم لم يجهز نفسه على النحو الأمثل لتلك البطولة، بجانب عدم قيام بعض الكوادر بدورهم في التأطير والإحاطة باللاعبين الجدد".
وواصل قائلا: "هناك سياق عام لا ينبغي تجاهله أيضا، ويتمثل في التراجع الكبير على مستوى الدوري المحلي والإمكانيات الضعيفة المحددة لمنتخب تونس، والتي لا تسمح له في الظرف الحالي بمقارعة أقوى منتخبات القارة الأفريقية".
وختم في هذا الصدد: "مشاكل كرة القدم التونسية هيكلية، ولا يمكن اختزالها في الفشل خلال نهائيات المسابقة القارية".
أزمة خط الوسط
في سؤال وُجّه إليه بخصوص عدم جاهزية بعض اللاعبين من الناحية البدنية لخوض بطولة قوية مثل كأس أمم أفريقيا، قال هشام غزية: "يجدر الاعتراف بأن بعض لاعبي الوسط كانوا يعانون من مشاكل في هذا الجانب، بحكم تراجع وقت لعبهم مع فرقهم في الفترة الأخيرة".
وتابع قائلا: "المشكلة التي وجدنا فيها أنفسنا كجهاز فني، أنه لا يمكننا الاستغناء عن هؤلاء اللاعبين بحكم أهميتهم الكبيرة وخبراتهم العالية، وهو جعلنا نعتمد عليهم رغم عدم ظهورهم بنفس مستوياتهم المعهودة".
وواصل "هؤلاء اللاعبون أرقامهم في قطع المسافات لم تكن سيئة للغاية، ولكن كانوا يفتقدون لنوع من الانتعاش البدني الذي يسمح لهم بخلق التوازن في خط وسط الميدان".
وأتم قائلا: "في المقابل، تجدر الإشارة إلى أن لاعبي خط الدفاع كانوا في المجمل جاهزين بدنيا نظرا لتمتعهم بوقت لعب كاف مع فرقهم خلال النصف الأول من الموسم الحالي".
أزمة الكرة التونسية
في سياق آخر، تحدث هشام غزية عن المشكلة الرئيسية التي أبعدت منتخب تونس عن صدارة المشهد خلال السنوات الأخيرة، كما كشف عن الحلول الكفيلة، وفقا لوجهة نظره، بتجاوز هذه الفترة الصعبة.
وقال المدرب التونسي: "الجميع مقتنع في تونس بأن المشهد الكروي صعب للغاية في الفترة الحالية لعدة أسباب، من بينها التراجع المخيف في المستوى الفني للدوري المحلي".
وتابع بقوله: "اليوم المواهب أصبحت نادرة ولم تعد موجودة بشكل مكثف، كما كان عليه الحال في فترة سابقة".
وواصل حديثه: "ضعف الإمكانات والمشاكل المادية التي تعاني منها الأندية والمنتخبات أحدثت حالة من عدم التوازن والانحدار المستمر في مستوى المسابقة واللاعبين".
وأتم مشددا: "على المستوى القريب، الحلول تكمن في الاستعانة باللاعبين المولودين في أوروبا والذين ينشطون حتى مع فرق الصنف الثاني، أما على المستوى المتوسط والبعيد فينبغي توفير التمويلات والاستثمارات اللازمة من أجل النهوض بمستوى الدوري المحلي والأندية بجانب تطوير البنية التحتية".
المدرب المحلي
في إجابة عن سؤال وجه إليه بخصوص المدرب المستقبلي لمنتخب تونس، قال هشام غزية: "لا يمكن الجزم بنجاح المدرب الأجنبي وفشل نظيره التونسي في الفترة المقبلة، لأن الأمر يرتبط بعدة معطيات، ولو أن الإمكانيات تكون عادة متوفرة بشكل أفضل للمدرب الأجنبي".
وتابع حديثه مشددا: "شخصيا أفضل مواصلة الاعتماد على المدرسة التونسية، نظرا لكفاءة المدربين المحليين وقدرتهم على العمل في ظروف صعبة بجانب الرغبة الكبيرة في النجاح مع منتخب بلادهم، وهو أمر قد لا يتوفر دائما في المدربين الأجانب بشكل عام".
إقالة جمال بلماضي تأخرت
وفي تقييمه لمشاركة المنتخبات العربية في بطولة كأس أمم أفريقيا، قال هشام غزية: "لا يمكن الحديث عن إخفاق كامل، حيث إن منتخبات المغرب وموريتانيا ومصر تأهلت إلى الدور الثاني وكانت قادرة على الذهاب بعيدا في البطولة، لولا سوء الحظ وبعض العوامل الخارجية".
وختم حواره قائلا: "بخصوص منتخب تونس كما أسلفت الذكر، فنحن نعاني من مشاكل في قلة الإمكانيات وندرة المواهب مما انعكس بالسلب على النتائج في الفترة الأخيرة، أما فيما يتعلق بمنتخب الجزائر، فأظن أن الاتحاد المحلي لكرة القدم أخطأ عندما لم ينهِ مرحلة جمال بلماضي ويستغني عن بعض اللاعبين إثر خيبة عدم التأهل لنهائيات كأس العالم 2022".