خبراء يحذرون: الإصابات "المستترة" تفاقم أزمة كورونا
مثل هذا الارتباك أمر شائع مع كل وباء، وما يجعل الوباء مختلفا أعداد الإصابات الكبيرة جدا
حذر خبراء صحة عالميون من أن حالات الإصابة "المستترة" بعدوى فيروس كورونا الجديد يمكنها عرقلة جهود احتواء الفيروس.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، أكد خبراء الصحة أن عدم الإبلاغ عن الأعراض المعتدلة التي يعاني منها الشخص مقترنة بطبيعة المرض شديدة العدوى تثير مخاوف بشأن أن الرقم الحالي للإصابات وهو 25 ألفا قد يكون "غيضا من فيض".
وقال توم فريدن، المدير السابق للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إن الحالات "غير المعلنة"، التي لا يطلب فيها المصابون بأعراض معتدلة المساعدة الطبية وتبقى غير مسجلة وبدون اختبارات، إلى جانب طبيعة المرض شديدة العدوى، تعني أنه قد يكون هناك "حالات أكثر بكثير" عما كان يعتقد.
وأوضح فريدن: "لقد أصبح واضحا على نحو متزايد أن الاحتواء مستبعد جدًا"، مشيرًا إلى أن "الأمر على الأرجح لا يستحق الاستسلام، لكن محاولة احتواء فيروس كورونا غير مرجح تماما، بسبب أعداد الحالات ومقاطعات الصين وسهولة انتشاره في العائلات".
وأضاف أنه على الرغم من أن مثل هذا الارتباك أمر شائع مع كل وباء، فإن ما يجعل هذا الوباء مختلفًا هو أعداد الإصابات الكبيرة جدًا، وقدرته على نقل العدوى، ما يبعث على القلق أن معدل الوفيات النسبي كان مرجحًا أن يتضاءل مع رصد مزيد من الحالات الأكثر اعتدالًا.
وحدد الباحثون الفارق الزمني للإبلاغ عن حالات العدوى بأنه يتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، في حين قدروا مضاعفة أعداد تلك الحالات كل 6 أيام تقريبا، مما يجعل الرقم الحقيقي 75 ألفًا على الأقل.
وقالت الدكتور ناتالي ماكديرموت من جامعة كينجز كوليدج في لندن: "معدلات الوفيات هي فعليًا أعداد الناس الذين يتوفون كجزء من حالات الإصابة. من المرجح حاليًا أنها مبالغ فيها، بناءً على الحالات الأكثر اعتدالًا للمرض التي لم يتم رصدها. لكنها ليست دقيقة، إذ لا توجد أعداد بأولئك ممن يعانون الأشكال الأكثر اعتدالا للمرض".
على سبيل المثال، إذا تم الإبلاغ عن وجود 400 حالة وفاة و20 ألف حالة إصابة، فإن نسبة الوفيات 2%، لكن حال قسمنا الوفيات على 75 ألفًا، ستحصل على معدل 0.5%، بحسب قولها، مشيرة إلى أن الحالات الخفيفة قادرة على جعل الاحتواء أكثر صعوبة.
ولدى سؤالها عما إذا كانت جهود الصين لاحتواء الفيروس فعالة، قالت إنه من المبكر للغاية البت في ذلك، وتحديدًا بسبب الفارق الزمني، الذي قد يتغير أيضا، و"إننا لا نرى بوضوح تأثيرًا في الوقت الراهن. سنحتاج المراقبة لفترة شهر أو شيء من هذا القبيل".
وأوضحت ماكديرموت أن انتشار الفيروس السريع في مدن أخرى خارج الصين كان غير مرجح، مشيرة إلى أنهم لم يشهدوا حتى انتشارا كبيرا للفيروس في المدن خارج الصين.
وقالت: "في الحالات خارج الصين، ما زلنا نراقب.. قد نصاب بالصدمة. لكننا على الأرجح لن نشهد وضع ووهان في دول أخرى. قد نرى زيادة في المدن الصينية الأخرى، لا سيما أن هناك فترة حضانة 14 يومًا، لذا ربما يكون هناك فارق زمني في تحديد كل الحالات".
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز