"إن كان مختبئا سأجده".. سوري يبحث عن داعشي قتل والده
أحمد سوادي وزملاؤه أنشأوا مركزا لمكافحة العنف والإرهاب بشأن مناطق وجود عناصر داعش وجمعوا أرشيفا يحوي عمليات التنظيم الإرهابي.
أحمد سوادي (30 عاما) سوري فقد والده وأخاه خلال الأربعة أعوام الماضية جراء نيران تنظيم داعش الإرهابي، والآن يعيش وعلى عاتقه مهمة إيجاد قاتل والده والثأر منه.
عائلة سوادي وأصدقائهم خاطروا بحياتهم للذهاب إلى المقابر في شرق سوريا، بينما كان يتردد في الأجواء أصوات نيران المدفعيات في المواجهات بين عناصر تنظيم داعش وقوات النظام السوري.
واقفا أمام مقبرة والده، قال سوادي إنه ملتزم بتقليد عدم تلقي العزاء في والده إلا بعد الثأر، ومن هذا المنطلق، يعمل مع عشرات من زملائه وأشخاص في سوريا لتعقب مناطق وجود قادة التنظيم الإرهابي، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
منذ عام، أنشأوا مركزا لمكافحة العنف والإرهاب لنشر المعلومات بشأن مناطق وجود عناصر داعش كي يستخدمها مسؤولي إنفاذ القانون ووكالات الاستخبارات، خاصة في أوروبا.
ونشرت المجموعة منشورات بـ23 إرهابيا مطلوبا، عليها صورة وموقع المشتبه فيه والجرائم التي ارتكبها، وقال سوادي إنه ألقي القبض على 11 من قبل جهات مختلفة، وهي معلومة لم تتمكن صحيفة "وول ستريت جورنال" من التأكد من صحتها.
وتستند الروايات على أعوام من عملهم على تجميع أرشيف يحوي مقاطع فيديو وصورا وشهادات شهود بشأن عمليات إعدام وجلد وسرقة.
هرب كثير من قادة تنظيم داعش من المناطق التي كانوا يسيطرون عليها في أحد الأوقات وامتدت لمساحات من سوريا والعراق، وبعضهم هرب بثروات سرقوها، وأفادت تقارير بأنهم يختبئون الآن كلاجئين وسط أناس اعتادوا ترويعهم بأيديولوجيتهم الإرهابية.
خلال الحرب السورية التي بلغت 8 أعوام، لقي 400 ألف شخص مصرعهم ونزح ملايين آخرين، لكن حتى الآن لم تُجرَ محاكمات شاملة بشأن جرائم الحرب أو الانتهاكات الحقوقية سواء التي ارتكبها تنظيم داعش.
ومع غياب العدالة، يسعى فريق سوادي من المحققين المتطوعين وراء تحقيقها، رغم أنهم يبدون متناقضين في بعض الأحيان حول ما إذا كانت العقوبات يجب أن تكون من قبل المحكمة أم خارج نطاق القضاء.
سوادي وزملائه، ومعظمهم من دير الزور شرقي البلاد، ينظرون لكل عملية ملاحقة على أنها شخصية "فجميعهم فقدوا قريب"، بحسب قوله.
ومن بين هؤلاء الذين تتم ملاحقتهم، رجلين، أحدهما قتل والده والثاني قائد بتنظيم داعش شهد هو بنفسه أعماله الوحشية، وهذا العام تمكن أخيرًا من تعقب أحدهما.
وتمكن سوادي من التوصل لهوية الرجل الذي يعتقد أنه قتل والده، استنادًا على تقرير عن السلاح الذي كان يحمله مطلق النار، ولاحقًا تأكد من معلوماته عندما زار إرهابيين قرية أقارب سوادي وعرضوا دفع الدية.
لكن الأقارب رفضوا وأخبروهم بأن يتحدثوا مع سوادي وأشقائه، الذين بدورهم لم يكونوا مهتمين بذلك.
بعد شهرين على مقتل والده، في أغسطس/آب 2014، شنت عناصر داعش هجومًا على حقول الغاز التي تملكها الشعيطات، أحد أكبر قبائل دير الزور، وأعدموا عشرات العمال وقصفوا كثيرا من القرى، ما أسفر عن مقتل ما يقدر بـ700 شخص، من بينهم نساء وأطفال.
وقال شاهد إن قائدا بداعش يُدعى "كاسر حداوي" شارك في قصف القرى وإعدام المدنيين. وفي يناير/كانون الثاني، كان في طريقه للسفر عندما تلقى رسالة من مصدر داخل أراضي تنظيم داعش تخبره بأن "حداوي" خرج من القرية التي يسيطر عليها التنظيم.
وبحلول الليل، كانت صورة حداوي على منشور مكتوب عليه "مجرم حرب" مطلوب.
ومن جانبه دفع الإرهابي كاسر حداوي أموالا لمهربين لنقله من خلال طرق خلفية عبر صحراء سوريا للتواري بعيدا عن نقاط التفتيش التي تعمل بها القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
وفي مارس/آذار، علم سوادي بذلك وسرعان ما تم تحديد صورة المطلوب ومكان اختبائه المحتمل، لكن لم تتمكن السلطات التركية من تحديد موقعه.
بعد شهر، ظهر حداوي في إزمير، وعلمت السلطات بشأن رجل يحاول جاهدا دفع مبالغ طائلة لمهربين لنقله إلى اليونان، وفي 19 أبريل/نيسان، اقتحمت الاستخبارات والشرطة التركية منزله وألقت القبض عليه.
أما الشخص الذي قتل والد سوادي، فيُعتقَد أنه في بلدة هجين، وقال "إن كان مختبئا؛ سأجده حتى ولو بعد عام أو 10 أعوام".
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز