إيزيديات يطوين كابوس "داعش" بالعلاج النفسي في ألمانيا
عدد كبير من النساء الإيزيديات يتلقين العلاج النفسي بمنطقة الغابة السوداء في ألمانيا ضمن برنامج شرعت به السلطات المحلية أواخر عام 2014.
تحاول شابات إيزيديات، كنّ ضحايا السبي عند تنظيم داعش الإرهابي في العراق وسوريا، أن يطوين بالعلاج النفسي تلك الصفحة المرعبة من حياتهن.
ومن هؤلاء النساء اللاجئات في ألمانيا ناديا مراد التي حصلت على جائزة نوبل للسلام أخيرا، والتي تستعد لتسلّم جائزتها في 10 ديسمبر/كانون الأول، وتسعى لأن تكون صوت الإيزيديات في العالم كي لا تبقى الجرائم المرتكبة بحقّهن طي الكتمان.
وتعرّضت نساء هذه الأقلية الدينية المنتسبة للقومية الكردية للاغتصاب والتعذيب، وعُرضن للبيع كسبايا في سوق الجواري أيام اتساع رقعة الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي قبل سنوات.
والآن، وعلى بعد آلاف الكيلومترات عن موطنهن في جبل سنجار في شمال العراق، يحظى عدد كبير منهن بالرعاية في منطقة الغابة السوداء في ألمانيا، ضمن برنامج شرعت به السلطات المحليّة أواخر عام 2014.
وتقول لويزة، وهي شابة إيزيدية وصلت إلى ألمانيا قبل 3 سنوات: "في البدء كانت الحياة هنا صعبة، كنت أشعر بخوف مستمر من أن أقع مجددا بيد داعش"، وتضيف: "كان كلّ شيء جديدا هنا، العلاج النفسي، الكلام عن حالتي، ولكن في كلّ مرة كنت أتكلّم فيها كنت أشعر أنني أفضل".
يجلس إلى جانبها في العيادة المتخصصة في دوناوشينجن معالج نفسي اسمه يان إيلان كيزيلهان، وهو يتابع عن كثب تطوّر الحالة النفسية لهؤلاء الشابات، من بينهن ناديا مراد التي شجّعها على أن تلقي خطابا في مجلس الأمن الدولي، وقد قصد مخيّمات اللاجئين في شمال العراق للبحث عن النساء اللواتي عشن هذا الكابوس.
وطلبت منه مقاطعة بادن فورتمبرج أن ينظّم شؤون النساء الإيزيديات اللاجئات فيها وقدّمت له 95 مليون دولار لهذا الغرض.
ويخضع أطباء نفس ومساعدون اجتماعيون ومترجمون لدورات تدريبية خاصة تؤهّلهم للانضمام إلى هذا العمل الدقيق، وفهم خصوصية هؤلاء النساء.
ويقول يان: "العبارات التي يستخدمنها مختلفة، فهنّ مثلا لا يقلن إنهن اغتُصبن، بل يقلن إنهن تزوّجن، ولا يقلن إنهنّ يعانين من أعراض الصدمة، بل يتحدّثن فقط عن ألم في الرأس أو في البطن".
وفي سبيل تحقيق نتائج علاجية، لجأ الطبيب إلى الزعيم الروحي بابا شيخ طالبا منه المساعدة، ويقول: "من المهم جدا لي كطبيب معالج أن يقبّل رجل الدين جبينهنّ قبل أن يغادرن العراق، وأن يقول على الملأ إنهن نساء إيزيديات وإن تعرّضهن للاغتصاب لا يغيّر ذلك"، وأوضح: "حين يشعر المرء بثبات في هويته، يمكن حينها أن يبدأ رحلة العلاج".
وبعد 3 سنوات من العلاج، أصبحت لويزة قادرة على التعبير عن ألمها، حتى إن كانت عيناها تسرحان في عالم آخر وهي تقصّ تفاصيل كابوسها، وتقول "لقد سبب داعش ضررا كبيرا لي، ولا أعرف إن كانت الملاحقات القضائية ستصلح ما جرى".