إيزيدية تروي لـ"بوابة العين" أهوال دولة داعش.. اختطاف واغتصاب وتعذيب
فتاة إيزيدية تروي لـ"بوابة العين" كيف قضت 11 شهرا في ظل الاحتلال الداعشي وما تعرضت له من ضرب وجوع واغتصاب
تختطف من بيتها وأهلها إلى مكان لا تعلمه وأشخاص لم تألفهم.. تُباع وتُشتري 4 مرات وكأنها ليست من جنس البشر ثم تُغتصب من قبل الأربعة الذين "اشتروها".
- الأيزيدية التي أبكت العالم لـ"السيسي": "داعش" يتركب المجازر باسم الدين
- الأمم المتحدة: 3200 امرأة وطفل أيزيديين في قبضة داعش
إيفانة وليد.. فتاة إيزيدية من قرية تل قصب التابعة لسنجار، تروي لـ"بوابة العين" الإخبارية كيف عاشت 11 شهرا تحت وطأة تنظيم داعش الإرهابي، تتعرض خلالها للضرب والجوع والاغتصاب، لتحاول الهرب فتفشل في ذلك مرتين، ثم تنجح الثالثة بعد أن تدفع لأحدهم المال.
تقول إيفانة إن تنظيم داعش الإرهابي اختطفها بصحبة ما يقارب 3 آلاف طفل وفتاة بعدما احتل مدينة سنجار في أغسطس/آب 2014.
وعن رحلة الاختطاف، توضح إيفانة أن عناصر داعش أخذوها إلى داخل سنجار، ثم اتجهوا ليلا إلى منطقة البعاج، ثم إلى مدينة تلعفر، ومن تلعفر إلى سجن بادوش، غرب الموصل، ليعودوا إلى تلعفر مرة أخرى.
سوق الصبايا
وتضيف الفتاة الإيزيدية أن الفتيات اللاتي اختطفهن التنظيم الإرهابي بقيّن 3 أيام داخل منزل يسمى "سوق الصبايا"، موضحة أن هذا المنزل استخدمه داعش لبيع الفتيات وتوزيعهن على مناطق سيطرته مثل الأنبار والموصل والرقة وتلعفر وغيرها.
أكثر من 3 آلاف من الفتيات والأطفال يختطفهم التنظيم الإرهابي إلى أماكن سيطرته؛ يُجند الأطفال ويدرسهم ما يتوافق مع رؤيته ومصلحته ويدربهم علي حمل السلاح وقتل الآخرين.
أما الفتيات، وبالأخص الإيزيديات الاتي ينظر إليهن التنظيم على أنهن "عبدة الشيطان"، فيتخذهن التنظيم الإرهابي جاريات وسبايا يتنزع منهن حقهن في الحياة الكريمة العادلة التي هي من حق البشر جميعا وإن اختلفوا في الدين أو العرق أو الجنس أو اللون.
4 مرات بين بيع واغتصاب
وتضيف إيفانة وليد أنها تم بيعها 4 مرات، مشيرة إلى أن شخصا يُكنى بـ"أبوعلي" هو الذي كان مسؤولا عن "الاتجار في الفتيات" وأنه كان المسؤول الاقتصادي للتنظيم في تلعفر يشتري ويبيع الفتيات إلى عناصر داعش.
و"أبوعلي" كان يبيع الفتيات والأطفال كما يبيع الأشياء التي نهبها التنظيم من أملاك الدولة والشعب في المناطق التي سيطروا عليها، بحسب إيفانة.
ونشرت الفتاة الإيزيدية، منذ 4 أيام، صورة ذلك المدعو "أبوعلي" على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بعد ظهوره على شاشات فضائية كردية خلال محاولته النزوح مع العوائل من تلعفر بعد تقدم القوات العراقية ضد داعش في المدينة.
وأوضحت إيفانة أنه هو ذلك الشخص الذي "باعها" و"اشتراها" هي وجميع الإيزيديات أكثر من مرة، مُطالبة الحكومة العراقية بالتحقيق معه قائلة: إن "أغلب الناجيات كن بتلعفر وهو يعرف أين هن وماذا حدث لهن".
وعن وصف الفترة التي قضتها تحت حكم داعش، تقول إيفانة: "قضيت 11شهرا، أي ما يقارب العام تحت سيطرة ذلك التنظيم الإرهابي. كنت أسميها "شهور في جحيم داعش"، تم خلالها بيعي 4 مرات، واغتصابي من قبل 4 دواعش".
وتشير الفتاة العشرينية إلى أن حياتها مع الدواعش الـ4 الذين اشتروها لم تختلف كثيرا، لافتة إلى أنهم بالتشدد نفسه والمعاملة القاسية نفسها والتفكير الرجعي نفسه رغم أنهم كانوا في مستويات تعليمية واقتصادية جيدة.
وعن حياتها مع الدواعش، تقول إيفانة: كان أحدهم طبيبا يعمل بالمستشفى العام بتلعفر، والثاني كان قياديًا عسكريًا بداعش، والثالث كان يدعى حجي فلاح وكان أميرا بالتنظيم، في حين كان الرابع مسؤول اقتصادي يسمي باقر.
وأكدت الفتاة الإيزيدية أن أسلوب ومعاملة الدواعش الأربعة لها لم تختلف البتة؛ إذ حاولوا إجبارها على الدخول في دين الإسلام، وممارسة شعائره، فضلا عن الاغتصاب والجوع والضرب المبرح.
وكانوا يبررون تلك المعاملة الشائنة معها بأنها، على حد قولهم، "كافرة ولا بد أن تكون مسلمة، وأن اغتصابها وقتلها حلال.
وكأنهم خلقوا الروح الإنسانية حتى يقرروا سلبها ممن يريدون وقتما يشتهون".
وتشير إيفانة إلى أن زوجاتهم لم يمانعن سلوك أزواجهن ذلك، لافتة إلى أنهن كن يعاملنها وغيرها تماما مثل معاملة أزواجهم الدواعش.
وخلال تلك "الشهور في جهنم داعش"، حاولت إيفانة وليد الهروب من قبضة الدواعش، مشيرة إلى أنها حاولت الهروب مرتين لكنها فشلت، لتدفع لأحد الأشخاص المال مقابل تهريبها وهو ما حدث بعد 11 شهرا من المعاناة والقهر والتعذيب تحت سطوة التنظيم الإرهابي.
وإيفانة تعيش منذ نحو عامين في ألمانيا بغرض العلاج النفسي من صدمة وهول الفترة التي قضتها مع داعش، متمنية لكل الأسيرات أن ينجين من قبضة التنظيم الإرهابي.