طالبت نادية مراد الفتاة العراقية التي هربت من تنظيم (داعش) بعد أسرها قرابة الـ3 أشهر الدول الإسلامية برفض ممارسات التنظيم الوحشية
قالت المواطنة العراقية الأيزيدية نادية مراد الملقبة بـ"الفتاة التي أبكت العالم" إن تنظيم (داعش) يرتكب مجازر غير إنسانية في العراق باسم الدين، وطالبت الدول الإسلامية بإبراز رفضها لهذه الممارسات الوحشية وحماية الأقليات.
كانت نادية مراد، الفتاة الأيزيدية الناجية من جحيم تنظيم "داعش" الإرهابي"، والتي تعرضت لحالات اغتصاب، قد طلبت خلال اليومين الماضيين، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتقديم شرح له حول قضيتها وقضية المجتمع الأيزيدي في العراق، واستجابت الرئاسة المصرية لطلبها.
وحسب بعض الإحصائيات فإن هناك نحو 3 آلاف شخص مختطَف لدى تنظيم (داعش) أغلبهم من النساء والأطفال تعرّض معظمهم لعمليات قتل واغتصاب، وتم استخدامهم كدروع بشرية في المعارك والمواجهات المسلحة.
وهناك إحصائيات أخرى أكدت أن تنظيم (داعش) اختطف أكثر من 5 آلاف رجل وامرأة وطفل من الطائفة الأيزيدية بعد أن اجتاح مناطقهم في العراق، وارتكب بحقهم انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان شملت قتل مئات الرجال والأطفال واتخاذ النساء "سبايا".
والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (السبت)، المواطنة العراقية، ورحّب بها، مؤكدًا إدانة مصر القاطعة لكل أشكال وصور الإرهاب والممارسات "الآثمة"، التي يقوم بها تنظيم (داعش) باسم الدين الإسلامي وهو منها براء.
وشدد على أن الدين الإسلامي يُعلي قيم الرحمة والتسامح وقبول الآخر، مؤكدًا وقوف مصر إلى جانب الشعب العراقي وحرصها على تقديم كل أشكال الدعم له.
وأكد السيسي أن مصر ستظل داعمة لجهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مشيرًا إلى أن الأزهر الشريف يبذل جهودًا دؤوبة للتعريف بصحيح الدين و"تفنيد التفاسير الملتوية التي يستند إليها البعض لتبرير أعماله الوحشية باسم الدين".
وقال إن ذلك "أبعد ما يكون عن سماحة الدين الإسلامي، وهو حرّمها تحريمًا قاطعًا".
وأشار الرئيس المصري إلى أن الحضارة الإسلامية استوعبت كل المواطنين من مختلف الديانات والأعراق، وقدّرت إسهاماتهم في شتى مناحي الحياة، واعتمدت على النابغين منهم في الإدارة وغيرها لتقدم للبشرية نموذجًا واقعيًّا للتعايش السلمي بين مختلف الأديان والمذاهب والأعراق.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في القاهرة علاء يوسف، إن المواطنة العراقية أعربت خلال لقائها مع الرئيس عن "خالص شكرها وتقديرها باسم المواطنين الأزيديين لاستجابته لطلبها الالتقاء معه خلال يومين"، وأكدت تقديرها لدور مصر الكبير في العالم الإسلامي، وفى مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف.
وأضاف المتحدث الرسمي أن نادية مراد استعرضت خلال اللقاء الهجمات الوحشية التي تعرض لها الأزيديون من قبل تنظيم (داعش) الإرهابي في منطقة "سنجار" شمالي العراق.
وأوضح أنها قالت إن الإرهابيين يبررون ذلك باسم الدين الإسلامي، ونوّهت بأن هناك تاريخًا ممتدًّا من التعايش السلمي بين المسلمين والأزيديين في العراق.
وأشار البيان إلى أن الفتاة طلبت الالتقاء مع علماء الأزهر الشريف من أجل تقديم مزيد من الإيضاح حول الجرائم التي يتم ارتكابها باسم الدين الإسلامي.
كما طالبت الدول الإسلامية بالعمل على إبراز رفضها لتلك الأعمال الوحشية التي تُرتكب باسم الدين الإسلامي الحنيف، وحماية الأقليات من تلك الممارسات غير الإنسانية.
الفتاة الأزيدية
و"نادية مراد باسي طه" هي فتاة أزيدية شابّة من منطقة "سنجار" في العراق هربت من أسر تنظيم (داعش)، تحدثت أمام مجلس الأمن بحضور نحو 15 عضوًا في 17 كانون الأول/ ديسمبر عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها حين كانت مختطَفة لدى التنظيم المتشدد، مع نساء أخريات وأطفال في مدينة الموصل العراقية.
وفي أثناء حديثها تأثرت بالبكاء، فبكى الموجودون في القاعة، وتلقبها وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من حينها بلقب "الفتاة التي أبكت العالم".
وقالت مراد بعد نجاحها في الفرار بعد أكثر من 3 أشهر من خطفها من قبل تنظيم (داعش) إنه تم اقتيادها مع أكثر من 150 امرأة أيزيدية من مناطقهن إلى الموصل، معقل (داعش).
وطالبت أعضاء مجلس الأمن بالقضاء على (داعش) ومحاسبة المتشددين الذين يتاجرون بالبشر وينتهكون حقوق المرأة والطفل.
aXA6IDMuMTQ1LjEwMy4xNjkg جزيرة ام اند امز