البرلمان المصرى ينتظر تعيينات "السيسي" وتكهنات حول رئاسته
"الصندوق الأسود" و"عطّار" في واجهة مصر السياسية
منح الدستور المصرى رئيس الجمهورية تعيين 28 نائبًا بمجلس النواب، وينتظر البرلمان بحالة من الترقب والتوقعات هذه التعيينات لاكتماله.
ينتظر البرلمان المصرى بحالة من الترقب التعيينات التي سيصدرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال الساعات القليلة المقبلة لإكمال عدد نوابه، فيما تزايدت التوقعات حول شخصية رئيس البرلمان، وهل سيكون من المنتخبين أم المعينين؟
ومنح نص المادة 102 من الدستور المصري (2014) يحق لرئيس الجمهورية تعيين ما نسبته 5% (28 نائبًا من أصل 596 نائبًا) بمجلس النواب، خلافا السابق؛ حيث كان من حق الرئيس تعيين 10 أعضاء فقط، لكن نص المادة 45 لسنة 2014 قيد اختيارات الرئيس للنواب المعينين "بألا يكون المعينون من الحزب الذي ينتمي إليه الرئيس، بل من أصحاب الكفاءات وذوي الخبرة".
وعلى مدار الأيام الماضية راجت بورصة التوقعات حول الأسماء المعينة، فضلاً عن اسم رئيس مجلس النواب، وخاصة مع اقتراب موعد الانعقاد الأول للمجلس، المقرر في 27 و28 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أي بعد أقل من أسبوع، لكن حتى الآن لم يصدر الرئيس المصري أي قائمة رسمية بأسماء النواب المعيين، إلا أن الأمر لم يخلُ من بعض التسريبات والتوقعات.
ومن المقرر أن يصدر "السيسي" قرارين خلال الأيام أو الساعات المقبلة، يتعلق أولهما قائمة بإعلان أسماء الـ28 نائبًا المعينين، والثاني بدعوة مجلس النواب للانعقاد.
وأكدت مصادر برلمانية وسياسية لـ"العين" أن "السيسي" يراجع قائمة المعينين بالبرلمان بشكل نهائي حتى تكون بعيدة عن تلك المجاملات، كما أنها من المنتظر أن تضم أساتذة قانون دستوري، وتخصصات علمية وطبية واقتصادية ودينية.
وأوضحت المصادر -التي فضلت عدم ذكر اسمها- أن من أبرز الأسماء المرشحة في قائمة المعينين الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى، ومفتى الجمهورية السابق علي جمعة، ورئيس جماعة القاهرة جابر نصار، والشيخ أسامة الأزهري، ونقيب الصحفيين السابق ضياء رشوان، إضافة إلى المحامية منى ذو الفقار عضو لجنة الخمسين لوضع الدستور، والمحامية الحقوقية نهاد أبو القمصان.
توازنات في التعيين
لا تخلو وعلى مر تاريخ البرلمان المصري قوائم التعيين التي يقوم بها رئيس الجمهورية من بعض التوازنات أو تكون لصالح فئات شعبية معينة لم تجد سبيلا لها للوصول إلى البرلمان أو ليس لها تمثيل داخل المجلس.
وحازت المرأة والأقباط على نصيب الأسد من القوائم التي كان يصدرها الرئيس الأسبق حسنى مبارك، التي لم تخلُ من مجاملات لأشخاص بعينهم.
ومن المستبعد أن يقوم الرئيس السيسي بتعيين كوتة للمرأة أو الأقباط؛ حيث حصدت نحو 75 سيدة (13%) و36 قبطيًّا مقاعد البرلمان الجديد، ولن تخلو قائمة التعينات من أسماء بعض الشخصيات العامة، أو في مجالي الدفاع عن الرأي وحقوق المرأة، مما يضيف للبرلمان تخصصات ذات كفاءة وخبرة، حسب المراقبين.
رئيس البرلمان
ولا يقتصر الجدل في مصر على أسماء النواب المعينين ولكنه يمتد ليشمل اسم رئيس البرلمان، وهل سيكون من المنتخبين من الشعب والصناديق أم من المعينين ضمن قرار الرئيس.
ويعتبر الدكتور رفعت المحجوب هو آخر من تولى رئاسة مجلس النواب من المعينين من قبل رئيس الجمهورية عام 1984، في أثناء حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك.
ومن أبرز الوجوه التي طرحت نفسها خلال الأيام الماضية لرئاسة مجلس النواب أو يتوقع الكثيرون أن يكون بينها من يتقلد هذا المنصب كان اسم الرئيس المصري السابق عدلي منصور، ورئيس نادي الزمالك مرتضى منصور، والإعلامي توفيق عكاشة، فضلاً عن وزير العدل المستشار أحمد الزند، ورئيس محكمة النقض المستشار سري صيام، إلا أن "منصور" نفى رغبته في التعيين بالبرلمان، فضلا عن تولي رئاسته، وقال في تصريحات صحفية سابقة: لا توجد أى مشاورات أجريت معي حول تعييني بالبرلمان أو حول رئاسة المجلس".
وأضاف أن "رئيس البرلمان ينتخبه نواب البرلمان، فالأعضاء هم أصحاب الحق في اختيار رئيس مجلسهم".
الأمر نفسه، قاله رئيس محكمة النقض المستشار سري صيام: "تلك التوقعات قرأتها على المواقع الصحفية والإخبارية لكن لم يخبرني أي مسئول بذلك".
ومن جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور حسن نافعة، أن تولي رئاسة البرلمان المقبل عضوًا من الأعضاء المعينين من قبل رئيس الجمهورية أمر معيب، ويعيد مصر سنوات إلى الوراء".
وقال -في تصريحات لـ"العين"-: سيؤدى ذلك إلى حدوث تضارب بين السلطتين، ويفتح الباب لسيطرة الرئيس على مجلس النواب.
10 وجوه لأول مرة تحت القبة
على صعيد متصل برزت إلى الحياة السياسية وجوه جديدة في الانتخابات الأخيرة للمرة الأولى في تاريخها وتاريخ بلادها.
وكان من بين هذه الأسماء الإعلامي الدكتور توفيق عكاشة، الذي يشتهر بالقول إنه "نجل صاحبة قناة الفراعيين الفضائية"، حسب قوله هو نفسه، ودخل للمرة الأولى ممثلًا بمسقط رأسه في محافظة الدقهلية (شمال القاهرة)، أيضًا رئيس نادى الزمالك مرتضى منصور، ونجله أحمد، إضافة إلى أستاذ الفلسفة الإسلامية الدكتورة آمنة نصير.
كما ضمت قائمة هذه الوجوه الدكتور سعيد حساسين، الذي يمتلك عدة صيدليات تبيع أغلبها أعشاب العطاره وأدوية الأعشاب والمعالج بالأعشاب، أيضًا الكاتب الصحفي عبد الرحيم علي، الشهير بإذاعة المكالمات المسجلة للنشطاء السياسيين في مصر وبعض الشخصيات العامة من خلال برنامجه "الصندوق الأسود".
كما ضمت الوجوه لاعب النادي الأهلي السابق ووزير الرياضة الأسبق طاهر أبو زيد، إضافة إلى معتز الشاذلي، نجل أحد أشهر وجوه الحزب الوطني المنحل، الراحل كمال الشاذلي.
ونجح اللواء سامح سيف اليزل -مقرر قائمة "في حب مصر"- في دخول البرلمان للمرة الأولى ضمن قائمته، علاوة على النائبة نهى الحميلي التي تعد أصغر نائبة في البرلمان وهي من مواليد عام 1990.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز