السيسي لمبعوث بوتين: يجب وضع حد للوضع الإنساني المتأزم في سوريا
تقارب في وجهات النظر حول وقف مصادر تمويل وتسليح "داعش"
طلب الرئيس المصري من مبعوث روسيا للتسوية السياسية في سوريا، ضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية عبر خطوط النزاع إلى سوريا.
وقال السيسي، خلال لقائه المبعوث الخاص لدولة روسيا الاتحادية للتسوية في سوريا ألكسندر لافرينتييف، إن على الجميع دعم جهود إعادة الإعمار في سوريا فور التوصل إلى تسوية سياسية.
كانت منظمة الأمم المتحدة قد قالت في تشرين الأول/ أكتوبر إن الوضع المأساوي في سوريا يزداد تفاقمًا، حيث بات 13.5 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة بينهم 6 ملايين طفل، بينما قبل بدء الحرب في سوريا في آذار/ مارس 2011 بين المعارضة ونظام بشار الأسد، المدعوم من إيران وروسيا، كان يعيش نحو 23 مليون شخص في سوريا.
وأوقعت الحرب في سوريا أكثر من 240 ألف قتيل حتى الآن.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر علاء يوسف اليوم (السبت)، إن السيسي وألكسندر لافرينتييف اتفقا على أن تسوية الأزمة في سوريا ستقضي على البيئة المواتية لنشاط وتنامي التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، وستؤدي إلى توفير واقع ومستقبل أفضل يلبي طموحات الشعب السوري بمختلف مكوناته.
وأكد يوسف أن المبعوث الروسي أكد حرص بلاده على التنسيق والتشاور المستمر مع مصر في ضوء التنامي الملحوظ الذى تشهده العلاقات الثنائية والتعاون المشترك بين البلدين في مواجهة التحديات الإقليمية الراهنة، كذلك أهمية الدور المصري في دفع جهود التسوية في سوريا وتعزيز فرص الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف المتحدث الرسمي أن السيسي شدد على أهمية التواصل المستمر بين مصر وروسيا وتكاتف الجهود الإقليمية والدولية لدفع العملية السياسية في سوريا وعدم إهدار مزيد من الوقت من أجل التوصل إلى تسوية سريعة للأزمة تحفظ كيان الدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وتصون وحدة أراضيها.
كما أكد السيسي ترحيب مصر بقرار مجلس الأمن الأخير رقم (2254) والخاص بوصول المساعدات الإنسانية عبر خطوط النزاع إلى سوريا، مشيرًا إلى أن مصر تحرص كذلك على دعم الجهود الدولية الرامية إلى وضع حد للأزمة السورية وتعزيز مشاركة الأطراف المعتدلة والمجموعات الوطنية في العملية التفاوضية، بحيث تسفر عن نتائج ملموسة تعبّر عن كل السوريين وتحترم خياراتهم.
وأضاف علاء يوسف أن اللقاء تناول مجمل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للقضاء على تنظيم "داعش"، حيث أكد الجانبان رفضهما الكامل للإرهاب بجميع أشكاله وصوره في المنطقة.
كما شدد الجانبان على ضرورة وقف مصادر تمويل وتسليح تنظيم "داعش"، وعدم السماح لأى طرف بتوظيف الأزمة في سوريا واستغلال الوضع الإقليمي المضطرب من أجل تحقيق مصالح سياسية ضيقة.
وبدأت روسيا في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي في شن ضربات جوية ضد أهداف في سوريا، في أكبر تدخل من "الكرملين" في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين. وأبلغت موسكو آنذاك القوات الجوية الأمريكية التي تشارك في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، بالابتعاد في أثناء قيام طائراتها الحربية بمهام.
وقتلت روسيا الجمعة زهران علوش، قائد جيش الإسلام، أحد أقوى فصائل المعارضة المسلحة في ريف دمشق، كما استهدفت مقرًّا سريًّا للجماعة التي تمثل أكبر فصيل للمعارضة المسلحة في المنطقة ولديها آلاف المقاتلين، بنحو 10 صواريخ روسية.
وتطعن واشنطن وبعض فصائل المعارضة السورية على أن أهداف روسيا من هذا التدخل هو مهاجمة تنظيم "داعش".
وحسب تقرير المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر فإن نحو نصف السكان السوريين أُجبروا على ترك منازلهم، و7.6 مليون نزحوا داخل سوريا، و4.2 مليون لجؤوا إلى خارج البلاد.
كما أن عدد السوريين الذين هم بحاجة إلى مساعدة ازداد بنحو 1.2 مليون شخص خلال الأشهر العشرة الماضية. وأكد التقرير أن أكثر من نصف المهاجرين الـ700 ألف الذين عبروا البحر المتوسط هذه السنة هم من السوريين، معتبرًا أنه "يحق لهم اللجوء من دون أي شكل من أشكال التمييز"، واعتبر أن ما تشهده سوريا هو "إحدى كبرى أزمات النزوح في العصر الحديث".