إنفوجراف.. ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في الجنوب الليبي
أطباء ومختصون بالبيئة يؤكدون أن ارتفاع نسبة الإصابة بالسرطان في الجنوب الليبي يأتي نتيجة التلوث الناتج عن التعرض لمخلفات الحروب.
تزايدت في الفترة الأخيرة نسبة الإصابة بالأمراض الخطيرة بمنطقة الجنوب الليبي، وفق ما أشارت إليه العديد من التقارير الصحية الصادرة عن المنظمات الدولية، خاصة "الصحة العالمية".
ورجح بعض الأطباء العاملين بالجنوب الليبي والمختصين بالشأن البيئي والصحة العامة أن يكون سبب ارتفاع نسبة الإصابة بهذه الأمراض هو التلوث الناتج عن التعرض لمخلفات الحروب المستمرة منذ 8 سنوات.
وأكد الدكتور محمد ناجي، المحاضر في مجال البيئة بجامعة سبها، أن جميع المؤشرات والشواهد تؤكد أن ارتفاع نسبة الإصابة بالأمراض الخطرة في الجنوب الليبي شغل كثيراً من الباحثين، ما دفعه لإعداد بحث شامل عن المسببات الحقيقية وراءها.
وأوضح ناجي لـ"العين الإخبارية" أن الجهود البحثية أثبتت أن ارتفاع نسبة هذه الأمراض خاصة بين الأطفال، نتيجة سببين رئيسيين؛ أولهما الاستيراد الغدائي لمواد غير مصدق عليها من الجهات المختصة، واحتمالية وجود مواد مشعة ونفايات نووية مدفونة في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى مخلفات الحروب.
وأضاف أن مثل هذه المواد تعتبر خطراً حقيقياً يرقى لدرجة الكارثة: "هذه النفايات مهما دفنت في عمق وبعيداً عن سطح الأرض فإن خطرها يظل قائماً على البيئة والإنسان على حد سواء".
تزايد النسبة لـ200%
ومن جانبه كشف الدكتور محمد خليفة الغاتي، المتخصص في دراسة الأورام السرطانية بالمركز الطبي في طرابلس، أن أغلب الحالات التي تصلهم من المنطقة الجنوبية تعاني من نوعين من السرطان، الأول سرطان المعدة والآخر سرطان الدم.
وأكد لـ"العين الإخبارية" أن الإحصائيات هذا العام تجاوزت أكثر من 170 حالة أغلبهم من الأطفال والمراهقين من المنطقة الجنوبية.
وأشار خليفة إلى أن أغلب الحالات التي تصل إلى المركز تعاني من شحوب وتعب مزمن وضعف بالوزن وآلام بالعظام والمفاصل ونزيف من الأنف: "كل هذه الأعراض لا شك من أنها أعراض سرطان".
وأوضح أن الحالات التي كانت تصل لا تتجاوز 20 حالة على مدى عام، مؤكداً زيادة النسبة لأكثر من 200% منذ بداية الحرب.
القوة الثالثة تدفن حاويات تركيا
ويقول مصدر أمني بالجنوب الليبي إنه "إبان أحداث عام 2011 ومع تزايد الانفلات الأمني لوحظ نشاط مشبوه لمليشيات القوة الثالثة التي كان يقودها الإرهابي جمال التريكي".
وتابع المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه نظراً لحساسية الأوضاع الأمنية: "مع بداية سيطرة مليشيا القوة الثالثة الإرهابية على مفاصل ومنافد الجنوب الليبي لوحظ قيامها بأعمال حفر عميق، بالإضافة إلى استجلاب آليات ثقيلة للتنقيب"، مستدركاً أن أهالي الجنوب كانوا يعتقدون في البداية أنهم ينقبون عن سبائك أو أموال قد يكون دفنها أحد رموز النظام السابق، إلا أن الحقيقة تكشفت، وأكد أن هؤلاء كانوا يدفنون حاويات وبراميل وصلت من تركيا إلى ميناء مصراتة عام 2013.
وأضاف: "هذه البراميل والحاويات لا يعلم أحد محتواها لكن يرجح أن تكون مواد ونفايات إشعاعية خاصة مع تزايد حالات الإصابة بالأمراض الخبيثة".
وأكد أن هذه النفايات لن تشكل خطراً على أهل الجنوب فقط بل ستشكل خطر أيضاً على الساحل الليبي، فمياه النهر الصناعي التي تساق عبر أنابيب ضخمة إلى الشمال تنبثق من هذه البقعة في الصحراء.
ووفقاً لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن التخلص من المواد الإشعاعية والنفايات النووية عبر الدفن العميق لا يمنع وصول المخلفات الإشعاعية إلى سطح التربة ومصادر المياه وتهديد وجود الكائنات الحية على سطح هذا الكوكب.
aXA6IDE4LjIyNS4yNTQuODEg جزيرة ام اند امز