إندبندنت: ملابس المحجبات تغزو عواصم الموضة
أزياء المحجبات والملابس المحتشمة تفرض نفسها في السوق العالمية وعروض الأزياء الكبرى
وسط أحدث الصيحات في الموضة والأزياء التي ما زالت تطلقها بيوت الأزياء العالمية منذ بدء أسابيع الموضة في أنحاء أوروبا وأمريكا نجحت أزياء المحجبات والملابس المحتشمة في فرض نفسها في السوق العالمية وعروض الأزياء الكبرى لتصبح أحدث صيحة رائجة بين السيدات سواء كن مسلمات أم لا.
وكشفت صحيفة "إندبندنت" البريطانية في تحليلها أن المتاجر الكبرى في شوارع وسط المدينة في العواصم الأوروبية تضع حاليا في نوافذ العرض الرئيسية ملابس بأكمام حتى المعصم، ورقبة عالية للفساتين والقمصان، وهذا كله بفضل صعود نجم ما يسمى بالأزياء المحتشمة.
وكما يدل الاسم فهذه الملابس تخفي بدلاً من أن تبرز شكل الجسم، وفي الآونة الأخيرة وجدت العلامات التجارية الكبرى أنه يجب عليها اللحاق بما أصبحت تميل له السيدات لأسباب دينية وثقافية، بما في ذلك المسلمات واليهوديات والمسيحيات.
ونجحت هذه الصيحة تدريجيا في السيطرة علي الموضة التي كانت رائجة قبل عقد من الزمن للملابس الضيقة التي تكشف الكثير، وذكرت الإندبندنت نقلا عن دراسة لكلية لندن للأزياء أنه في الموسمين الماضيين على وجه الخصوص انتشرت الملابس المحتشمة في الشوارع الكبرى وحلت السراويل الواسعة محل الجينز الضيق، حتى أن بعض المشاهير من السيدات ظهرن وهن يرتدين البوركيني بدلا من المايوه، الذي يظهر الكثير من جسم المرأة بغض النظر عن معتقداتهن.
في الوقت نفسه، فإن مصممي الأزياء المسلمين والمؤثرين في المملكة المتحدة واليهود والمسيحيين في الولايات المتحدة سارعوا بسد الثغرات التي رصدوها في السوق، واستخدموا وسائل التواصل الاجتماعي لمد نفوذهم وفتح متاجرهم على الإنترنت.
واعترف أصحاب المتاجر المتخصصة في الملابس المحتشمة أنه قبل ١٠ سنوات كان من الصعب جدا العثور على الملابس التي تجمع بين الاحتشام ومسايرة الموضة، والآن أصبحت المحلات الكبرى، مثل "دبنهام" و"إتش آند إم"، تعرض تعاونها لبيع هذه الملابس التي قد ينفد بعضها خلال أيام خاصة ملابس السباحة.
وأعرب أصحاب المتاجر عن اعتقادهم أن أكثر ما دعم هذه الصناعة هو أن المعروض لم يكن يلقى إقبالا كافيا، لأنه إما كان فاضحا أو قديم الشكل، ومن هنا نجح مصممو الأزياء المحتشمة في عرض ملابس بسيطة لكن ذات شخصية مستقلة حتى أصبح عدد من المشاهير بين المصممين العالميين في عروض الأزياء الأوروبية والأمريكية، وتلقى ملابسهم إقبالا ومبيعات أكثر من غيرها.
ومن هنا بدأت لندن منذ عامين في تنظيم ما يسمى أسبوع الأزياء المحتشمة، وشارك المصممون المبتدئون في العرض الأخير بيوت الأزياء العالمية مثل "دي كي أن واي" و"أوسكار دي لارينتا" و"تومي هيلفيجر"، وأطلقوا مجموعة خاصة بشهر رمضان وعيد الفطر. وأطلقت كذلك "دولتشي آند جابانا" مجموعة دائمة من الحجاب والعبايات الفضفاضة.
ومع ذلك فقد لاقت هذه الموضة بعض الهجوم ممن يرون أن هذا الشكل من الملابس يفرض سياسة قمعية على المرأة ويكبت حريتها، لكن مصمي الملابس وأصحاب المتاجر نفوا ذلك تماما، مشيرين إلي توافر المتاجر التي تعرض الملابس الغربية الأخرى.
كما أن الأمر يرجع في النهاية لذوق السيدات مهما كانت معتقداتهن، وأوضحوا أنه بالنسبة لكثير من السيدات اللواتي شعرن دائما أن اتجاهات الموضة لا تناسبهن فإن الملابس المحتشمة وجدت صدي بينهن مهما كانت خلفيتهن الثقافية أو الدينية، أو مهما كان عمرهن، لأنها ملابس بسيطة وأنيقة في آن واحد، ويمكن ارتداؤها بعدة طرق، ويمكن جمعها مع ملابس أخرى، مما يتيح للمرأة حرية التفكير والإبداع ويضفي عليها مظهر القوة والاحترام.