ابتلاع هيرشبيلي.. مخطط قطري جديد بالصومال
لا تتوانى الدوحة في فرض مخططاتها على الصومال عبر أذرعها السياسية والاستخباراتية لابتلاع مفاصل الحكم في البلاد منذ عام 2017.
وتعمل قطر على مخاطبة وجوه عشائرية صومالية مؤثرة لدغدغة مشاعرهم بمشاريع تنموية وهمية لا تتعدى خلف الأبواب الموصدة ولم يكتب لها أن ترى النور.
وبعد اكتمال مؤامرة عميل قطر فهد ياسين رئيس المخابرات الصومالية باختطاف الانتخابات التشريعية المحلية في ولاية هيرشبيلي، الأسبوع الماضي،تسعى الذراع القطرية لتكرار نفس التجربة في الانتخابات الرئاسية للولاية نفسها والتي من المزمع إجراؤها، الأسبوع الجاري.
وعين رئيس برلمان ولاية هيرشبيلي، الخميس الماضي، أعضاء لجنة انتخابات الرئيس ونائبه التي تتكون من 9 أعضاء وصادق أمس السبت عليها بأغلبية 71 نائبا حضروا الجلسة.
وستقوم اللجنة بالإشراف على الانتخابات الرئاسية التي ستجري في عاصمة الولاية مدينة جوهر بمحافظة شبيلي الوسطى جنوب الصومال.
وأصدرت اللجنة جدول الانتخابات، حيث سيتم تسجيل المرشحين لمنصبي الرئيس ونائب الرئيس الأحد والإثنين، بينما سيوجهون خطابات الترشح وبرامجهم السياسية أمام البرلمان، الثلاثاء، وإجراء الانتخابات الأربعاء 11 نوفمبر/تشرين الأول الجاري.
وبدأ الدور القطري يتفاقم مع تدخل حسن حمزة سفير الدوحة لدى مقديشو بعقد لقاءات مع قيادات سياسية وعشائرية تنتمي لولاية هيرشبيلي بهدف إقناعهم بدعم الرئيس محمد عبدالله فرماجو الموالي لقطر وتركيا، مقابل إغرائهم بوعود لمشاريع تنموية وهمية.
وبحسب ما أكدته مصادر لـ"العين الإخبارية"، عقد حسن حمزة لقاء مع زعيم عشيرة حوادلي (أغاس حسن أغاس خليف) التي تقطن بمحافظة هيران ذات التأثير السياسي على هيرشبيلي بعد وساطات من وجوه سياسية موالية لقطر من تلك المحافظة.
وتعاني محافظة هيران فيضانات متكررة تشرد الآلاف من المدنيين منازلهم بشكل دوري ولاستغلال نقطة الضعف هذه لأغراض سياسية حاول حمزة إقناع الزعيم العشائري بغض الطرف عن التطورات السياسية الجارية مقابل وعود بمساعدة السكان التعامل مع أزمة الفيضانات.
وكانت عشيرة حوادلي تتمسك بأحقيتها في منصب الرئيس في ولاية هيرشبيلي إلا أن حمزة أقنع أغاس حسن بأخذ منصب نائب الرئيس وحزمة مساعدات إنسانية وتنموية يراها كثيرون غير منفذة كما هي عادات مشاريع الدوحة المغطاة بالإنسانية ذات البعد السياسي.
ويسعى فرماجو لدعم علي غودلاوي رئيسا لولاية هيرشبيلي، لكونها من الولايات الحاسمة في الانتخابات.
وتلعب الولاية دورا مهما لأنه سيدخل من برلمانها المحلي 45 مقعدا بمجلسي البرلمان الفيدرالي للبلاد مقسمة ما بين 37 للشعب و8 للشيوخ.
ويضع القابع في قصر الحكم بالصومال (فيلا صوماليا) محمد عبدالله فرماجو وساعده الأيمن القطري فهد ياسين راعي في الحسبان كل الاعتبارات التي تضمن للدوحة وأنقرة قبل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي تشهدها البلاد دسمبر/كانون الأول المقبل وفبراير/شباط 2021.
وإذا سارت الأمور كما يريد هذا المحور ستتجه الانتخابات العامة نحو التزوير والاختطاف لكن ثمة تفصيلة مدوية قد تحاصرهم وهي عامل المفاجأة في السياسة الصومالية التي لا تعترف بالتقاليد والحسابات الضيقة عند قرب انتخاب الرئيس..
aXA6IDMuMTM4LjEzNS4yMDEg جزيرة ام اند امز