من الصعود للقمر للمونديال.. إنجازات تاريخية للخليجيات في 2022
إنجازات بارزة حققتها المرأة الخليجية على مدار عام 2022، ومكاسب عديدة حصلن عليها بدعم وتأييد من قادة دول مجلس التعاون الخليجي.
وشهد عام 2022 تفوقا لافتا للمرأة الخليجية في مختلف المجالات، وتولت الخليجيات مناصب قيادية لأول مرة كانت حكرا على الرجال في السابق، وشاركن في تحقيق إنجازات تاريخية لدولهن.
وترصد "العين الإخبارية" أبرز إنجازات ومكاسب المرأة الخليجية خلال عام 2022:
المرأة الإماراتية.. إنجازات ملهمة
تودع المرأة الإماراتية عام 2022 في وقت تعيش فيه أزهى عصورها تمكيناً وريادة بدعم من القيادة الإماراتية.
وقبل أيام شاركت المرأة الإماراتية في تحقيق إنجاز تاريخي جديد في قطاع الفضاء بإطلاق المستكشف "راشد" إلى سطح القمر، 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، لتكون دولة الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
إنجاز شاركت فيه المرأة ممثلة بالدكتورة سارة المعيني مسؤولة أنظمة الاتصال والفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف القمر في مركز محمد بن راشد للفضاء.
إنجاز جديد يتوج دعم القيادة الإماراتية التي أعربت عن ثقتها بالمرأة وقدراتها في مناسبات عدة، حيث سبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أن "المرأة الإماراتية شريك أساسي في مسيرة نهضتنا وتقدم مجتمعنا".
وفي كلمة وجهها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة اليوم الوطني الـ51 للاتحاد مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري، أكد أن تعزيز دور المرأة الإماراتية في المجالات كلها سيكون إحدى أولويات المرحلة المقبلة، التي ستقود إلى "مستقبل أفضل وأكثر إشراقا وعزة".
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا الصدد "خلال المرحلة المقبلة، يتعزز دور المرأة الإماراتية في كل المجالات".
وتابع: "فلا يمكن لأي مجتمع في أي مكان وزمان أن يحقق ما يصبو إليه في أي ميدان من ميادين الارتقاء والنهضة من دون مشاركة المرأة".
وقد جسد أول تعديل وزاري في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ثقة القيادة بالمرأة ودعم تمكينها وإسهامها بالتنمية وصناعة المستقبل.
التعديل الذي جرى 22 مايو/أيار الماضي احتفظت بمقتضاه وزيرات الإمارات بكامل مقاعدهن الوزارية التسعة، لتواصل المرأة الإماراتية المحافظة على نسبة مشاركتها في الحكومة بنحو (27.5%)، لتواصل تبوّؤ المرتبة الأولى في نسبة مشاركة المرأة العربية في هيئات صنع القرار والمراكز القيادية.
على الصعيد الدبلوماسي، تتولى المرأة باقتدار وتقدم مهام وأدوارا بارزة.
وتشكّل النساء اليوم نحو 43% من القوى العاملة في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة الإمارات، الأمر الذي يبرز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات.
ومن أبرز الدبلوماسيات الإماراتيات السفيرة لانا زكي نسيبة، مساعدة وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية والمندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، والتي ترأست مارس/آذار الماضي مجلس الأمن الدولي كأول سيدة عربية تحقق هذا الإنجاز.
ويوليو/تموز الماضي، حققت الإمارات إنجازا جديدا في ملف التوازن بين الجنسين، بتحقيقها المركز الأول عربياً في تقرير الفجوة بين الجنسين 2022، الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، وارتقت دولة الإمارات 4 مراتب عالمية دفعة واحدة وتقدمت إلى المركز 68 بهذا التقرير، بعد أن كانت في المركز 72 عالمياً في نسخة العام الماضي.
إنجاز يعكس تقديراً عالمياً للتجربة الإماراتية الملهمة في دعم المرأة وما حققته المرأة من مكتسبات بفضل الرعاية التي تحظى بها من القيادة الرشيدة.
المرأة السعودية.. مكاسب جديدة
بدورها، تودع المرأة السعودية عام 2022، التي حققت فيها إنجازات تاريخية بدعم من القيادة، بوصولها إلى مناصب غير مسبوقة كانت حكرا على الرجال في السابق.
وشهدت الفترة القليلة الماضية سلسلة قرارات وإجراءات على طريق تمكين المرأة وتعبيراً عن ثقة القيادة السعودية بقدراتها لتولي المزيد من المهام.
من أحدث تلك القرارات، ما حمله الأمر الملكي الذي أصدره العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز 22 سبتمبر/أيلول الماضي، بتعيين الدكتورة هلا بنت مزيد بن محمد التويجري رئيسة لهيئة حقوق الإنسان بمرتبة وزير، لتكون أول امرأة سعودية تتولى هذا المنصب.
أيضا في 3 يوليو/تموز الماضي، صدرت أوامر ملكية تضمنت تعيين الشيهانة بنت صالح بن عبدالله العزاز نائباً للأمين العام لمجلس الوزراء بالمرتبة الممتازة، لتصبح بذلك أول امرأة سعودية تشغل ذلك المنصب الرفيع في المملكة.
الأوامر الملكية تضمنت -كذلك- تعيين الأميرة هيفاء بنت محمد بن سعود بن خالد آل سعود نائباً لوزير السياحة بالمرتبة الممتازة، لترتفع حصة المرأة في مثل تلك المناصب القيادية بالوزارات بعد تعيين إيمان بنت هباس بن سلطان المطيري نائباً لوزير التجارة بالمرتبة الممتازة في مايو/أيار 2021.
تأتي الأوامر الملكية بعد نحو شهر من تعيين شيلا بنت عذيب الرويلي يونيو/حزيران الماضي عضوا في مجلس إدارة البنك المركزي السعودي، لتكون أول امرأة تتولى منصبا كهذا، بعد أن صدرت موافقة العاهل السعودي على تعيين أعضاء "ساما" من غير موظفي الحكومة.
يأتي هذا فيما كشفت الهيئة السعودية للفضاء، سبتمر/أيلول الماضي، اعتزامها إرسال أول رائدة سعودية للفضاء في 2023.
مكاسب وإنجازات عززت مكانة المرأة، وتم بموجبها منحها المزيد من الحقوق على طريق تحقيق المساواة بين الجنسين، الأمر الذي أتاح للمرأة لعب دور مهم في التنمية على طريق تحقيق رؤية 2030.
إنجازات تؤكد أن المرأة السعودية تعيش مرحلة تمكين غير مسبوقة، وتحقق مكاسب وإنجازات متتالية، بدعم وتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي شجع السعوديات ورفع طموحهن لتحقيق المزيد من الإنجازات للنهوض بوطنهن، والالتحاق بمهن ومجالات جديدة كانت حكرا على الرجال.
المرأة البحرينية.. ثقة ملكية وشعبية
وفي البحرين، واصلت المرأة تحقيق إنجازات متتالية تعزز تمكينها السياسي، وتعكس ثقة القيادة البحرينية والمجتمع بالمرأة وقدراتها، والحرص على قيامها بدور فاعل وأساسي في مسيرة التنمية وصناعة المستقبل.
على الصعيد الشعبي، حققت المرأة إنجازا تاريخيا بالفوز بـ8 مقاعد برلمانية في مجلس النواب خلال انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني 2022، فيما يعد أكبر عدد من المقاعد تحصل عليه في تاريخ المملكة.
وعزز عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة تلك الثقة بقرار صدر 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تضمن تعيين 10 نساء في مجلس الشورى من بين 40 عضوا.
وتتكون السلطة التشريعية في البحرين من مجلسي النواب والشورى، وتجري الانتخابات لاختيار (40 عضواً) لمجلس النواب، فيما يتم تعيين أعضاء مجلس الشورى (40 عضواً) وفق أمر ملكي.
جاء الأمر الملكي، بعد نحو أسبوع من إصدار عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة مرسوما ملكيا، 21 نوفمبر/تشرين الثاني، بتشكيل حكومة جديدة برئاسة ولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، تم بها رفع تمثيل المرأة في الحكومة إلى 5 وزيرات.
وفي اليوم نفسه، أصدر عاهل البحرين مرسوما ملكيا، بتشكيل مجلس أمانة العاصمة من 10 أعضاء بينهم 4 نساء، ليرتفع بذلك عدد عضوات المجلس البلدي إلى 7، بعد فوز 3 نساء في الانتخابات البلدية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وبتلك الأوامر الملكية تم رفع تمثيل المرأة في الحكومة والبرلمان والمجالس البلدية إلى 30 وزيرة وبرلمانية وعضوة بلدية.
الكويت.. المرأة تعود للبرلمان
أيضا حققت المرأة الكويتية إنجازات جديدة عام 2022، تعكس ثقة القيادة والشعب بها.
كان أبرز تلك الإنجازات عودة المرأة للبرلمان بفوز كل من جنان رمضان، وعالية الخالد، بمقعدين في مجلس الأمة في الانتخابات البرلمانية 29 سبتمبر/أيلول الماضي، لتعيدا تمثيل النساء إلى المؤسسة التشريعية بالكويت، بعد أن خلت الدورة الماضية من مجلس الأمة الكويتي، من تمثيل للمرأة.
وعززت القيادة الكويتية الثقة بالمرأة، بصدور مرسوم أميري 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتشكيل حكومة برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.
وتضم الحكومة 15 وزيرا بينهم وزيرتان، هما الدكتورة أماني سليمان عبدالوهاب بوقماز وزيرا للأشغال العامة ووزيرا للكهرباء والماء والطاقة المتجددة، ومي جاسم محمد البغلي وزيرا للشؤون الاجتماعية والتنمية المجتمعية ووزير دولة لشؤون المرأة والطفولة.
سلطنة عمان.. 3 وزيرات
القيادة العمانية بدورها جددت ثقتها بالمرأة في تعديل وزاري أصدره سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد 16 يونيو/حزيران الماضي، احتفظت فيه المرأة بمقاعدها الوزارية الثلاثة التي كانت تشغلها.
واحتفظت كل من الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية بمنصبها كوزيرة للتربية والتعليم، والدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية كوزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وليلى بنت أحمد بن عوض النجار كوزيرة للتنمية الاجتماعية.
وحرصا من السلطان هيثم بن طارق على قيام جمعيات المرأة العُمانية، ومراكز التأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة الحكومية منها والأهلية في جميع محافظات سلطنة عُمان بأدوارها الفاعلة، فقد وجه بتقديم الدعم المالي المناسب لها، والاهتمام بها، وتطويرها.
ليخرج مختبر تطوير جمعيات المرأة العمانية في يونيو/حزيران الماضي بـ19 مبادرة تمكينية واستثمارية بهدف تحقيق نقلة نوعية في أدوار هذه الجمعيات، انطلاقا من ثلاثة مرتكزات، وهي الحوكمة والقوانين والتشريعات، والبيئة الداعمة، والتمويل والاستثمار.
القطريات والمونديال.. صناعة التاريخ
وشهدت قطر عام 2022 إنجازا بارزا باستضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم "FIFA قطر 2022"، كأول دولة عربية تستضيف هذا الحدث الكروي الهام.
وشاركت المرأة القطرية في تحقيق هذا الإنجاز، ممثلة في فاطمة النعيمي، المدير التنفيذي لإدارة الاتصال والإعلام في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، حيث لعبت دوراً أساسياً في الإعداد للحدث العالمي.
وانضمت النعيمي للجنة العليا للمشاريع والإرث في عام 2012، لتكون جزءا من الفريق المنظم للمونديال على مدار عقد من الزمان.
وتعد فاطمة النعيمي المرأة العربية الوحيدة التي اختيرت ضمن قائمة جوائز القادة الرياضية "ليدرز سبورتس" العالمية للشباب (40 قائداً تحت سن الـ40) العام الماضي، تقديراً لدورها في جهود الاستعداد لاستضافة كأس العالم قطر 2022، وهي جوائز سنوية تكرّم الأفراد الذين يساعدون في دفع عجلة صناعة الرياضة، وإحداث التغيير في المجتمعات عبر الاستفادة من قوة الرياضة وشعبيتها.