يوم المرأة.. الخليجيات يهزمن كورونا ويواصلن مسيرة التمكين
بتوليها مناصب قيادية، ومهنا كانت حكرا على الرجال، نجحت المرأة الخليجية في هزيمة كورونا والمضي قدما في مسيرة تمكينها وتعزيز مكانتها.
ويحتفل العالم بيوم المرأة في 8 مارس/آذار تحت شعار ’’المرأة في الصفوف القيادية لتحقيق مستقبل من المساواة في عالم "كوفيد - 19‘‘.
شعار نجحت الخليجيات بما حققهن من إنجازات ومكاسب وتفوق لافت، في تحقيقه، بل بتجاوزه على أرض الواقع في عام الجائحة.
من أبرز هؤلاء سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة الدولة الإماراتية للتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والتي تعد أول امرأة عربية تقود مهمة لبلادها إلى كوكب المريخ بنجاح واقتدار.
وتدخل في تلك القائمة أيضا هدى التميمي أول إماراتية تخوض تدريبا بـ"وكالة الطاقة الذرية" بالنمسا تمهيدا للعمل كمفتشة دولية، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي أول امرأة عربية وإماراتية تتولى منصب رئيس الاتحاد الدولي للناشرين، وهناء الرستماني أول رئيسة تنفيذية لأكبر بنك في الإمارات.
وفي السعودية حققت المرأة مكاسب بالجملة، أبرزها تعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أول امرأة تتولى المنصب، وتعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي، إضافة إلى توليها الكثير من المناصب التي كانت يوما حكرا على الرجال.
وفي الكويت تم تعيين 8 قاضيات، ليصبحن أول قاضيات في تاريخ البلاد، فيما تم في البحرين اختيار الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة، عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، رئيسة لجنة رياضة المرأة، نائبا لرئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد.
الإماراتيات يصنعن التاريخ
أبرز الإنجازات التي حققتها المرأة الإماراتية، بدعم من القيادة الحكيمة في الدولة، هو الإنجاز التاريخي التي حققته سارة بنت يوسف الأميري وزيرة دولة الإمارات للتكنولوجيا المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، والتي قادت مهمة دولة الإمارات العربية المتحدة إلى كوكب المريخ بكفاءة واقتدار، لتكون أول امرأة عربية تحقق هذا الإنجاز.
ورغم التحديات الناتجة عن الجائحة، نجحت الأميري في قيادة فريق علمي لتحقق الإمارات إنجازا تاريخيا بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ في 9 فبراير/ شباط الماضي، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وعلى صعيد ذي صلة، بدأت هدى التميمي مهندسة حظر الانتشار النووي في الهيئة الاتحادية للرقابة النووية بالإمارات رحلة فريدة من نوعها تخوض خلالها برنامجا تدريبيا متخصصا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالنمسا يقودها في نهاية المطاف إلى أن تصبح مفتشة ضمانات دولية، لتكون أول إماراتية تخوض مثل هذا البرنامج الشامل الذي يمتد إلى نحو 10 أشهر.
ولم يشكل انتشار جائحة كورونا المستجد "كوفيد - 19" عائقا أمام هدى التميمي لبدء رحلتها العلمية في هذا البرنامج الفريد، وأكدت في هذا الصدد حرصها على الالتزام بكل الإجراءات الوقائية والاحترازية بشكل دائم، مشيرة إلى أن الهيئة الاتحادية للرقابة النووية اتخذت كل التدابير والترتيبات اللازمة لها حتى وصولها إلى النمسا.
وأكدت التميمي أن حرص دولة الإمارات، ودعم القيادة الرشيدة على توفير لقاح "كوفيد - 19" لكل فئات المجتمع يعد هو السبيل الأمثل لاحتواء تداعيات الجائحة والعودة إلى الحياة الطبيعية".
على الصعيد الاقتصادي، وفي خطوة تعزز سياسات تمكين المرأة في تولي مناصب قيادية بالإمارات، عين بنك أبوظبي الأول في يناير/كانون الثاني الماضي، هناء الرستماني في منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة خلفاً لأندريه الصايغ، لتصبح بذلك أوَّل امرأة تتولى أعلى منصب قيادي في أكبر بنك بدولة الإمارات.
وتتمتع الرستماني، التي صنفت ضمن قائمة فوربس لأقوى سيدات الأعمال العربيات في 2017، بأكثر من 22 عاماً من الخبرة في مجال البنوك.
على الصعيد الثقافي، أعلن الاتحاد الدولي للناشرين في 23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تنصيب الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسا للاتحاد بدءاً من دورة أعماله لعام 2021، لتكون أول امرأة عربية و إماراتية تتولى هذا المنصب في تاريخ الاتحاد، وثاني امرأة على مستوى العالم بعد الأرجنتينية آنا ماريا كابانيلاس التي تولت رئاسة الاتحاد خلال عامي 2004 – 2008.
ويعد اختيار الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لهذا المنصب الدولي الرفيع، والذي يعد من أكثر المناصب تأثيراً في قطاع صناعة الكتب والمعرفة، سابقة عربية وعالمية تجسد جهودها في دعم صناعة النشر والناشرين على المستويين المحلي والعالمي.
السعودية.. مرحلة تمكين غير مسبوقة
وفي السعودية تعيش المرأة مرحلة تمكين غير مسبوقة، أثمرت على أرض الواقع إنجازات ومكاسب تاريخية للمراة السعودية، تتحقق شهرا تلو شهر، وعام بعد عام منذ تولي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 2015.
وخلال عام الجائحة فقط، حققت المرأة السعودية إنجازات ومكاسب تاريخية، أحدثها الشهر الماضي.
وفي فبراير/ شباط الماضي، دخلت أريج مطبقاني، تاريخ الرياضة السعودية بصفتها أول امرأة ترأس اتحاداً أولمبياً ممارساً، بعد أن تمت تزكيتها لرئاسة اتحاد التنس.
وفي 20 أكتوبر الماضي ، تم تعيين آمال يحيى المعلمي، سفيرة لبلادها لدى النرويج، لتصبح ثاني امرأة تشغل مثل هذا المنصب، بعد تعيين الأميرة ريما بنت بندر، في 2019، سفيرة للمملكة لدى واشنطن.
وجاء تعيين المعلمي بعد يومين من إصدار الملك سلمان، أمرا ملكيا بتعيين الدكتورة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي، مساعدًا لرئيس مجلس الشورى بالمرتبة الممتازة، لتكون أيضا أول امرأة تتولى المنصب.
وفي الشهر نفسه، تم الإعلان عن تحقيق الفنانة التشكيلية السعودية عهود عبدالله المالكي إنجازاً عالمياً بحصولها على لقب جينيس للأرقام القياسية عن أكبر لوحة فنية مرسومة بالقهوة، لتصبح أول سعودية تحقّق لقبا فرديا في الموسوعة.
وتضمنت لوحة عهود عبدالله المالكي رسوما لـ7 شخصيات سعودية وإماراتية بينهم الملك الراحل عبد العزيز آل سعود ومؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان
أيضا تم في 14 أكتوبر الماضي، تم تعيين الفارسة دلما رشدي ملحس رئيسة للجنة الرياضيين الاستشارية المعنية بملف استضافة الرياض دورة الألعاب الآسيوية لعام 2030 ، فيما يعد سابقة مهمة أنّ تتبوأ امرأة منصباً قيادياً في عالم الرياضة الذكوري.
ويأتي هذا بعد نحو شهرين من تعيين أول امرأة في منصب أمين مجلس منطقة سعودية أغسطس/آب الماضي، حيث أصبحت الدكتورة خلود الخميس، أول امرأة تتولى منصب "أمين مجلس منطقة" في السعودية، ضمن إطار وزارة الداخلية.
ويعد المنصب، أحد أهم المناصب في العمل الإداري والتنموي على صعيد المناطق في البلاد، ضمن مجلس يتضمن جميع القطاعات الخدمية في كل منطقة.
وفي إطار الوظائف المهمة التي تقلدتها المرأة خلال الشهور القليلة الماضية والتي كانت حكرا على الرجال في السابق، تم في نهاية يونيو /حزيران الماضي الكشف عن تعيين أول امرأة في الحرس الملكي السعودي.
وحققت المرأة في يوليو/تموز الماضي وحده ٣ إنجازات، حيث تم تعيين 13 امرأة في المجلس الجديد لهيئة حقوق الإنسان، بما يمثل نصف أعضاء المجلس، وتعيين الدكتورة ليلك الصفدي رئيساً للجامعة الإلكترونية، كأول امرأة ترأس جامعة سعودية طلابها من الجنسين.
كما انتخبت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان عضوا جديدا في اللجنة الأولمبية الدولية، لتصبح أول سعودية، وثالث شخصية تمثل بلادها في اللجنة الأولمبية الدولية.
الكويت.. 8 قاضيات لأول مرة
وفي الكويت تواصلت مسيرة إنجازات ومكاسب المرأة الكويتية بدعم من قيادة البلاد، وفي أحدث تلك الإنجازات، تم تعيين 8 قاضيات في يونيو/ حزيران الماضي، ليصبحن أول قاضيات في تاريخ الكويت.
وأدّت القاضيات الجديدات اليمين القانونية أمام رئيس المجلس الأعلى للقضاء في سبتمبر/ أيلول الماضي، ليبدأن عملهن في مكسب تاريخي جديد للمرأة الكويتية.
البحرين.. إنجاز رياضي
ومن البحرين تم اختيار الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة عضو مجلس إدارة اللجنة الأولمبية، رئيسة لجنة رياضة المرأة ، نائبا لرئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية لتكون أول امرأة تتقلد هذا المنصب منذ تأسيس الاتحاد.
وأكدت الشيخة حياة بنت عبدالعزيز آل خليفة أن حصولها على هذا المنصب هو نتيجة للدعم الذي تحظى به القيادات الرياضية الوطنية من عاهل البلاد الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وأكدت أن تلك الثقة التي تشرفت بها لتولي منصب نائب رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية يعكس ثقة الاتحاد بدور المرأة أسوة بالرجل كما أنه يقدم الدليل على اهتمام الاتحاد برياضة المرأة؛ وذلك بما يتوافق مع جهود اللجنة الأولمبية الدولية والمجلس الأولمبي الآسيوي.