تحليق تاريخي.. مركبة أوروبية تعبر بالقرب من الزهرة في طريقها للمشتري

عبرت المركبة الأوروبية (مستكشف أقمار المشتري الجليدية) بالقرب من كوكب الزهرة، في خطوة تاريخية ضمن رحلتها نحو المشتري.

• ماذا ينتظر العلماء من رحلة ناسا إلى قمر المشتري؟ خبراء يجيبون (خاص)

وتنتمي مركبة (مستكشف أقمار المشتري الجليدية) إلى وكالة الفضاء الأوروبية، وتهدف مهمتها النهائية إلى دراسة كوكب المشتري العملاق الغازي، بالإضافة إلى جمع بيانات حول ثلاثة من أكبر أقمار المشتري: غانيميد وكاليستو وأوروبا، التي يُعتقد أنها تخفي محيطات تحت قشرتها الجليدية، ما يجعلها أهدافًا محورية للبحث عن علامات الحياة خارج الأرض.

وقد يتساءل البعض عن سبب مرور المركبة بالقرب من الزهرة في طريقها إلى المشتري، وهو ما يبدو وكأنه عكس الاتجاه. لكن الوكالة الأوروبية تشرح أن مركبة (مستكشف أقمار المشتري الجليدية) لا تستطيع التحرك في خط مستقيم نحو هدفها، بل تعتمد على تقنية "القذف الجاذبي" عبر كواكب مختلفة لتوفير الوقود، بعد أن قامت مسبقًا بمناورات قريبة من القمر والأرض.

وخلال التحليق بالقرب من الزهرة، اضطر المشغلون لإيقاف حساسات المركبة بسبب الحرارة الشديدة للكوكب، ما يعني عدم التقاط صور خلال المرور. وقد استخدمت مركبة (مستكشف أقمار المشتري الجليدية) هوائيها الرئيسي عالي الكسب كدرع حراري لحماية أنظمتها، فيما بلغت أقرب مسافة مرور لها عند الساعة 1:28 صباح الأحد بتوقيت شرق الولايات المتحدة (05:28 بتوقيت غرينتش).

وكانت مركبة (مستكشف أقمار المشتري الجليدية) قد واجهت تحديًا في يوليو الماضي عندما توقفت عن إرسال بياناتها الصحية والقياسات عن بعد، لكن فريق التحكم استعادت الاتصال بعد عشرين ساعة من الإجراءات التصحيحية.

المحطة التالية للمركبة ستكون المرور بالقرب من الأرض مرة أخرى في 2026 لضبط مسارها قبل أن تكمل دورة إضافية حول الشمس، تمهيدا للعبور النهائي إلى مدار المشتري في يوليو 2031.

وهذا التحليق يعتبر خطوة هامة في رحلة مركبة (مستكشف أقمار المشتري الجليدية) الطويلة، التي قد تسهم في تقديم رؤية غير مسبوقة عن نظام المشتري وأقمارها الجليدية الغامضة.