ماذا ينتظر العلماء من رحلة ناسا إلى قمر المشتري؟ خبراء يجيبون (خاص)
في الرابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول، انطلقت مهمة يوروبا كليبر التابعة لوكالة ناسا، وهي أول دراسة تفصيلية لقمر المشتري يوروبا.
ويُعتقد أنه يحتوي على محيط شاسع إلى الحد الذي يحتوي على مياه أكثر من أي مكان آخر في الكون المعروف (حتى الأرض).
ورغم أن المهمة لن تبحث بشكل مباشر عن الحياة، لكن العثور على هذا المحيط سيكون علامة على وجودها، حيث إن "الحياة توجد في كل مكان وُجِد فيه الماء"، كما يقول الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ"العين الإخبارية".
ويُعتقد أن محيط يوروبا يقع تحت السطح الجليدي للقمر، ولهذا السبب يتضمن كليبر رادار اختراق الجليد (REASON)، والذي يستكشف الجليد بحثا عن أدلة على وجود محيط تحته، كما سيلتقط معلومات أخرى عن الجليد نفسه، مثل السُمك والبنية، ويرسم خريطة لتضاريس سطح القمر وتركيبه ويبحث عن أعمدة المياه الخارجة من الجليد.
ويوضح شاكر أن "تحديد سمك وتكوين القشرة الجليدية للقمر وخصائص المحيط تحت السطح المشتبه به، سيحدد ما إذا كانت الظروف اللازمة للحياة موجودة أم لا".
وإلى جانب هذه المهمة الأساسية، ينتظر العلماء تفاصيل عن تضاريس القمر، مثل التلال والشقوق والأعمدة المحتملة لبخار الماء، ويقول عصام جودة رئيس الجمعية الفلكية المصرية لـ"العين الإخبارية" إن "فحص المركبة لسمات السطح سيساعد في فهم جيولوجيا يوروبا بشكل أفضل وإمكاناته للنشاط التكتوني".
ويضيف أن ما شأن ذلك أن يساعد على رسم خريطة لسطح القمر بتفاصيل غير مسبوقة، مما يتيح تحديد مواقع الهبوط الآمنة والقيمة علميا للبعثات المستقبلية المحتملة، مثل مركبة الهبوط التي يمكنها أخذ عينات مباشرة من الجليد أو المحيط.
وتعتمد مهمة يوروبا كليبر على التحليق قرب القمر، حيث ستقوم بـ49 تحليقا قريبا منه على مدى أربع سنوات.
وقبل أن تصل إلى المشتري، ستمر المركبة الفضائية أولا بالمريخ ثم تدور حول الأرض مرة أخرى، باستخدام جاذبية كلا الكوكبين لدفعها إلى أعماق الفضاء.
وبمجرد وصول المركبة إلى مدار الكوكب، ستستخدم قوة الجاذبية القوية للمشتري لضبط سرعتها ومسار رحلتها، وتسمح هذه التقنية للمركبة الفضائية بتقليل استهلاك الوقود وإطالة مهمتها، وستساعد الجاذبية يوروبا كليبر في التنقل حول نظام المشتري بكفاءة.
وبعد الوصول إلى المشتري، لن تبقى يوروبا كليبر في مدار حول يوروبا نفسه، و بدلاً من ذلك، ستدخل مدارا بيضاويا ممدودا حول المشتري، مما يتيح للمركبة الفضائية التحليق مرارا وتكرارا بجوار يوروبا على ارتفاعات وخطوط عرض مختلفة، وسيقرب هذا المدار المركبة من يوروبا خلال فترات زمنية محددة، مما يزيد من جمع البيانات مع الحد من تعرضها للإشعاع الشديد من المشتري.
وستقوم المركبة الفضائية بإجراء حوالي 50 تحليقا قريبا من يوروبا على مدار المهمة، حيث تقترب حتى 25 كيلومترا (16 ميلا) فوق سطح القمر خلال بعض التمريرات، ومن خلال القيام بالتحليق المتعدد بدلا من البقاء في مدار مستمر حول يوروبا، تتجنب المركبة الفضائية التعرض لفترات طويلة لمستويات الإشعاع العالية التي تحيط بالمشتري ويوروبا، ويمكن أن يؤدي هذا الإشعاع إلى إتلاف أدواتها، لذا تساعد استراتيجية التحليق بالقرب في الحفاظ على طول عمر المهمة.
وخلال المهمة، ستستخدم يوروبا كليبر نظام الدفع الموجود على متنها لإجراء تعديلات على المسار أثناء تحليقها بجانب كل من المشتري ويوروبا، وستكون المركبة الفضائية قادرة على تعديل مسارها لتمرير مناطق ذات أهمية على سطح يوروبا، وتسمح تصحيحات المسار هذه للعلماء بتوجيه المركبة الفضائية للتحليق فوق مناطق محددة عدة مرات، وجمع بيانات مفصلة من وجهات نظر مختلفة.
aXA6IDE4LjIyNy4xMTQuMjE4IA== جزيرة ام اند امز