موجة تاريخية «غير مسبوقة».. ثلاث مركبات خاصة في طريقها للقمر

في لحظة تاريخية هامة لاستكشاف الفضاء، انطلقت مركبة "أثينا" الفضائية التابعة لشركة "الآلات البديهية (Intuitive Machines) على متن صاروخ "فالكون 9" على متن صاروخ "فالكون 9" من شركة "سبيس إكس".
لتنضم إلى موجة من ثلاث مركبات هبوط قمرية في طريقها إلى القمر، في سابقة فريدة من نوعها حيث تشغل جميع هذه المركبات شركات خاصة.
وفي بيان صدر عن الشركة، قال ستيف ألتموس، الرئيس التنفيذي: "انضمام أثينا إلى هذه الموجة التاريخية من المركبات القمرية يعد لحظة استثنائية".
وأضاف: "بينما يكمن الجزء الأكثر أهمية في هذه المهمة فيما هو قادم، نؤمن بأن هذه إشارة إلى أن خدمات القمر تتقدم بسرعة بالتوازي مع الجهود المدنية والتجارية لترسيخ وجود دائم على القمر بهدف التوسع أكثر في استكشاف النظام الشمسي".
وتشمل المركبات الأخرى مركبة "الشبح الأزرق" (Blue Ghost) التابعة لشركة "فايرفلاي آيروسبيس" (Firefly Aerospace) ومركبة "ريزيليانس" (Resilience) التي تم بناؤها بواسطة شركة "آي سبيس" (ispace) اليابانية، وقد انطلقت هاتان المركبتان على متن نفس الصاروخ "فالكون 9" في 15 يناير.
وتعمل مركبة "الشبح الأزرق"، مثل "أثينا"، ضمن برنامج خدمات الحمولة القمرية التجارية (CLPS) التابع لوكالة "ناسا"، والذي يهدف إلى جمع بيانات علمية لتمهيد الطريق لرواد الفضاء ضمن برنامج "آرتيميس" التابع لوكالة ناسا. ويهدف البرنامج إلى هبوط رواد الفضاء بالقرب من القطب الجنوبي للقمر الغني بالمياه في غضون سنوات قليلة، ثم إنشاء قواعد دائمة في المنطقة.
وتدور مركبة "الشبح الأزرق"، التي تحمل 10 حمولات علمية من "ناسا"، حول القمر منذ أسبوعين، ومن المتوقع أن تهبط اليوم 2 مارس في منطقة "بحر الأزمات" (Mare Crisium) على الجانب القريب من القمر، بينما ستهبط "أثينا"، التي تحمل مركبة قفز صغيرة تُدعى "غريس" (Grace) وروبوت استكشاف تابع لشركة " لونار أوتبوت" من كولورادو إلى جانب معدات علمية من "ناسا"، بعد أربعة أيام، على بُعد خمس درجات فقط من خط العرض عن القطب الجنوبي، مما يجعلها أقرب مهمة إلى هذه المنطقة حتى الآن.
أما مركبة "ريزيليانس"، فهي تسلك مسارا أطول وأكثر تعقيدا، ومن المتوقع أن تصل إلى مدار القمر في أواخر مايو أو أوائل يونيو، على أن تحاول الهبوط بعد ذلك بفترة قصيرة.
وعلى الرغم من أن مركبة "ريزيليانس" ليست جزءا من برنامج "ناسا" للحمولات القمرية التجارية، إلا أنها تحمل روبوتا صغيرا يُدعى "تيناسيوس" (Tenacious) الذي صنعته شركة "آي سبيس" في لوكسمبورغ، وسيقوم هذا الروبوت بجمع عينات من تربة القمر لصالح "ناسا"، على الرغم من عدم وجود خطط حاليا لإعادة هذه العينات إلى الأرض.
وحتى الآن، لم تنجح سوى مركبة واحدة تابعة لشركة خاصة في الهبوط بنجاح على القمر، وهي مركبة "أوديسيوس" (Odysseus) التابعة لشركة "الآلات البديهية"، التي هبطت في فبراير 2024، فيما اقتربت محاولات أخرى، مثل محاولة شركة "آي سبيس" الأولى التي وصلت إلى مدار القمر في مارس 2023 لكنها تحطمت أثناء محاولة الهبوط في الشهر التالي.
وبالإضافة إلى "أثينا"، حمل صاروخ "فالكون 9" مركبات فضائية أخرى، منها مركبة استكشافية تدعى "أودين" (Odin) من شركة "أستروفورج" (Astroforge) للتعدين الفضائي، ومسبار "لونار تريل بليزر" (Lunar Trailblazer) التابع لوكالة "ناسا"، والذي يبحث عن الماء على سطح القمر.
وتتجه مركبة "لونار تريل بليزر" أيضًا نحو القمر، ولكن مهمتها تقتصر على الدوران في المدار بدلا من الهبوط على السطح، ومن المتوقع أن تصل إلى القمر في يوليو المقبل.