غسالة في الفضاء.. مهمة جديدة لرصد المياه على سطح القمر

يستعد فريق من الباحثين في جامعة أكسفورد لإطلاق كاميرا حرارية متقدمة ضمن مهمة "لونار تريل بليزر" التابعة لناسا يوم الأربعاء 26 فبراير.
تسعى هذه المهمة إلى إلقاء الضوء على دورة المياه القمرية وتوجيه المهمات الروبوتية والبشرية المستقبلية بهدف رسم خريطة لمصادر المياه على سطح القمر.
وعند وصول المركبة الفضائية، التي تزن 200 كيلوجرام وتبلغ حجمها حجم غسالة، إلى مدار القمر، ستقوم بمسح سطح القمر 12 مرة يوميا، وتسجيل درجات الحرارة وتحديد مكونات السطح بدقة تصل إلى 50 مترا، من المتوقع أن تركز الدراسة على فوهات القمر المظللة بشكل دائم، خاصة في القطب الجنوبي، والتي قد تحتوي على كميات كبيرة من الجليد المائي تصل إلى 600 مليون طن متري، يمكن أن يتم استخدام هذا الجليد في المستقبل لأغراض متعددة، من التنقية لمياه الشرب إلى معالجته للحصول على وقود وأكسجين للتنفس أثناء المهمات البشرية.
وأحد الأجهزة الرئيسية في المهمة هو جهاز " خريطة حرارية قمرية " (LTM) الذي تم تطويره بواسطة مجموعة التجارب الكوكبية في قسم الفيزياء بجامعة أكسفورد.
ويقول بيان لجامعة أكسفورد إن " هذا الجهاز يسعى إلى قياس درجات حرارة السطح وتحليل المعادن المكونة للمناظر القمرية لتحديد وجود المياه بشكل أدق، وسيعمل الجهاز جنبا إلى جنب مع جهاز آخر من تطوير ناسا يسمى (HVM3 ) لتوفير خرائط تفصيلية غير مسبوقة للمياه على سطح القمر.
وهذا الجهاز هو أحدث إنجاز لفريق أكسفورد الذي يمتلك خبرة تزيد عن 50 عاما في تطوير معدات التصوير الحراري الفضائي.
ويجمع تطوير جهاز "خريطة حرارية قمرية " جهود عدة معاهد أكاديمية وشركات بريطانية، مما يعكس الريادة البريطانية في مجال استكشاف الفضاء.
وعلق البروفيسور نيل بولز من جامعة أكسفورد قائلاً: "صُمم وبُني الجهاز هنا في أكسفورد، ويعد الإطلاق لحظة هامة لفريقنا، وسيساعد قياس درجات الحرارة في تأكيد إشارات المياه وسيوفر تفاصيل غير مسبوقة حول مكونات سطح القمر".
المهمة قد تكشف أيضا عن أصل وجود المياه على القمر، هل جاءت المياه من اصطدام المذنبات أو البراكين القديمة؟ أم من تفاعلات الهيدروجين مع الأكسجين على سطح القمر؟ وستساعد النتائج في الإجابة عن هذه التساؤلات ودعم مهمات استكشاف مستقبلية.