ترامب يتعهد برفع العلم الأمريكي على المريخ.. لماذا تجاهل القمر؟ (خاص)
في خطوة جديدة أثارت الكثير من التكهنات حول استراتيجيته الفضائية، تعهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع العلم الأمريكي على سطح المريخ.
وجاء ذلك دون الإشارة إلى خطة وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" للعودة إلى القمر، مما يزيد من التساؤلات حول توجهاته المستقبلية في هذا المجال.
خلال ولايته الأولى، أطلق ترامب برنامج "أرتميس"، الذي يهدف إلى إعادة رواد الفضاء إلى القمر كخطوة تمهيدية للوصول إلى المريخ، ومع ذلك، لم يكن يتحدث كثيرا عن أهمية العودة إلى القمر.
وفي خطاب تنصيبه لفترة الولاية الجديدة، قال ترامب: "سنواصل السعي نحو قدرنا المحتوم بين النجوم، بإرسال رواد الفضاء الأمريكيين لزرع العلم الأمريكي على كوكب المريخ"، وهي تصريحات عززت الشكوك حول رغبته في تجاوز القمر والتركيز على المريخ.
وتُشير التوقعات إلى أن ترامب يبدو متأثرا في هذا التوجه بحليفه المقرب، إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة "سبيس إكس"، الذي يطمح لتأسيس مستعمرة بشرية على المريخ بمساعدة صاروخه النموذجي "ستارشيب".
وكان ماسك قد أعاد نشر مقطع فيديو يظهر فيه وهو يرفع إبهامه ويصفق بحماس أثناء تصريحات ترامب، وكتب على منصة X (تويتر سابقاً) في وقت سابق من هذا الشهر: "نحن ذاهبون مباشرة إلى المريخ، القمر مجرد تشتيت".
وتقول تقارير أمريكية إن مثل هذا التغيير سيكون له تأثير كبير على برنامج الفضاء الأمريكي، الذي يُقدر تكلفته بأكثر من 90 مليار دولار، ومن المحتمل أن يواجه معارضة قوية في الكونغرس الأمريكي، حيث يسعى كل من الجمهوريين والديمقراطيين إلى حماية الوظائف المرتبطة باستكشاف القمر في ولاياتهم.
وتدور معظم الاعتراضات حول برنامج صاروخ "SLS" التابع لناسا، وهو صاروخ ثقيل يعتمد على مجموعة واسعة من المقاولين والموردين المنتشرين في جميع أنحاء البلاد.
وفي تعليق على هذا الموضوع، يرى الدكتور أشرف شاكر، رئيس قسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، أن ما ذكره ترامب في خطابه لا يعني تجاهل القمر.
وتساءل شاكر مستنكرا في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "هل يعقل أن تترك أمريكا الملعب للصين، التي لديها خطط للهبوط على القطب الجنوبي للقمر بحلول عام 2030؟".
وأضاف: "ما يبدو لي هو أن ترامب يعتبر القمر مسألة محسومة، نظرا لأن أمريكا لديها تجربة سابقة في الهبوط على القمر، لذلك اختار أن يذكر في خطابه التحدي الأصعب وهو الوصول إلى المريخ".
وأشار شاكر إلى أن القمر مليء بالثروات المعدنية التي لا يعقل أن تتركها أمريكا للصين وتركز فقط على المريخ.
ويحتوي القمر على ثروات معدنية وفيرة، من أبرزها الهليوم-3، وهو نظير نادر على الأرض لكنه متوافر نسبيا على القمر، ويعد مهما لأبحاث الطاقة المستقبلية، خاصة في تكنولوجيا الاندماج النووي. كما تحتوي التربة القمرية على كميات كبيرة من الألمنيوم، الذي يمكن استخدامه في صناعة الهياكل الفضائية والمعدات، والسيليكون الذي يعد عنصرا رئيسيا رئيسيا في تصنيع الألواح الشمسية. وتتواجد أيضا معادن الحديد والتيتانيوم على القمر، ما قد يكون مفيدا في بناء الهياكل وتصنيع الأدوات.
aXA6IDMuMTQwLjE4OC4xOTUg جزيرة ام اند امز