مشاهد مذهلة.. ثلوج المريخ ترسم لوحات شتوية ساحرة
بينما تنتظر الأرض قدوم عيد الميلاد مكسوا بالثلوج، قد لا يكون هناك ما يوازي تلك الأجواء في منطقتك، لكن لا بأس، إذ يمكنك الاستمتاع بمشاهد خلابة لمناظر "شتوية" على سطح كوكب المريخ.
والتقطت هذه الصور المدهشة بواسطة كاميرا الاستريو عالية الدقة (HRSC) التي طورتها ألمانيا على متن مركبة الفضاء الأوروبية "مارس إكسبريس" في يونيو 2022، وأيضا عبر كاميرا " HiRISE "، التابعة لمسبار ناسا لاستطلاع المريخ في سبتمبر من العام نفسه.
والصور تُظهر مشاهد مذهلة لمنطقة" المنحدرات الجنوبية" الواقعة بالقرب من القطب الجنوبي للمريخ.
"ثلوج" الكربون على المريخ
لكن ما يبدو كمناظر ثلجية ساحرة ليس الثلج الذي نعرفه على كوكب الأرض، فبدلا من الماء المتجمد، تغطي هذه المنطقة طبقات من جليد ثاني أكسيد الكربون (الثلج الجاف)، حيث يصل سمكها إلى 26 قدما (8 أمتار) طوال العام.
وعلى الرغم من أن الصور التُقطت خلال فترة الانقلاب الصيفي على المريخ، فإن البرودة هناك لا تعرف المواسم، حيث تصل درجات الحرارة إلى -193 درجة فهرنهايت (-125 درجة مئوية).
لماذا يبدو الجليد متربا؟
في الصور، يظهر الجليد وكأنه مغطى بطبقة خفيفة من "الغبار"، وهذا الغبار عبارة عن طبقات من الرواسب التي تتراكم فوق الجليد بفعل عمليات موسمية.
والغبار عادة ما يُدفن تحت الجليد، لكن عمليات تسخين موسمية تؤدي إلى صعوده نحو السطح.
وما هو أكثر إثارة، أن مسبار ناسا استطاع رصد الصقيع الذي يتراكم على جوانب الكثبان الرملية، والذي يعمل كدرع مؤقت يحمي تلك الكثبان من التآكل حتى قدوم الربيع حيث تبدأ عملية الذوبان.
مشاهد ديناميكية وليست هادئة
وفي مشهد بعيد كل البعد عن الهدوء، يؤدي الضغط الناتج عن تراكم الغازات تحت الجليد إلى إطلاق أعمدة من الغبار في الهواء، وهو ما يُشكل أنماطا دوامية على السطح بفعل الرياح، وهذه الآلية مشابهة لتلك التي تنتج الظواهر الشبيهة بـ"العناكب" المريخية التي تظهر على سطح الكوكب.
إذن، ما يبدو كلوحة شتوية هادئة في صور "مارس إكسبريس" هو في الواقع مشهد صيفي ديناميكي يعج بالطاقة، ومع ذلك، يظل البرد القارس حاضرا.
aXA6IDEzLjU5LjEuNTgg جزيرة ام اند امز