ما قدمته الإمارات من خدمة علمية جليلة وضعت فيها أقدام العرب في الفضاء ما هي إلا نتاج طبيعي لرؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله
سبتمبر 2019 ويوليو 2020 موعدان توقف لديهما التاريخ، طارقا أبواب العرب من الفضاء، بدءا من وضع أول رائد فضاء عربي قدمه على محطة الفضاء الدولية وهو الإماراتي هزاع المنصوري، ومرورا بانطلاق أول مهمة عربية لاكتشاف كوكب المريخ وهي إماراتية أيضا، ما يفتح المجال واسعا أمام غزو العرب للفضاء، الذي ظل حكرا على الغرب لفترات طويلة.
ما قدمته الإمارات من خدمة علمية جليلة وضعت فيها أقدام العرب في الفضاء ما هي إلا نتاج طبيعي لرؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، والتي بلورها في مقولة سبقت الزمن حينما قال "إن رحلات الفضاء يفخر بها كل إنسان على وجه الأرض، لأنها تجسد الإيمان بالله وقدرته، ونحن نشعر كعرب بأن لنا دورا عظيما في هذا المشروع وهذه الأبحاث، ونحن فخورون بالتقدم الهائل في علوم الفضاء بفضل القواعد التي أرساها العلماء العرب منذ مئات السنين".
هي لحظات تاريخية مليئة بمشاعر الفرح والفخر، تصنعها الإمارات مجدا عربيا في تاريخ الأمة، لتعجز الكلمات عن التعبير بحجم الإنجاز الذي تحقق وحول حلم العرب إلى حقيقة في استكشاف الفضاء.
مقولة عكست اهتمام "زايد" الكبير بعلوم الفضاء للتعرف على جديدها وإنجازاتها، لتشكل نواة حقيقية لرؤية واضحة وسعيا لاستشراف المستقبل، في دولة لا يوجد في قاموسها مستحيل.
ولم تكن رؤية الشيخ زايد وليدة اللحظة ولكنها ترجع إلى 3 عقود للوراء عندما اجتمع الشيخ زايد، رحمه الله، مع خبراء وكالة ناسا، وكان طموحه حينذاك الوصول إلى الفضاء، خاصة بعد مهمة "أبولو" التاريخية التي قادت الإنسان إلى سطح القمر، حيث اهتم المغفور له الشيخ زايد بعلوم الفضاء والعلوم، وكان لديه إيمان كبير بدور هذه العلوم في تطور الشعوب والدول، ويرى أنه طالما نحن عربا فيجب أن يكون لنا دور عظيم في مشاريع الفضاء وأبحاثه، مؤكدا أن العرب ليسوا بأقل من غيرهم حين يتم تسليح الموارد البشرية بالإرادة والعزيمة والعلم لتحقيق المستحيل.
وعلى خطى زايد واستكمالا لرؤيته ونهجه، فقد أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان -رئيس الدولة- في يوليو 2014 إنشاء وكالة الإمارات للفضاء، لتضع الدولة أولى خطواتها ويتشكل في ملامحها نواة "زايد" الفضائية، لتعمل بكل جد واجتهاد في تحقيق خطوات ومراحل متقدمة في مجال صناعة الفضاء، ومن ثم أسست مركز "محمد بن راشد" للفضاء، وتبدأ المسيرة في قطاع علوم الفضاء، ضمن خطوات عظيمة وجبارة لبرنامجها الفضائي التي هي جزء من الاستراتيجية الشاملة للدولة في مجال استكشاف الفضاء الخارجي، بطموحات لا حدود.
وما بين نهج المؤسس "زايد" ورؤية "خليفة" وضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مسارا مستقبليا لخطط ورؤية الإمارات في قطاع الفضاء، وصولا إلى ولادة فكرة استكشاف الكوكب الأحمر، وإرسال أول مسبار عربي وإسلامي إلى كوكب المريخ، أطلق عليه اسم «مسبار الأمل»، لتكون الإمارات واحدة من بين 9 دول فقط تستكشف الكوكب الأحمر، لتنتقل الدولة بشكل متسارع نحو اقتصاد متنوع قائم على العلوم والمعرفة، يركز على الإبداع والابتكار في مجال أساسي وحيوي يلعب الفضاء فيه دورا مهما، باعتباره أحد القطاعات السبعة ذات الأولوية.
لتطلق الإمارات «مسبار الأمل» في رحلة إلى المريخ، معلنة مرحلة جديدة وفارقة في تاريخنا العربي يترقبه مئات الملايين من الناس حول العالم.. تجسد رؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد رحمه الله، وتسير على استشرافه للمستقبل ونهجه في الصعود إلى الفضاء.. لتحقق الإمارات أحد أكبر وأعظم إنجازاتها التي تحققت بجهود وسواعد "عيال زايد"، ليصل المسبار في فبراير 2021، بالتزامن مع احتفالات الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاما على إعلان الاتحاد.
نعم.. هي لحظات تاريخية مليئة بمشاعر الفرح والفخر، تصنعها الإمارات مجدا عربيا في تاريخ الأمة، لتعجز الكلمات عن التعبير بحجم الإنجاز الذي تحقق وحول حلم العرب إلى حقيقة في استكشاف الفضاء.
مبارك للعرب جميعا ودولة الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على هذا الإنجاز العظيم، متمنين لها دائماً دوام التقدم والرفعة والازدهار في كل المجالات.. وعمار يا دار زايد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة