هتلر ومايكل جاكسون والفيفا.. أغرب المرشحين لنوبل للسلام
هتلر ومايكل جاكسون والفيفا بقائمة المرشحين التي تبقى سرية لمدة 50 عاما على الأقل، لكن يمكن للراعي أن يعلن اختياره
شهد تاريخ جائزة نوبل للسلام ترشيح شخصيات مثيرة للجدل مثل أدولف هتلر و"ملك البوب" مايكل جاكسون ما يدل على أنه من السهل جدا اقتراح أسماء لهذه الجائزة لكنه من الصعب جدا الفوز بها.
وتقبل لجنة نوبل كل الاقتراحات شرط أن تقدم قبل 31 يناير/كانون الثاني لكن في الوقت الذي يمكن فيه تسمية أي شخص على قيد الحياة، لا يمكن لأي شخص تقديم ترشيح.
وتشمل قائمة المرشحين لاقتراح أسماء، البرلمانيين والوزراء من حول العالم والفائزين السابقين بالجائزة وبعض الأساتذة الجامعيين والأعضاء الحاليين والسابقين في اللجنة.
وبمجرد إغلاق باب الترشيحات، تصمد فقط حفنة من الأسماء تشكّل قائمة قصيرة لتراجعها اللجنة ومستشاروها.
وقال الأمين العام للجنة أولاف نيولستاد: "هناك كثر يحق لهم ترشيح أشخاص وهو ليس أمرا معقدا".
وشهد 1939، قبل 8 أشهر من اجتياح ألمانيا لبولندا، قيام النائب الديمقراطي الاشتراكي السويدي إريك براندت ببعث رسالة إلى اللجنة النرويجية المسؤولة عن منح جوائز نوبل جاء فيها أنه يقترح اسم هتلر للفوز بجائزة السلام.
ومدح براندت في هذه الرسالة أيضا زعيم الرايخ الثالث لـ"حبه المتوهج للسلام" ووصفه بأنه "أمير السلام على الأرض".
لكن براندت شرح لاحقا أن هدفه من تسمية هتلر كان السخرية، وكان احتجاجا على ترشيح رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين لرعايته اتفاق ميونيخ في 1938 الذي تم التنازل بموجبه عن جزء من تشيكوسلوفاكيا لألمانيا.
وفي نهاية المطاف، سحب براندت هذا الترشيح لكن هتلر لا يزال يعد واحدا من بين المرشحين لجائزة نوبل للسلام في أرشيف اللجنة.
وقال المؤرخ أسليه سفين: "يظهر التاريخ مدى خطورة استخدام السخرية في مناخ سياسي ساخن".
وفي 1935، رشح أكاديميون ألمان وفرنسيون الديكتاتور الإيطالي بينيتو موسوليني لجائزة نوبل السلام على سبيل السخرية، قبل شهر فقط من غزو بلاده لإثيوبيا.
وكواحد من المنتصرين في الحرب العالمية الثانية، رشّح الزعيم الروسي جوزيف ستالين مرتين في 1945 و1948.
وقال المؤرخ غير لوندستاد الأمين العام السابق للّجنة: "لم يعد هتلر ولا ستالين ولا موسوليني مرشّحين جديين لجائزة نوبل السلام"، وأضاف "لكن أكثر ما يفاجئني هو أن الكثير من الدكتاتوريين من حول العالم رفضوا ترشيحهم".
على مدار العقدين الماضيين، ارتفع عدد المرشحين وأصبح يتجاوز اليوم 300 شخص، لذلك ليس من المستغرب أن تظهر بعض الأسماء "الغريبة".
وتبقى قائمة المرشحين سرية لمدة 50 عاما على الأقل، لكن يمكن للراعي أن يعلن اختياره، ففي 2001 رشح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لهذه الجائزة.
وبرر النائب السويدي الذي كان وراء هذا الترشيح بأن الرياضة لديها "القدرة على خلق تواصل عالمي إيجابي والمساهمة في عالم أكثر سلاما".
لكنه لم يكن الأول الذي يفكر بهذه الطريقة، ففي 1956 رشح جول ريمي الذي أنشأ مسابقة كأس العالم في كرة القدم لهذه الجائزة أيضا، وفق الصحفي أنطوان جايكوب مؤلف كتاب "تاريخ جائزة نوبل".
وفي 1998، وجد مايكل جاكسون نفسه مرشحا لجائزة نوبل السلام، ولكن رغم أن مزاعم التحرش الجنسي بالأطفال لم تكن قد ظهرت إلى الواجهة، لم تقنع رسالة "ملك البوب" التي مفادها "شفاء العالم" اللجنة.
وأوضح لاندستاد "البرلمانيون الرومانيون الذين رشّحوا مايكل جاكسون أخذوا الأمر على محمل الجد لكن اللجنة لم تقتنع به".
لكن في 2001، قال لوندستاد إنه لم يكن مستحيلا أن يحصل فنانون أطراف في قضايا معينة ذات يوم على الجائزة، وأشار نيولستاد إلى أن أسماء الفنانين دائما ما كانت ترد إلى اللجنة لكن هذا الأمر أصبح اليوم أكثر شيوعا.
ومن المرشحين هذه السنة لجائزة نوبل السلام التي ستمنح في 11 أكتوبر/تشرين الأول، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والناشطة السويدية جريتا ثونبرج.
وشدد لوندستاد على أنه يجب عدم التحمس كثيرا لمجرد مسألة ترشيح شخص معين، موضحا "من السهل جدا الحصول على ترشيح لكنه من الصعب جدا الفوز بالجائزة".
aXA6IDMuMTQ1LjE1NC4yNTEg جزيرة ام اند امز