إشارات متزايدة على حرب ضد حزب الله.. إسرائيل تغادر مربع رسائل الضغط
مع عدم التوصل إلى هدنة في قطاع غزة تبرد جبهة الحرب المندلعة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ارتفع منسوب التوتر بين لبنان وإسرائيل.
توتر زادت وتيرته مع إعلان حزب الله، الأحد، إطلاق «عشرات» الصواريخ على بلدة في شمال إسرائيل غداة مقتل خمسة أشخاص بينهم ثلاثة من عناصره في قصف إسرائيلي بجنوب لبنان.
في المقابل، تكثفت التدريبات الإسرائيلية على الحدود اللبنانية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي جاهزيته لتنفيذ عمليات مشابهة للحرب في غزة على الجبهة الشمالية أيضًا «بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر».
وضع قال عنه المحلل العسكري في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عاموس هارئيل، الأحد، إنه «في هذه اللحظة يفضل الجيش الراحة، والاستعداد لتصعيد محتمل في لبنان وجنوب قطاع غزة».
وسعت الولايات المتحدة الأمريكية لوقف التوتر على الحدود عبر مبعوثها الخاص عاموس هوكشتاين الذي قرر أخيرا الانتظار إلى ما بعد التوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة.
وتريد إسرائيل من حزب الله الابتعاد عن الحدود اللبنانية بعمق لا يسمح للصواريخ المضادة للدبابات الوصول إلى البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود.
وفي الأيام الأخيرة، أطلق حزب الله عشرات الصواريخ يوميا على البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية مع استمرار الغارات الإسرائيلية على أهداف في جنوب لبنان.
واليوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: «رصدت جنديات الاستطلاع التابعات للفرقة 210 في وقت سابق من اليوم خلية مخربين مسلحين بقاذفة صواريخ مضادة للدروع في منطقة شبعا في جنوب لبنان».
وأشار إلى أنه «بعد الرصد بقليل وجهت جنديات الاستطلاع طائرات مقاتلة تابعة لسلاح الجو وطائرة أخرى أغارت على الخلية في المنطقة قبل تمكنها من تنفيذ عملية الإطلاق».
وفي حادث آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي «رصد طائرة مسيرة تابعة لمنظمة حزب الله والتي سقطت في منطقة مفتوحة بالقرب من جبل الشيخ دون وقوع إصابات أو أضرار»، متابعًا: «بالإضافة إلى ذلك، في وقت سابق من اليوم تم رصد إطلاق صاروخ مضاد للدروع من الأراضي اللبنانية باتجاه منطقة مالكية دون وقوع إصابات، ومع إلحاق ضرر مادي بمركبة عسكرية».
سيناريو الحرب
هذا التصعيد تزامن مع تكثيف الجيش الإسرائيلي لتدريباته استعدادا لسيناريو الحرب الذي بدأ المسؤولون الإسرائيليون بالتلويح به مرارا في الأسابيع الأخيرة.
وفي بيان اطلعت «العين الإخبارية» على نسخة منه، قال الجيش الإسرائيلي: «خلال الأسبوع الماضي أقيم تمرين عملياتي شمل تزويد الإمدادات اللوجستية جوًا وبرًا بقيادة هيئة التكنولوجيات واللوجستيات وبالتعاون مع قيادة المنطقة الشمالية، وسلاح الجو وغيرها من الوحدات التابعة لذراع البر».
وأضاف: «تدربت القوات خلال التمرين على نقل المعدات، والمياه، والوقود، وأنواع الذخيرة خلال الطوارئ إلى القوات المناوِرة التي تخوض القتال على الجبهة الشمالية»، متابعًا: «شمل التمرين تحميل معدات حملتها طائرات سلاح الجو وإفراغها ونقل المعدات بواسطة مركبات على الأرض».
وأشار إلى أنه «منذ نشوب الحرب تم إنجاز سبع عمليات تزويد بإمدادات لوجستية جوًا من قبل وحدة الإمدادات الجوية التابعة للواء هماروم، والتي تم خلالها إدخال حوالي 110 أطنان من الإمدادات لصالح القوات المناوِرة في غزة. أما برًا فتم إنجاز آلاف العمليات اللوجستية الأخرى بواسطة قوافل لوجستية».
وبحسب البيان، فإن «الجيش الإسرائيلي جاهز لتنفيذ عمليات مشابهة على الجبهة الشمالية أيضًا - بكثافة عالية وتحت النيران إذا لزم الأمر».
بدورها، قالت الهيئة العامة للبث الإسرائيلي: «يواصل الجيش الاستعداد لاحتمال تنفيذ مناورة بريّة في الأراضي اللبنانيّة، ويُجري تدريبات خاصّة لفحص جهوزية قواتِه».
خطة إسرائيلية
وكشف موقع «واينت» الإخباري عن الخطة التي أعدتها قيادة المنطقة الشمالية في الجيش لحماية سكان الشمال في حال نشوب حرب واسعة مع حزب الله.
وتعتمد الخطة بالأخص على مواقف سيارات تحت الأرض، وشراء نحو ثمانين ألف طرد غذاء مجفف.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية إنه لن تتم إقامة مدن خيم بجنوب البلاد أو نشر آلاف الملاجئ المتنقلة للسكان الذين لا يمتلكون ملجأ أو غرفة محصنة. كما تشمل الخطة نقل مواطنين وبينهم مسنون وآخرون، إلى أماكن آمنة.
aXA6IDMuMTI4LjIwMC4xNjUg جزيرة ام اند امز