قبل 140 عاما تقريبا، اشترى الإقطاعي الأمريكي إتش جاي وايتلي، مزرعة نائية في ضواحي لوس أنجلوس وأطلق عليها اسم "هوليوود"، ولم يتصور أنه في ذلك الوقت أسس ما سيصبح لاحقا عاصمة السينما في العالم ومركزا يدر مليارات الدولارات على الاقتصاد المحلي.

 أعوام قليلة لاحقة، تحولت فيها هوليوود إلى عالم سحري يجذب أعين سكان كوكب الأرض، عبر ما يحتويه من صناعة للسينما والموسيقى أسرت الملايين عبر التاريخ، وحققت أرباحا مليارية وصلت إلى قرابة 6 مليارات دولار في 2022، وفقا لموقع Newvisiontheatres.

ولاحقا، أصبحت صناعة السينما في الولايات المتحدة أكبر نشاط تجاري من حيث الإيرادات، وبحسب إحصاءات Statista، وصلت القيمة السوقية لصناعة السينما الأمريكية إلى أكثر من 21 مليار دولار في عام 2021.

وتكشف "بوابة العين" في رحلة عبر الزمن، عن بدايات هوليوود، وكيف تأسست المدينة الأشهر على وجه الأرض، وكيف ظهرت بها صناعة السينما، قبل أن تنتشر للعالم أجمع.

تأسيس هوليوود

يعود الفضل في تأسيس مدينة هوليوود إلى "إتش جاي وايتلي"، أحد ملاك المزارع الأوائل في الولايات المتحدة، الذي اشترى مزرعة في مقاطعة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا، وكان أول من أطلق على المنطقة اسم هوليوود.

وفي عام 1887، ثبتت داييدا ويلكوكس سيدة الأعمال التي تعاملت في الاستثمار بالأراضي في تلك المنطقة، استخدام اسم هوليوود لتعريف المكان.

آنذاك، كانت صناعة السينما لا تزال وليدة في الولايات المتحدة، إذ مع حلول عام 1984، تم تنظيم أول معرض تجاري للصور المتحركة في مدينة نيويورك.

ولم تظهر صناعة السينما في هوليوود، إلا مع بداية القرن العشرين، حين تم تقديم سينما كلاسيكيات هوليوود في الفترة بين 1913 وعام 1969.

أول فيلم تم تصويره في هوليوود

مع أوائل عام 1910، كان تصوير أول فيلم سينمائي على الإطلاق في هوليوود على يد المخرج "ديفيد غريفيث"، ومن إنتاج شركة "بيوجراف".

امتلك هذا المخرج فرقته الخاصة للتمثيل، وسعى للعثور على موقع جديد للتصوير، ووقع اختياره للذهاب شمالا من مدينة لوس أنجلوس إلى قرية هوليوود الصغيرة.

الفيلم كان عبارة عن سيرة ذاتية عن ولاية كاليفورنيا عبر القرن التاسع عشر، ولم يترك المخرج ديفيد جريفيث هوليوود، بل استمر في العمل، حتى انتشر نجاح أعماله، الذي جذب لبلدة هوليوود العديد من صانعي الأفلام من داخل وخارج الولايات المتحدة، لتكون انطلاقة صناعة السينما الحقيقية في هوليوود عام 1913.

 والسبب في ذلك، تجنب صناع السينما ما كان يفرضه توماس إديسون من رسوم على الصناعة بسبب امتلاكه براءة اختراع في عملية صناعة الأفلام في ذلك الوقت، وكان أول استديو يتم إنشائه في هوليوود في عام 1911 هو ستوديو "نيستور".

أبرز استوديوهات هوليوود

وبحسب موقع liveabout، فإن هوليوود تضم 6 استوديوهات تعرف بأنها الاستوديوهات الأضخم في هوليوود، وتنثبق منها صناعة السينما.

هذه الاستوديوهات، تمتلكها أضخم شركات إنتاج السينما في هوليوود عبر التاريخ، وتشمل ما يلي:

تأتي ضمن الستة الكبار بين استوديوهات هوليوود، وقد تأسست عام 1912، وهي أقدم الاستوديوهات لصناعة السينما عبر التاريخ، ويعود الفضل في تأسيسها لـ "كارل ليمل".

شركة الاستوديوهات العملاقة تقدر قيمتها السوقية الحالية وفق مؤشر "جلوبال رانكينج" بـ 1.24 مليار دولار.

استوديوهات "باراماونت بكتشرز "

أحد أنجح وأقوى شركات صناعة السينما في هوليوود، وقد أنتجت أنجح فيلم في تاريخ السينما على الإطلاق وهو فيلم الأب الروحي.

الشركة يعود تاريخ تأسيسها لعام 1912، على يد شركة Famous Players Film Company، وبحسب مؤشر "جلوبال رانكينج"، تقدر القيمة السوقية للشركة حاليا بـ 10.56 مليار دولار.

استوديوهات "والت ديزني"

ينتج تحت لوائها الآن أفلام تابعة لعالم مارفل السينمائي، وعالم "ستار وورز" السينمائي، بالإضافة لعوالم الرسوم المتحركة.

الشركة تأسست في عام 1923 على يد مؤسسها والت ديزني مبتكر شخصية ميكي ماوس الشهيرة، وبدأت باسم Disney Brothers Cartoon Studio، قبل أن يتغير مسماها لوالت ديزني استثمارا لنجاحه وشعبيته.

ووفق مؤشر "جلوبال رانكينج"، تقدر القيمة السوقية حاليا لشركة ديزني بـ 162.68 مليار دولار.

استوديوهات "وارنر برذرز"

شركة "ورنر بروز"، التي تعرف حاليا باسم "ونور بروز ديسكفري"، هي واحدة من أضخم 6 شركات إنتاج سينمائي في هوليوود، وأنتجت استوديوهاتها العديد من الروائع عبر تاريخ السينما، منها سلسلة أفلام هاري بوتر، إلى جانب امتلاكها لحقوق ملكية عالم dc للقصص المصورة.

الشركة تأسست في عام 1923 على يد 4 أشقاء، هم هاري ورنور وألبيرت ورنور و سام و جام ورنور، ووفق مؤشر جلوبال رانكينج، تقدر القيمة السوقية الحالية للشركة بـ 30.97 مليار دولار.

استوديوهات "كولومبيا بيكتشرز"

ضمن الست الكبار من استوديوهات هوليوود العملاقة، تأتي شركة استوديوهات "كولومبيا بيكتشرز، التي يعود تاريخ تأسيسها لعام 1924.

الشركة نشأت من شركة صغيرة لصناعة السينما تدعى استوديوهات Cohn-Brandt-Cohn، تخصصت في بدايتها في صناعة الأفلام منخفضة التكلفة في الانتاج.

الشركة تتبع الآن شركة سوني اليابانية العملاقة، وتمثل الذراع السينمائي التابع لها، وتمتلك حقوق صناعة أفلام الرجل العنكبوت الشهيرة، بقيمة سوقية حالية وفق "جلوبال رانكينج" تصل لـ 115.36 مليار دولار.

استوديوهات "توينتيث سينشوري ستوديوز"

تعتبر من أهم وأكبر شركات استوديوهات صناعة السينما عبر تاريخ هوليوود.

الشركة الآن تتبع شركة استوديوهات والت ديزني بعد استحواذ الأخيرة عليها، ويعود تاريخ تأسيسها لعام 1935، كنتاج لاندماج شركات "فوكس فيلم كو" مع شركة "توينتيث سينشري بيكتشرز" عام 1915.

فنانو هوليوود الأعلى أجرا 2023

وبحسب أحدث تقييم لموقع "technosports"، فإن النجم توم كروز، هو أعلى فنان أجر في هوليوود الآن، بعد وصول أجره عن أحدث أفلامه لـ 100 مليون دولار.

 وضمن فئة السيدات، تأتي النجمة "ساندرا بولوك" وفق عدة مصادر منها موقع topmovierankings، على قمة نجمات هوليوود الأعلى أجرا، بوصول أجرها لـ 70 مليون دولار.