بعد 18 عاماً من "المحرقة".. مدعية الجنائية الدولية لأول مرة بدارفور
وصلت المدعية العامة للمحكمة الجنائية، فاتو بنسودا، الأحد، إلى دارفور لأول مرة منذ اندلاع الحرب في الإقليم عام 2003.
ومضت 18 عاما على حرب دارفور التي انتهج فيها نظام الإخوان المعزول سياسة "الأرض المحروقة" وفق توصيف منظمات حقوقية، مخلفا نحو 600 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وأحال مجلس الأمن الدولي في العام 2005 ملف حرب دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية بعد أن صنف ما حدث في الإقليم بأنه يرتقي إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية.
التي بدورها أصدرت مذكرات توقيف متتابعة بحق الرئيس المعزول عمر البشير ووزير دفاعه عبدالرحيم محمد حسين ووزير داخليته أحمد هارون وعلي كوشيب، قائد مليشيا مسلحة بجانب المتمرد عبدالله بندة.
وأعربت بنسودا في تصريحات صحفية عن سعادتها بزيارة دارفور للمرة الأولى منذ تولي المحكمة الجنائية الدولية الادعاء في جرائم الحرب في الإقليم.
وقالت: "وصولي إلى دارفور اليوم يعد بمثابة الحلم الذي تحقق، خاصة أنه جاء بعد مضي ١٦ عاماً من إحالة مجلس الأمن الدولي قضية دارفور إلى المحكمة الجنائية الدولية".
ونوهت إلى مثول المتهم علي كوشيب أمام المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته في الجرائم التي ارتكبت في دارفور باعتباره الشخص الأول مثولا أمام المحكمة ولكنه لن يكون الأخير.
وأضافت: "المحكمة الجنائية الدولية ستستمر في مطالبة حكومة السودان بتسليم جميع من صدرت في حقهم أوامر قبض بشأن الجرائم التي ارتكبت في دارفور".
وأكدت بنسودا وجود تعاون جيد بين المحكمة الجنائية الدولية وحكومة السودان التي جاءت بعد التغيير السياسي، وأنهم عازمون على استمرار التعاون من أجل تحقيق العدالة.
وكشفت المدعية عن صعوبات واجهت المحكمة في سبيل سعيها لتحقيق العدالة لأسر الضحايا بدارفور، والتي قالت إنها وصلت ببعض الجهات في بعض الأحيان إلى التوصية بترك الأمر برمته، مشيرة إلى أن ذلك الموقف قد انعكس في عدم حصولهم على الدعم اللازم لمتابعة الملف.
قبل أن تستدرك: "لكنني والفريق العامل معي كنا على إيمان قوي بأن العدالة ستتحقق يوما، وكان لدينا الإصرار في ذلك بأن ينال الذين ارتكبوا تلك الجرائم جزاءهم العادل".
والتقت بنسودا في زيارتها للإقليم التي تستمر يومين والي ولاية شمال دارفور محمد حسن عربي وستقوم بجولة لعدد من المواقع هناك قبل أن تعود إلى الخرطوم لتكمل بقية المشاورات بشأن محاكمة بقية المطلوبين.
وتوجهت المدعية بالشكر لذوي الضحايا الذين أولوا المحكمة دعمهم وثقتهم التي قالت إنه لولاهم لما تم الوصول بالقضية إلى هذه المراحل.
وأشارت إلى أن مهمتها كمدعية عامة للمحكمة الجنائية الدولية ستنتهي في النصف الثاني من شهر يونيو/حزيران القادم، مطالبة كافة الجهات ذات الصلة بمواصلة تقديم الدعم والثقة للمحكمة حتى تتمكن من إنجاز مهمتها في دارفور.
من جانبه، رحب والي شمال دارفور بزيارة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، معبرا عن التقدير الكامل لما بذلته المحكمة في سبيل تحقيق العدالة في السودان ودارفور.
وأكد عربي، خلال الاجتماع، على دعم حكومة مواطني ولايته بشدة لمثول المتهمين بارتكاب جرائم الحرب في دارفور أمام المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها واحدة من آليات تحقيق العدالة الدولية والوطنية والمحلية.
وأشار إلى ما نصت عليه اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الانتقالية وحركات الكفاح المسلح بجوبا والتي أقرت دورا للمحكمة الجنائية الدولية في تحقيق العدالة في دارفور.
ووصلت مدعية الجنائية الدولية الخرطوم، السبت، في ثاني زيارة لها إلى السودان منذ عزل نظام الإخوان الإرهابي عن السلطة ضمن مشاورات مع الحكومة السودانية بشأن محاكمة المطلوبين.
زيارة المدعية فاتو بنسودا جاءت بعد أيام من اعتماد المحكمة الجنائية الدولية 31 تهمة ضد علي كوشيب الذي تجري محاكمته في لاهاي بعدما سلم نفسه طواعية قبل أشهر، استجابة لأمر توقيف صادر بحقه.
aXA6IDQ0LjIyMi4xMzQuMjUwIA== جزيرة ام اند امز