من منزل جيسيكا ألبا إلى وول ستريت.. قصة صعود شركة «أونست»

تُعد شركة "أونست" (The Honest Company) واحدة من أبرز الشركات الأمريكية الشغوفة بإنتاج مستحضرات العناية الطبيعية والصديقة للبيئة، والتي بدأت رحلتها من العناية بالأطفال الرضع قبل أن تتوسع لتشمل منتجات للكبار أيضا.
وقد أكسبها التزامها بالجودة والمكونات الآمنة بيئيا شهرة واسعة في الأسواق العالمية، مما وسّع نطاقها ليتجاوز منتجات الأطفال إلى مستحضرات التجميل والعناية الشخصية.
ويستعرض هذا التقرير بدايات الشركة، ونموها، ومشروعاتها الناجحة التي جعلت منها نموذجًا رائدًا في مجال المنتجات المستدامة.
تأسست شركة "أونست" في عام 2012 ومقرها مدينة لوس أنجلوس الأمريكية، وبدأت العلامة التجارية كمورد لمنتجات الأطفال البديلة، حيث وفرت حفاضات الأطفال واللوشنات المرطبة للبشرة ومنتجات أخرى للعناية اليومية.
وانطلقت فكرة المشروع في الأساس عام 2008 عندما ابتكرت الفنانة الأمريكية جيسيكا ألبا منصة إلكترونية لتوفير منتجات آمنة وصديقة للبيئة، بالتعاون مع رواد الأعمال كريستوفر جافيجان وبريان لي وشون كين، ليتم تأسيس الشركة رسميًا بعد أربع سنوات.
حصلت "أونست" على تمويل ضخم من مجموعة من كبار المستثمرين، من بينهم Lightspeed Venture Partners وGeneral Catalyst وWellington Management وGlade Brook Capital Partners وL Catterton، بإجمالي استثمارات قُدّر بحوالي 503 ملايين دولار.
وبحلول عام 2015، بلغت القيمة الصافية للشركة نحو 1.7 مليار دولار، وأنشأت مقرها الرئيسي في لوس أنجلوس، لتصبح واحدة من أسرع الشركات نموًا في قطاع المنتجات العضوية والعناية الشخصية.
ورغم النجاح الكبير، واجهت الشركة دعوى قضائية بعد اتهامها باستخدام مكونات محظورة في أحد أنواع حليب الأطفال الصناعي الذي تنتجه. غير أن الشركة جادلت بأن تركيبتها حاصلة على اعتماد البرنامج الوطني للمنتجات العضوية الأمريكي (NOP)، وفازت بالقضية في ديسمبر/كانون الأول 2016.
وفي عام 2018، توسعت العلامة لتشمل الملابس الرياضية وعدة شراكات مع علامات تجارية عالمية لتسويق منتجاتها، كما حافظت على متجرها الإلكتروني الذي يعرض مجموعة متنامية من المنتجات تشمل الإكسسوارات والهدايا، إضافة إلى منتجات تحمل علامات تجارية مشابهة ومتعاونة.
تعو فكرة تأسيس الشركة إلى تجربة شخصية لجيسيكا ألبا، حينما أصيبت بطفح جلدي أثناء تنظيف ملابس طفلتها الأولى هونور ماري عام 2008 باستخدام أحد المنظفات التقليدية، ما دفعها إلى البحث عن منتجات أكثر أمانًا وصديقة للبيئة.
ومن هنا نشأت فكرة "أونست"، لتصبح من أوائل الشركات التي دمجت بين الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية في منتجاتها.
وعلى الرغم من النجاحات المبكرة، واجهت الشركة لاحقًا تحديات تمثلت في انخفاض معدلات المواليد عالميًا، إضافة إلى تداعيات جائحة كوفيد-19، ما أدى إلى تراجع قيمتها السوقية بشكل ملحوظ لتتراوح بين 216.18 مليون دولار و259 مليون دولار في السنوات الأخيرة.
ومع ذلك، تظل "أونست" علامة بارزة في عالم المنتجات المستدامة، ومثالًا على كيفية تحوّل فكرة شخصية بسيطة إلى كيان تجاري ضخم غيّر مفاهيم صناعة العناية الشخصية عالميًا.