قصة حب وسط الدخان.. حكاية من مظاهرات هونج كونج
مع اقتراب عناصر شرطة مكافحة الشغب، يبتعد نيك وآبي قليلا خلف المتظاهرين الراديكاليين الذين يرمون الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة.
بين حواجز الحديد ووسط سحب الدخان المنبعثة من القنابل المسيلة للدموع، يشبك آبي ونيك يديهما ناسجين قصة حب وُلدت في حمأة الاحتجاجات في هونج كونج هذا الصيف.
وكما الحال مع طلاب كثيرين في هذه المنطقة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي، أمضى الثنائي إجازتهما في التظاهر متحدين الشرطة.
التقى آبي ونيك، وهما اسمان مستعاران، في الجامعة خلال يونيو/حزيران 2019، تزامنا مع انطلاق أولى المظاهرات ضد السلطات المؤيدة لبكين، بسبب مشروع قانون معلق حالياً كان سيسمح بتسليم مطلوبين إلى البر الرئيسي الصيني لمحاكمتهم.
وتقول آبي (19 عاما): "شاركنا في مظاهرات كثيرة منذ يونيو/حزيران، في نهاية كل أسبوع تقريبا، الأمر لم يكن بدافع التسلية، لكن كان من الرائع تشارك ذلك مع أحدهم، إنه أمر فريد".
نظارات وحجارة
مع اقتراب عناصر شرطة مكافحة الشغب، يبتعد نيك وآبي قليلا خلف المتظاهرين الراديكاليين الذين يرمون الحجارة والزجاجات الحارقة على الشرطة.
ويقول نيك وهو طالب آداب (20 عاما): "إذا ما عشت طويلا، ستكون هذه التجربة مادة دسمة لأرويها لأطفالي وأحفادي".
خلال مظاهرة أقيمت أخيرا في حيّ تسوين وان، حمل نيك مظلة فوق آبي فيما كانت تعدّل القناع الواقي من الغاز على وجهه، في آخر لحظات حنان قبل التفرق بين المتظاهرين تحت وابل القنابل المسيلة للدموع لمواجهة المتظاهرين المخربين.
وطوّر الثنائي الشاب على مر الأيام من أساليب التظاهر؛ إذ ينطلقان سويا للمشاركة في الاحتجاجات ويرتديان "أزياء" التظاهر داخل مراحيض مركز تجاري بما يشمل الملابس السوداء والأقنعة الواقية من الغاز ونظارات الغطس للحماية من القنابل المسيلة للدموع.
ورغم قنابل الغاز، يسحب نيك نظاراته البلاستيكية للبعث برسالة إلى صديقته بواسطة هاتفه المحمول، ويقول: "كنت قلقا، في العادة، لا نقف في طليعة المظاهرة، فقدنا أثر بعضنا عندما أطلقت الشرطة أولى قنابل الغاز، ووجدتها بعد ساعة في مركز تجاري".