بالصور.. برنامج المدن المضيفة في الإمارات يشحذ همم فرسان الإرادة
بفضل توجيهات القيادة الحكيمة أصبحت دولة الإمارات، ضامنة أساسية لتحقيق الحياة الكريمة لأصحاب الهمم وعززت من إحساسهم بالاندماج
نجحت دولة الإمارات، بفضل الإرادة والطموح والقدرة، في إخراج أصحاب الهمم من دائرة الاعتماد على الآخرين إلى فضاء التمكين والمشاركة جنباً إلى جنب مع أقرانهم في المجتمع، من هنا حرصت الإمارات على توفير كل المقومات لنجاح أصحاب الهمم، ضمن جهودها لأن تكون الدولة الأولى على مستوى العالم في مجالات دمجهم بمجتمعهم ومحيطهم.
وبفضل توجيهات القيادة الحكيمة أصبحت دولة الإمارات ضامنة أساسية لتحقيق الحياة الكريمة لأصحاب الهمم وأسرهم، وهو ما تجلى في رسم سياسات، وابتكار خدمات مكَّنتهم من التمتع بحياة ذات مستوى عالٍ، وعززت من إحساسهم بالاندماج مع مجتمعهم، وفعَّلت مشاركتهم الإيجابية، بفرص متكافئة، حققت لهم الإحساس بأنهم قادرون على القيام بأدوارهم.
وجاء فوز إمارة أبوظبي كأول مدينة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بتنظيم الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص 2019 منذ تأسيس حركة الأولمبياد الخاص قبل أكثر من 50 عاماً والتي تنطلق منافساتها، الخميس، مؤكداً نجاح الاستراتيجيات المتبعة في دولة الإمارات في تمكين أصحاب الهمم، وتعزيز الروح المتقدة والوثابة لهذه الفئة من المجتمع.
ويضيف ذلك بنداً جديداً إلى قائمة الإنجازات الطويلة لدولة الإمارات، ويعزِّز مكانتها الراسخة على المستوى الدولي، بصفتها واحدة من أهم الدول وأكثرها قدرة على استضافة الفعاليات الدولية الكبرى وتنظيمها، وهو ما لا ينافسها فيه كثير من الدول، بما في ذلك دول العالم الصاعد والمتقدِّم، ناهيك بالطبع عن دول العالم النامي.
وفي إطار الحرص على تقديم نسخة فريدة وغير مسبوقة من الألعاب العالمية للأولمبياد الخاص أبوظبي 2019 تم تنظيم برنامج المدن المضيفة في إمارات الدولة كافة خلال الفترة من 8 إلى 11 مارس الجاري، حيث استضافت إمارات الدولة السبع جميع الوفود المشاركة في الحدث العالمي وتضم أكثر من 7500 رياضي وعائلاتهم ومرافقيهم و 3000 مدرب.
ويعد برنامج المدينة المضيفة أكبر برنامج للتبادل الثقافي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث شهد تجارب مشتركة للوفود الوطنية والمضيفين الإماراتيين في البلدات والمدن في كل الإمارات السبع خلال أربعة أيام حافلة بالأنشطة والفعاليات قبل انطلاق منافسات الألعاب العالمية 2019.
ويمثل برنامج المدن المضيفة جزءاً من الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية وأحد برامجه الأساسية، وساهم البرنامج في رفع مستوى الوعي حول رؤية الإمارات لإنشاء مجتمعات متضامنة وموحدة، لتكون الدولة مثالاً يحتذى للدول الراغبة بتعزيز قيم التضامن والاندماج في المجتمع.
ووفر برنامج المدن المضيفة الفرصة للوفود المشاركة في الألعاب للاستمتاع بالضيافة والعادات والتقاليد الإماراتية، كما ساهم في رفع وعي الجمهور حول الإعاقة الذهنية وتعزيز روح الأولمبياد الخاص في جميع أنحاء الإمارات، بالإضافة إلى ذلك، ساعد البرنامج على تعريف الرياضيين ببيئاتهم الجديدة قبل بدء المسابقات من خلال فعاليات رياضية وثقافية وفنية ومجتمعية، ومشاركة الرياضيين في ورش عمل تسلط الضوء على عادات وتقاليد شعب الإمارات وقصص نجاح أبنائها.
كما وفر البرنامج فرصة لتجربة الثقافة وحسن الضيافة الإماراتية، وأتاح لمواطني الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة فرصة للتعريف بقيمهم الأصيلة ومبادئهم النبيلة التي رسخها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والتعرف على الجوهر الحقيقي للإمارات وشعبها ونهضتها الحضارية الإنسانية.
وتضمنت فعاليات برنامج المدن المضيفة عدداً من الزيارات إلى مواقع سياحية بالإضافة إلى ورش عمل وفرص للرياضيين للحديث عن تجاربهم أمام طلاب المدارس والجامعات في إطار السعي لتغيير النظرة المجتمعية تجاه أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية والتركيز على أهمية دمجهم في المجتمع.
وساهم برنامج المدن المضيفة في نشر الوعي بدور دولة الإمارات في تسهيل اندماج أصحاب الهمم في المجتمع ويعكس إيمانها بهم وبقدراتهم، وجهودها الحثيثة لمنحهم حياة كريمة.
لقد أثبت برنامج المدن المضيفة أنه من أهم برامج الأولمبياد الخاص التي تهدف إلى زيادة الوعي والإدراك المجتمعي فيما يتعلق بأصحاب الهمم.
وعكست أدوار ومشاركة الإمارات السبع في برنامج "المدن المضيفة" ضمن فعاليات الأولمبياد الخاص، تكاتف الجهود بين الحكومة الاتحادية والمحلية على مستوى وطني عال لاستضافة الحدث، حيث حرصت المجالس التنفيذية في إمارات الدولة، ومن خلال تجاوبها السريع مع الحدث الرياضي العالمي المهم، على إعداد وتنفيذ برنامج متكامل للوفود، ينقل لهم صورة إيجابية وجميلة حول إرث الإمارات الأصيل من عادات وتقاليد عربية أصيلة ومترسخة، إلى وطنهم بكل فخر واعتزاز.
وعزز برنامج المدن المضيفة المساعي الهادفة لتقديم حدث رياضي يليق بسمعة الإمارات في تنظيم الفعاليات الإقليمية والعالمية، بما يعكس المكانة المتميزة التي تبوأتها على مستوى دول العالم كافة، ويدعم توجهات الدولة للتعريف بجهود رعاية ودعم أصحاب الهمم وإدماجهم في المجتمع، وكذلك تسليط الضوء على إنجازات أصحاب الهمم في كل المجالات، وتوثيق العلاقات بين مجتمع الإمارات، ومجتمعات الوفود المشاركة، وترسيخ تبادل الخبرات والتجارب وتعزيز القواسم المشتركة بين الدول والشعوب، كما يعتبر البرنامج منصة عالمية لتبادل ثقافات الشعوب.
وأتاح البرنامج الفرصة لأفراد المجتمع كافة للمشاركة والتفاعل مع حدث عالمي ضخم ذي طابع إنساني رياضي خاص بأصحاب الهمم من ذوي الإعاقة الذهنية، حيث عزز البرنامج دور مجتمع الإمارات في دعم أصحاب الهمم بشكل عام ودعم ذوي الإعاقة الذهنية بشكل خاص بتكاتف مؤسساته وأفراده.
وبالإضافة لأنشطة المدن المضيفة تم إطلاق برنامج واسع النطاق لفعاليات المشاركة المجتمعية بهدف تعزيز الوعي وتثقيف وإلهام الجمهور بحركة الأولمبياد الخاص وترسيخ قيم التسامح في المجتمع تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية.
وفي هذا السياق تم تنظيم المبادرات يومياً في المدارس والأماكن العامة في كل أنحاء أبوظبي ودولة الإمارات لتكريس قيم التضامن والتفاهم بين الجمهور وأصحاب الهمم.
ومع صافرة البداية، الخميس، يتنافس الرياضيون في الأولمبياد الخاص الألعاب العالمية أبوظبي 2019، في 24 رياضة فردية وجماعية مختلفة.
ويضمن الأولمبياد الخاص تنظيم منافسات عادلة من خلال عملية تسمى "التقسيم"، حيث يتم تقسيم الرياضيين إلى فئات حسب قدرة كل منهم وليس إعاقته وبهذه الطريقة، يمكن للرياضيين التنافس مع رياضيين آخرين من قدرات وأعمار مماثلة وتشمل التقسيمات 3 رياضيين على الأقل و8 رياضيين كحد أقصى.