الدماغ الساخن.. نصائح علمية لمنع تأثير تغير المناخ على الأعصاب
تغيّر المناخ يؤدي إلى تفاقم الحالات العصبية
أكثر من 68% من مرضى الأمراض العصبية يرون أن تأثيرات تغير المناخ كانت سيئة على صحتهم.
تُعُّد الأمراض العصبية من بين الأمراض الأكثر عبئا، سواء كان لتغير المناخ تأثيرات معينة على أمراض عصبية محددة أم لا، ومن ثمَّ فإن ضعف القدرة على التكيف مع التغيير الذي يحدثه المناخ والذي يؤثر على الأشخاص المصابين بأمراض عصبية يتطلب من أطباء الأعصاب أن يكون لديهم وعي بالتأثيرات المناخية المحتملة وإدارتها، حيث إنه من المرجح أن تؤدي الأحداث المناخية المتطرفة إلى حدوث السكتة الدماغية وشدتها، والصداع النصفي، وبطء الاستشفاء لدى مرضى ألزهايمر، وتفاقم مرض التصلب العصبي المتعدد لدى البالغين، بسبب الارتباط الواضح بين الحرارة وتفاقم أعراض المرض.
هذا التأثير، المعروف باسم ظاهرة "أوثوف"، يعني أن المرضى الذين يعانون من أمراض عصبية معينة يمكن أن يعانوا من أعراض متفاقمة عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، سواء كان ذلك بسبب الحمى أم ممارسة التمارين الرياضية القوية أم مجرد يوم حار بشكل خاص.
بالنسبة للمرضى الذين يعانون من هذه الحالات فإن المزيد من الأيام الحارة قد تعني المزيد من الأيام التي يقضونها في المعاناة من الضعف والخدر والوخز في الأطراف، أو حتى فقدان الرؤية.
وفي هذا الصدّد، تم إجراء دراسة استقصائية لأكثر من 100.000 شخص من قطاع الطب العصبي (المرضى ومقدمو الرعاية والأطباء)، مع التركيز على مرض الصرع. وقد توصلت النتائج إلى أنه من بين 126 مشاركا كان 52 مصابا بالصرع و56 أعلنوا صراحةً أنهم لا يعانون من أي مرض.
هذا.. وأشارت التقديرات إلى القلق بشأن تأثير تغير المناخ على الصحة داخل هذا المجتمع العصبي الذي يركز على الصرع، واعتبر أكثر من نصف المشاركين أن تأثيرات تغير المناخ كانت سيئة لصحتهم، وارتفعت النسبة إلى 68% في مجموعة فرعية تعاني من حالة عصبية، وأكثر من 80% أعربوا عن قلقهم بشأن المستقبل، ويعتقد معظمهم (75%) أن العمل على الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة سيؤدي إلى تحسين الصحة والرفاهية.
الاستجابة الفعالة
تظهر الحاجة إلى الاعتراف بالقلق بشأن تغير المناخ بين عامة الأفراد من خلال الدراسات الاستقصائية، ومن ثمَّ يجب أن يلعب قطاع الرعاية الصحية دوره في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتكيف مع المناخ المتغير، الأمر الذي سيتطلب دعم أصحاب المصلحة، بما في ذلك أولئك الذين يعانون من الصرع والذين قد يكونون معرضين للخطر بشكل خاص.
ومن المهم فهم مواقف هذا المجتمع ومخاوفه بشأن تغير المناخ والاستجابات المجتمعية، وينبغي أن يشمل الاستعداد فهم الإنذارات وأنظمة العمل الوطنية والمحلية العامة، والقدرة على تقديم المشورة للمرضى بشأن إدارة الظواهر الجوية المتطرفة، خاصة موجات الحر، وكذلك الفيضانات وموجات البرد.
وفي الوقت نفسه، العالم في حاجة إلى المزيد من الأبحاث حول العواقب المحددة التي يخلفها تغير المناخ على أمراض عصبية محددة، حيث إن تغير المناخ يُعد بمثابة مشكلة خطيرة في مجال الرعاية الصحية، ويتطلب من المجتمع العصبي الاستجابة كما يفعل أو يفعل، للتحديات الخطيرة الأخرى مثل كوفيد-19.
وأخيرًا، فإن المستوى العالي من القلق بشأن تأثيرات تغير المناخ والمواقف الإيجابية تجاه السياسات الرامية إلى الحد من انبعاثات غازات الدفيئة، يوفر الدعم للعمل المناخي من مجتمع الصرع، ومع ذلك إذا تم تنفيذ السياسات دون النظر في احتياجات المرضى فإنها تخاطر بالاستبعاد، وتفاقم عدم المساواة، وزيادة تهديد الصحة العصبية والرفاهية.
aXA6IDE4LjIxOS4xNzYuMjE1IA== جزيرة ام اند امز