"بيت العائلة الإبراهيمية" بين الحقيقة والأوهام.. النعيمي يبرز ملامح المشروع التاريخي
في حلقة تفاعلية على حسابه الرسمي على "تويتر" تحت عنوان (بيت العائلة الإبراهيمية.. الحقيقة والأوهام) تحدث الدكتور علي النعيمي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.
وسرد الدكتور النعيمي كل الحقائق المرتبطة بهذا المشروع التاريخي الذي أطلقته دولة الإمارات ليكون مركز إشعاع حضاري عالمي يجمع الإنسانية على نهج التسامح والتعايش.
وبلغة العقل الهادئة المستندة للعلم ولحقائق الدين وثوابت نهج دولة الإمارات دحض الدكتور النعيمي الشائعات والأحقاد التي حاولت النيل من أهداف هذا المشروع بتداول مغالطات حاول ترويجها أصحاب الفكر المتطرف وعلى رأسهم تنظيم الإخوان.
وشهدت الإمارات، الخميس، افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يعد منارة للتعايش ومركز إشعاع حضاري يعزز الأخوة الإنسانية.
وتوضيحا للحقائق، قال الدكتور علي النعيمي، في الحلقة التفاعلية على هامش افتتاح المشروع، إن بيت العائلة الإبراهيمية تعرض للتسييس، واللغط من أشخاص لديهم أجندات خاصة، وبعض من يوظف الدين لخدمة أجندات سياسية أطلقوا الأحكام بتكفير المشروع، وهناك من يجهلون حقيقة المشروع.
الحلقة التي تفاعل معها نحو ألفا شخص وشهدت عدة مداخلات من المتفاعلين دحضت ما يروجه الحاقدون بأن مشروع بيت العائلة الإبراهيمية يستهدف دمج وإذابة الأديان الثلاثة، الإسلام والمسيحية واليهودية، في ديانة واحدة.
وقال الدكتور علي النعيمي إن هذا محض افتراء، وأتى زورا من القول، بل أساء للإسلام ولعلماء المسلمين، وقدم خطابا مشوها عن الإسلام في تسامحه وقيمه النبيلة.
مشروع للتسامح
أزال الدكتور النعيمي الشبهات التي ربطها بعض المغرضين بمشروع بيت العائلة الإبراهيمية، قائلا: المشروع ليس له علاقة بما يسمى بالديانة الإبراهيمية، فهو مشروع للتسامح بين الأديان الثلاث، ولا يُقصد منه إطلاقا دمج الأديان الثلاثة في ديانة واحدة، أو التدخل في أي شأن ديني، بل يقوم على الاحترام المشترك بينها واحترام خصوصيتها.
وزاد النعيمي بأن المشروع جاء "لتعزيز قيم التعايش وترسيخها، ولا علاقة له بأي تأثير على أي دين من الأديان، الدين يمارس في مكان عبادته، كما هو وكما يريد أتباعه بدون أي تغيير أو تأثير من أي من المكونين الآخرين، لكل مكون احترامه وتقديره.
كما حرص رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على التأكيد على أن الدين الإبراهيمي يخالف القانون لدينا ويعارض الدستور، ولا نقبل به أبدا، ونرفضه، وفي نفس الوقت نعتز بإسلامنا ونفتخر به.. إسلامنا الذي جاء به الرسول ونشره الصحابة الكرام، والذي يقبل الآخر، ويوظفه لإسعاد الإنسان وعمارة الأرض.
وقال: "نحن لن نقبل أبدًا بالتخلي عن قيمنا.. والإسلام هو ديننا في دولة الإمارات بنص الدستور".
فلسفة المشروع
تحدث الدكتور النعيمي عن فلسفة وفكرة مشروع بيت العائلة الإبراهيمية، قائلا: نحن نعيش في عالم قائم على التعددية والتنوع، فلا توجد دولة في العالم لها دين أو عرق أو جنس واحد فقط، وإنما هناك تعددية في كل المجتمعات، والمشروع يعمل على توظيف التعددية والحفاظ على الخصوصية.
وأردف: بيت العائلة الإبراهيمية مشروع يعبّر عن المجتمعات وتعدديتها، ويمد جسور التعايش، ففيه مسجد يصلي به المسلمون، وكنيسة ليمارس فيها المسيحيون عباداتهم، واليهود أيضًا للتعبد، ولا يوجد تداخل بين هذه الديانات والعبادات.
وأكد أيضا أن جميع المجتمعات تحمل التعددية والتنوع، وهذا الأمر موجود بالإمارات، حيث يعيش بها أكثر من 200 جنسية وهناك أديان مختلفة، مردفا: نعمل في الإمارات على نشر قيم السلام، وحقن الدماء، وحفظ الأعراض وجمع الناس على كلمة سواء.
وضمن أهداف المشروع أنه بمثابة "منصة للحوار المفتوح، وتبادل المعارف والخبرات والتجارب، ويعكس قيم الإمارات الراسخة في تبادل الحوار الثقافي والتعايش السلمي"، وفقا للنعيمي، الذي لفت أيضا إلى أن المشروع يفتح آفاق التواصل مع الآخر، فلا خيار أمامنا سوى التعايش واحترام الاختلاف، بعيدا عن الصراعات والأزمات.
كما أشار إلى أن المشروع "يحمل دعوة للرموز الدينية من أجل القيام بدور إيجابي للعمل على استقرار المجتمعات، ونشر قيم التسامح وقبول الآخر وتقديره".
الإخوان ومخططات التشويه
دعا الدكتور النعيمي إلى زيارة مشروع بيت العائلة الإبراهيمية والنظر في الهدف منه، والمساهمة بنشر قيم التعايش في مختلف المجتمعات.
ومحذرا في الإطار ذاته من خطورة تنظيم الإخوان المسلمين، أكد النعيمي أن الإخوان يستغل الدين كأيديولوجية لخدمة مصالحه وأداة لزعزعة استقرار المجتمعات، والدليل ما فعله التنظيم في دول سوريا وليبيا واليمن وأينما وجد.
وبشأن ازدواجية المعايير لدى التنظيم، قال إن أعضاء الإخوان الهاربين بالغرب يتحدثون بخطاب مختلف هناك حول حقوق الإنسان والديمقراطية، وذلك بحسب ما يحقق أغراضهم ومصالحهم الخاصة.
وفي محاولة لكشف الوجه الحقيقي للإخوان في الغرب، قال النعيمي إن بعض أعضاء التنظيم من ينضمون لأحزاب يمينية ويسارية بدول الغرب، بل أحزاب تدعم المثليين بالغرب، فأين القيم والدين؟
واستطرد "القضية إذن تتعلق بأجندتهم السياسية، وما يحقق مصالحهم الخاصة"، مطالبا بضرورة "تعرية هؤلاء وفضحهم وكشفهم، مع التركيز في الوقت ذاته على قضية البناء والأولويات الوطنية وتوجيه الأجيال الجديدة، لتحمل مسؤولياته الوطنية، وتخريج جيل ينعم بفكر إيحابي ويسهم في العلوم والتقنيات وبناء مشاريع جديدة تعزز من رفاهية المجتمع الذي يعيش فيه".
وواصل رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة فضح مخططاتهم، قائلا إنه خلال التسعين عاما الماضية، تم توظيف الإسلام بشكل أيديولوجي لتدمير الأمة، نتج عنها هذا التمزق والتفرق.
وضرب المثل بأنهم يتحدثون عن تكريم المرأة، لكن في الممارسة العملية يرفضون الاختلاط، الأمر الذي لم يأت به تحريم في الكتاب والسنة، حيث كان النساء الصحابيات يصلين خلف الرسول في مسجده صلى الله عليه وسلم.
وتابع: هناك تفسيرات مسيئة للإسلام بسبب ما حدث من اختطاف للعقول، وجرى وضعنا في سياق خارج عن أن هذا الدين دين رحمة وحضارة، دين يبني مجتمعات تحقق الرفاهية والازدهار، وكل ما بثوه من أفكار إنما مشاريع أزمة وخلافه وإخلال بالأمن والاستقرار والعمل على نشر الفوضى.
وألمح إلى أن ما يجري من خلافات سياسية بين الدول أمر طبيعي، لكنهم عملوا على الطعن في الشعوب والدول، بعد أن أشعلوا مؤخرا فتنة بين مصر والسعودية وبث الأكاذيب من خلال حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وإدخالنا في مشروع أزمة لولا تدخل العقلاء.
الخير للخليج ولكل العرب والمسلمين
وهنا شدد على أن "أخطر ما تواجهه أي أمة هو اختطاف عقول الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي".
وبوضوح، والحديث للدكتور النعيمي، فإن أي شخص لا يرد الخير لمصر أو السعودية لا يرد الخير للخليج ولكل العرب والمسلمين أو من يطعن في مصر أو الإمارات يمثل مشروع أزمة ولا يريد الخير للعرب والمسلمين.
وقال: إننا نحن بحاجة لنشر الوعي السياسي والوعي العام الذي يجعلنا ندرك مصالح أوطاننا وشعوبنا، وألا نسهل لهؤلاء اختطاف عقولنا والإضرار بأوطاننا، واختطاف النشء وجعلهم يعيشون في مستنقع الصراعات".
وذكر الدكتور النعيمي أنه قبل يومين في قمة الحكومات التقى وفدا برلمانيا بريطانيا، وسألهم أين كنتم؟، فقال أحدهم: كنا في زيارة جامع الشيخ زايد الكبير.
ويتابع: سألته عن رأيه فقال: "شعرت بشعور داخلي لم أشعر به في حياتي".
وأضاف: أحد العلماء والمشايخ غير الإماراتيين زار المسجد منذ فترة وبعدها التقيته، فقال لي حافظوا على هذا النهج، فأنا عندما رأيت هذه الأفواج من غير المسلمين يأتون إلى المسجد، أدركت أنكم بهذا العمل تأسرون العقول والقلوب.
ونوه إلى: نحن نفتح آفاقاً للتواصل مع الآخر، وهذا المسجد يزوره ما لا يقل عن 30 ألف زائر أجنبي يوميا، والمئات أسلموا بعد زيارتهم هذا المسجد.
الأخوة الإنسانية
يجسد "بيت العائلة الإبراهيمية" ترجمة على أرض الواقع لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التاريخية التي وقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي 4 فبراير/شباط 2019.
وتؤسس وثيقة الأخوة الإنسانية دستورا جديدا للتعايش السلمي يجمع الشرق بالغرب، يتضمن عدداً من الثوابت والقيم، منها قيم السلام وثقافة التسامح وحماية دور العبادة وحرية الاعتقاد ونشر الأخلاق ومفهوم المواطنة.
وتخليدا لذكرى الزيارة التاريخية المشتركة للرمزين الدينيين الكبيرين، لدولة الإمارات، وإطلاقهما من أبوظبي "وثيقة الأخوة الإنسانية"، أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتخصيص مساحة أرض في جزيرة السعديات وتشييد معلم حضاري جديد يُطلق عليه اسم "بيت العائلة الإبراهيمية".
صرح حضاري
شهدت الإمارات، الخميس، افتتاح "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يعد منارة للتعايش ومركز إشعاع حضاري يعزز الأخوة الإنسانية.
ويجسد هذا البيت رسالة الإمارات للإنسانية بأهمية التعايش والأخوة بين الجميع بغض النظر عن الأديان والمعتقدات واللغات والجنسيات.
وبافتتاحها هذا البيت تكون الإمارات قد أهدت العالم معلما حضاريا ومركزا للحوار والتفاهم بين الأديان، وفضاءً ملهما للتثقيف، ومنارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.
ويضم "بيت العائلة الإبراهيمية" كنيسة ومسجداً وكنيساً جنبا إلى جنب، بما يبرز القيم المشتركة بين الإسلام والمسيحية واليهودية، ويحفظ في ذات الوقت لكل دين خصوصيته، مقدمًا بذلك صرحًا عالميًا يجسد تواصل الحضارات الإنسانية والرسالات السماوية، ويعكس قيم الاحترام المتبادل والتفاهم بين أتباع الديانات السماوية الثلاث، ليشكل للمرة الأولى مجتمعاً مشتركاً، تتعزز فيه ممارسات تبادل الحوار والأفكار بين أتباع الديانات.
وغرد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات مؤكدا أهمية هذا الصرح الحضاري، قائلا: "بيت العائلة الإبراهيمية صرح للحوار الحضاري البناء ومنصة للتلاقي من أجل السلام والأخوة الإنسانية".
وأكد عبر حسابه بموقع "تويتر" أن "بناء جسور التواصل والتعايش والتعاون بين الجميع نهج الإمارات الثابت في مسيرتها".
ويتميز تصميم "بيت العائلة الإبراهيمية" بعمارته الهندسية البديعة التي تتكون من ثلاثة مكعبات تستحضر ملامح العمارة التقليدية الخاصة بالديانات الثلاث، وتبرز في ذات الوقت عناصرها الجمالية والهندسية المتفردة.
ويضم هذا الصرح المتميز 3 مبان منفصلة، سيخصص كل مبنى على حدة، منها لعبادة ديانة سماوية في إطار مدخل منفصل من الحديقة الرئيسية للمجمع، إلى جانب مبنى رابع غير تابع لأي ديانة، سيكون بمثابة مركز ثقافي يجتمع فيه الأخوة في الإنسانية بمختلف انتماءاتهم، وسيوفر برامج تعليمية وفعاليات متنوعة، تهدف إلى تعزيز التبادل والتعاون الثقافي والإنساني بين الأديان والأخوة الإنسانية بمختلف انتماءاتهم.
ومن هذا المنطلق، سترحب أماكن العبادة الثلاثة التي يتكون منها "بيت العائلة الإبراهيمية" بجميع الزوار الراغبين في العبادة والتعلم والتحاور، كما سينظم "بيت العائلة الإبراهيمية" مجموعة متنوعة من البرامج والفعاليات اليومية، واستضافة المؤتمرات والقمم الدولية، التي تبرز التعايش الإنساني.
وخلال مراحل التصميم أشرك أعضاء المجتمعات الدينية من جميع أنحاء العالم لتقديم رؤيتهم ومشورتهم بشأن كل من المباني الثلاثة، وذلك لضمان اتساقها والتزامها بمتطلبات كل دين وتعاليمه.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز