"المراكز الثقافية" الحوثية.. قواعد طائفية "تقصف" هوية اليمن
بجانب حربها الغاشمة على مأرب تكثف مليشيات الحوثي من حملاتها الطائفية في مسعى لإيجاد حاضنة شعبية لها في اليمن الذي يئن جزء منه من ويلات الانقلاب.
فقد شيدت مليشيات الحوثي مؤخرا عشرات المراكز الطائفية أو ما تسميها "المراكز الثقافية" وهي مراكز تشييع في عديد من المديريات التي اجتاحتها بقوة السلاح في محافظات مأرب، البيضاء، وشبوة.
وبحسب مصادر محلية لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي فتحت عشرات المراكز الطائفية لتعبئة الشباب والنشء وقامت باستقدام معلمين تابعين لها، لتدريس الطلاب في مدارس مديريات المحافظات الثلاث، ووزعت المناهج الدراسية التي قامت بتغييرها بنصوص محرفة وفقا لتوجهاتها الطائفية.
ويعتبر تشييد المراكز الثقافية لأدلجة الحاضنة الشعبية جزءا من حرب مليشيات الحوثي الواسعة في المحافظات المعروف عن سكانها الرفض المجتمعي لمشروع إيران التوسعي ووكلائه الحوثيين بالمنطقة.
مأرب الهدف
كما تعد مسألة استقطاب الطلاب والشباب واحدة من أولويات الأجندة الحوثية الساعية إلى تغيير ثقافة النشء ومعتقداتهم من أجل إشراكهم في القتال مستقبلا بما يحقق أهدافها، فضلا عن خلخلة المجتمعات المتماسكة من الداخل.
ووفقا لسكان محليين تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن عمليات الاستقطاب تتم بالقوة، خصوصا في محافظة مأرب التي تواجه فيها المليشيات المدعومة إيرانيا رفضا قبليا واسعا، حيث فتحت مراكز جديدة في المساجد والمدارس وبعض منازل الموالين لها.
ويشير التوجه الحوثي إلى أنها عازمة على إلحاق الضرر بجيل الشباب في المحافظات الثلاث، عبر التهيئة لدمجهم في معاركها المستقبلية.
وتهدف مليشيات الحوثي للسيطرة على محافظتي مأرب وشبوة الغنيتين بمصادر الطاقة من خلال اتباع أساليب وطرق عدة، لعل أبرزها برامج الاستقطاب طويل الأمد، وجذب المئات من الشباب والأطفال إلى تلك المراكز لتغيير عقيدتهم ما يسهل عليها التحكم بهم مستقبلا.
وبالرغم من مقاومة السكان لتلك التوجهات، إلا أن المليشيات المدعومة إيرانيا تحاول التسريع من تنظيم تلك البرامج الطائفية عبر ممارسة ضغوط على السكان، واتخاذ أساليب تتسم بالقوة لإرغامهم على الانضمام إلى تلك المراكز.
مجتمعات مقاومة
وكان طلاب المدارس في مديرية بيحان شمالي محافظة شبوة، قد رفضوا العودة إلى المدارس التعليمية، نظرا للنهج الطائفي الواسع الذي بدأت المليشيات في تعزيزه، حيث بدأ عناصرها بالتركيز على المسائل الخلافية، وإثارة صراعات الماضي.
وتثير التوجهات الحوثية قلق الناشطين، إذ إن تغيير عقيدة الأطفال بالقوة لن يكون سوى مقدمة لجذبهم إلى معارك قادمة عنوانها النزاع الطائفي المدمر.
ويقول الصحفي اليمني علي العقبي لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تقوم بتلقين النشء الأفكار المستوردة بهدف تغيير الهوية اليمنية، وإدخال أفكار إيرانية دخيلة على المجتمع اليمني.
ويضيف أن الاستقطاب الحوثي انتهاك خطير ومدمر بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ إن المخطط الإيراني يهدف إلى تدمير البلاد من الداخل من خلال إحداث انقسام داخل المجتمع نفسه.
ويرى العقبي أن مليشيات الحوثي ومن ورائها إيران تسعى من وراء ذلك الاستقطاب إلى جعلهم وقودا للمعارك القادمة من أجل استمرار المشروع الإيراني المدمر، وضرب أبناء المحافظة الواحدة بسكانها الذين يكونون قد انقسموا إلى فريقين.
ويؤكد أن الشر الحوثي لا يمكن الخلاص منه سوى باجتثاثه، وهذا يتطلب من قيادة الجيش والمقاومة المشتركة التسريع في إنجاز المعركة الوطنية لتجنيب السكان ويلات المخططات الحوثية الإجرامية.
aXA6IDE4LjIyNi45My4xMzgg جزيرة ام اند امز