الحوثيون وتجنيد أطفال اليمن.. الدرس الأول «قـَ تَـ لَ»
خلال الإجازة والتدريس، لا تترك مليشيات الحوثي فرصة لطلاب اليمن لالتقاط أنفاسهم إلا وعملت على تعبئتهم عسكريا وتجنيد بعضهم لجبهات القتال.
ولم تكتف مليشيات الحوثي بتغيير المناهج التعليمية وحوثنة التعليم، وإنما تعمد إلى تنظيم معسكرات صيفية سنوية لآلاف الأطفال تشمل تلقينهم دروسا طائفية وتعليمهم كيفية استخدام الأسلحة واصطحابهم في جولة لقبور القتلى وإعلان الولاء لزعيم المليشيات، والتعهد بمحاربة معارضيه.
وهذا العام لجأت المليشيات الحوثية في ختام المعسكرات الصيفية لتنظيم عروض عسكرية وهمية للأطفال والشباب، بالتزامن مغ ذلك أعلنت تجنيد وتعبئة 368 ألفا و196 عنصرا معظمهم من طلاب المرحلتين الأساسية والثانوية ممن تم تلقينهم في المخيمات الطائفية.
يأتي ذلك رغم توقيع الحوثيين مع الأمم المتحدة خطة عمل عام 2022 لمنع تجنيد الأطفال في الحرب وحماية المرافق التعليمية، لكن المليشيات لم تلتزم بتنفيذها.
أدلة جديدة
قدم تقرير دولي حديث أدلة جديدة على استمرار مليشيات الحوثي في تجنيد الأطفال واستهداف المرافق التعليمية والعاملين فيها واستغلالها لأغراض عسكرية وذلك رغم التهدئة الأممية وانخفاض حدة القتال بشكل كبير.
التقرير الصادر عن التحالف العالمي لحماية التعليم (GCPEA) بعنوان "التعليم تحت الهجوم 2024"، وثق وقوع ما مجموعه 194 هجوما ضد مرافق التعليم والمعلمين والطلاب ارتكبها الحوثيون في المقام الأول وتنظيم القاعدة الإرهابي وبعضها أطراف حكومية.
وأكد التقرير أن هذه الوقائع تنوعت بين الهجمات على المدارس والهجمات على الطلاب والمعلمين والاستخدام العسكري للمدارس وتجنيد الأطفال والهجمات على التعليم العالي والهجمات المستهدفة على الفتيات والنساء والعنف الجنسي وذلك خلال عامي 2022 و2023.
هجمات على مدارس وطلاب ومعلمين
على مستوى الهجمات على المدارس، أكد التقرير وقوع 47 هجومًا تم الإبلاغ عنها على المدارس في اليمن، تعددت من القصف وزراعة الألغام والاشتباكات والقصف الجوي.
وأشار التقرير إلى أن منظمة حقوقية أبلغت بشكل منفصل عام 2023 عن وقوع 144 هجومًا على المدارس واستغلالها عسكريا، ارتكبها الحوثيون في المقام الأول، كما أبلغت منظمة حقوقية أخرى عن 106 هجمات على المدارس وعسكرة المرافق التعليمية عام 2022، وتصدرها الحوثيون فيما تحققت الأمم المتحدة من 27 هجوما خلال العامين.
خلال ذات الفترة المشمولة بالتقرير، قال التحالف العالمي لحماية التعليم إنه وثق 26 هجوما على طلاب للمدارس والمعلمين والعاملين في المدارس أدت إلى سقوط 25 طالبا ومعلما بين قتيل ومصاب وعملية اختطاف وهي الأكثر شيوعا.
عسكرة المدارس والتجنيد
أكد التقرير وقوع ما لا يقل عن 99 حادثة لاستخدام المدارس لأغراض عسكرية، في عدد فاق بشكل كبير ما تم توثيقه في تقرير التعليم تحت الهجوم 2022، الذي غطى عامي 2020 و2021، وشمل ما لا يقل عن 49 حالة.
وأشار التقرير بشكل منفصل إلى توثيق الأمم المتحدة ارتكاب الحوثيون 20 حادثة استخدام عسكري خلال هدنة القتال بين 2 أبريل/نيسان و2 أكتوبر/تشرين الأول 2022، في محافظات تشمل تعز وريمة وإب وعمران وصعدة.
كما أبلغت الأمم المتحدة عن استخدام مليشيات الحوثي عام 2023، 32 مدرسة عسكريا.
وشهد عاما 2022 و2023، 3 وقائع تجنيد للأطفال من المدارس، منها حملة تجنيد حوثية لطلاب المدارس الثانوية في حجة والحديدة أواخر العام الماضي، وفقا للتقرير.
ورصد التقرير أيضاً بعض الحالات الخاصة باستمرار أطراف تجنيد الأطفال أو تلقينهم الأفكار العقائدية والطائفية في المدارس؛ خصوصاً في محافظات صنعاء وحجة والحديدة الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، إضافة إلى توثيق حالة واحدة للعنف الجنسي في المنشآت التعليمية.
وسجل التقرير خلال العامين تعرض التعليم العالي في اليمن لـ18 هجوما، كان أكثر من نصفها عبارة عن هجمات على الجامعات ومرافق التعليم العالي، بينما شملت البقية هجمات على طلاب أو الأكاديميين.
وأوضح التقرير أن استمرار الحزب الحوثية والكوارث الطبيعية ذات تأثيرات شديدة على التعليم في اليمن، إذ لا يزال "نحو 2.7 مليون طفل خارج المدرسة؛ نصفهم تقريباً من الفتيات".
وبين عامي 2015 و2022، تضررت 2,783 مدرسة أو تم استخدامها للأغراض العسكرية، وتأثر نحو 368 مدرسة أخرى بالفيضانات في عام 2022 وحده، مما زاد من عرقلة الوصول إلى التعليم، كما حرم الحوثيون أكثر من 155 ألف معلم من رواتبهم، وفقا لذات المصدر.
ومنذ انقلابها أواخر 2014، حرمت الحرب الحوثية أكثر من 4.5 مليون طفل من التعليم، منهم مليون و600 ألف طفل حرموا من الالتحاق بالمدارس خلال الأعوام الماضية إثر تفخيخها بالمتفجرات والالغام، فيما غيرت أسماء نحو 12 ألف مدرسة بأسماء طائفية بعضها لقياداتها القتلى وحولت أكثر من 1500 مدرسة إلى سجون وثكنات عسكرية.
ووفقا لتقرير للحكومة اليمنية فإن طفلاً من كل 4 في مرحلة التعليم الأساسي، وأكثر من نصف الأطفال في مرحلة الثانوية باتوا خارج المدارس إثر حرب الحوثي ضد العملية التعليمية.