مليشيا الحوثي تفرج عن مواطن فرنسي بعد عامين ونصف من اختطافه
المختطف الفرنسي يكشف أنه كان برفقة عدد من السجناء اليمنيين والأمريكيين ومنهم الأمريكي (جون)، الذي قضى تحت التعذيب.
أفرجت مليشيا الحوثي الانقلابية، الخميس، عن مواطن فرنسي، وذلك عقب عامين ونصف على اختطافه من العاصمة صنعاء وإخفائه قسرياً.
وقالت مصادر إن المواطن الفرنسي من أصل عربي، تم اختطافه في يناير/كانون الثاني 2016 م من مطار صنعاء الدولي والزج به في سجون الحوثيين بشكل قسري.
ومنذ اجتياحها للعاصمة صنعاء قبل أكثر من ثلاثة أعوام، لجأت المليشيا الانقلابية لاختطاف عشرات الرعايا الأجانب وابتزاز الحكومات الغربية بهدف الحصول على فدى مالية تمول بها حربها ضد اليمنيين.
- التحالف اليمني لرصد انتهاكات الحوثي يفضح جرائم المليشيا الإرهابية
- جرائم حرب بحق المدنيين.. الإرهاب الحوثي يخنق أنفاس الحديدة
وخلافاً لمحاكاة تجربة تنظيمي داعش والقاعدة في ابتزاز الحكومات الغربية مالياً، كانت المليشيا الحوثية تستخدم الرعايا الأجانب كورقة ضغط سياسي على الدول الكبرى للحصول على مواقف فيما يخص تعطيلها لعملية السلام.
وذكرت وكالة سبأ اليمنية الرسمية، أن المواطن الفرنسي المفرج عنه، ماروك عبدالقادر وصل، الخميس، إلى محافظة مأرب الخاضعة لسيطرة الشرعية شرقي البلاد، حيث كان في استقباله عدد من المسؤولين الحكوميين.
وفور وصول المواطن الفرنسي، كلفت السلطة المحلية في مأرب، فريقاً طبياً من هيئة مستشفى مأرب العام لإجراء الفحوصات اللازمة له، وفقاً لذات المصدر.
وكشف الفرنسي ماروك الذي كان يعمل في شركة فرنسية باليمن، في حديث للصحفيين، تفاصيل اختطافه وتعذيبه والإفراج عنه من قِبل الحوثيين، وقال إن المليشيا الحوثية اختطفته وأخفته قسراً، دون علم أحد عن مصيره.
وأشار المواطن الفرنسي إلى أنه ظل مخفياً لا يرى الشمس لمدة ستة أشهر، وتعرض لجميع أنواع التعذيب؛ منها التعليق على يديه والصعق بالكهرباء والضرب بالعصي والأسلاك والثلج والكي بالنار.
وأشار إلى أنه تم نقله إلى سجن الأمن السياسي أو القومي، والسماح له بالاتصال بذويه بكلمتين فقط، هي (أنا عايش.. أنا حي).
وذكر المواطن الفرنسي أن مليشيا الحوثي كانت تعذبه وتحضر كاميرا وتطلب منه الاعتراف بأنه كان يعمل في الاستخبارات، وعند رفضه تعيد تعذيبه مجدداً.
لم تكتفِ مليشيا الحوثي بالتعذيب الوحشي للمواطن الفرنسي، بل سلبت أمواله والمجوهرات التي كانت بحوزة عائلته.
وأشار إلى أنه وبعد قرابة العامين من اختطافه وسجنه وتعذيبه وتدخل الحكومة الفرنسية، أفرجت المليشيا الحوثية عنه وأبقته تحت الإقامة الجبرية بصنعاء، وبعد التواصل مع الخارجية الفرنسية ودفع مبالغ مالية كبيرة للمليشيا منحته تصريحاً للمغادرة إلى محافظة مأرب بناءً على توجيهات الخارجية الفرنسية له بذلك.
ولم تعلن السلطات الفرنسية رسمياً أي تفاصيل حول الواقعة لكن سبق لها وأن أعلنت نجاح الإفراج عن رعايا لها من صنعاء واليمن خلال الأعوام الثلاثة الماضية.
وكشف الفرنسي مارك، عن أنه أثناء تواجده في سجون المليشيا بعد نقله إلى المخابرات، كان برفقة عدد من السجناء اليمنيين والأمريكيين ومنهم الأمريكي (جون)، الذي قضى تحت التعذيب وأعلنت المليشيا أنه انتحر وكذلك المعتقل اليمني جمال المعمري.
ولم يتسنَ لـ"العين الأخبارية" التحقق من حديث المواطن الفرنسي حول المعتقل الأمريكي وقصة انتحاره، لكن الزعيم القبلي جمال المعمري، تم إطلاق سراحه بالفعل في صفقة تبادل أسرى، الأسابيع الماضية، وذلك بعد تعرضه للشلل والإعاقة جراء التعذيب في سجون الحوثيين.
وكان المواطن الفرنسي يعمل في شركة أوسيانيك الفرنسية التي كلفته نهاية عام 2015 م، بالتوجه إلى مدينة المكلا في حضرموت وصنعاء من أجل جمع أدوات الشركة تمهيداً لمغادرة اليمن، ولكن أثناء مغادرته مطار صنعاء الدولي قامت مليشيا الحوثي باختطافه ونقله إلى أحد سجونها.