مليشيا الحوثي تصدر أول حكم بالإعدام بحق صحفي

محكمة خاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية في صنعاء، أصدرت اليوم الأربعاء أول حكم بالإعدام بحق صحفي.
أصدرت محكمة خاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية في صنعاء، اليوم الأربعاء، أول حكم بالإعدام بحق الكاتب والصحفي المعروف يحيى عبد الرقيب الجبيحي، المحاضر في كلية الإعلام، بتهمة التخابر.
وقال ذو يزن نجل الصحفي يحيى عبدالرقيب الجبيحي، إن محكمة خاضعة لسلطة الأمر الواقع في صنعاء حكمت صباح اليوم بالإعدام على والده بتهم مزيفة وملفقة منها التخابر مع دول معادية.
ويقول ذو يزن، إنهم تفاجأوا بصدور هذا الحكم دون محاكمة مسبقة أو تعيين محامٍ للدفاع عن والده.
وكانت مليشيات مسلحة تابعة للحوثيين قامت باعتقال الكاتب المعروف يحيى عبد الرقيب الجبيحي قبل 8 أشهر بتاريخ 6 سبتمبر/ أيلول من العام الماضي من أمام منزله بالعاصمة صنعاء، الذي كان متواجداً فيه منذ بداية الأزمة في العاصمة صنعاء والتزم الحياد وتوقف عن الكتابة، بحسب نجله، وجاء ذلك بعد أيام من اعتقال نجله حمزه.
وشغل الجبيحي منصب رئيس الدائرة الإعلامية في رئاسة الوزراء ويعمل أستاذاً في كلية الإعلام بجامعة صنعاء.
وكان الاعتقال الذي تعرض له الجبيحي المحاضر في كلية الإعلام ونجله بسبب ذهابه للعلاج في أحد المستشفيات السعودية، حيث أثار ذلك شكوك الجماعة بتزويده مواقع إخبارية بأخبار الاحتجاجات التي نفذها الموظفون العموميون، للمطالبة برواتبهم الموقوفة منذ أشهر.
ودعت أسرة الجبيحي إلى وقفة احتجاجية يوم غداً في العاصمة صنعاء، وقال بيان، إن الوقفة ستنظم يوم غداً الخميس أمام مبنى جهاز الأمن السياسي بصنعاء.
ولقي حكم الإعدام بحق الصحفي والمحاضر الجامعي عبد الرقيب الجبيحي، رد فعل مندد وغاضب للرأي العام اليمني والعربي تجاه استمرار انتهاكات المليشيات للقوانين الدولية في ظل صمت المنظمات الأممية.
إعدام حرية الرأي
واعتبر الكاتب والمحلل السياسي، بليغ المخلافي، في تصريح لـ"بوابة العين"، أن ما حصل اليوم من قبل المليشيات دليل واضح على قبحها، وأن الحكم بإعدام الجبيحي هو إعدام لما تبقى من حرية الرأي والتعبير التي كفلتها كل المواثيق الدولية.
وأضاف المخلافي أن صنعاء أصبحت اليوم مدينة بلا صحفيين ولم يعد أحد قادراً أن ينقل الخبر أو يغطي ما تقوم به المليشيات الحوثية من جرائم وانتهاكات بحق الشعب اليمني.
وأشار إلى أن المليشيات تحاول بإصدارها هذا الحكم تخويف كل صاحب رأي حر وإسكات كل الأصوات المناهضة لها.
وناشد الإعلامي والسياسي المخلافي المنظمات الدولية والمجتمع الدولي التدخل لوقف مثل هذا العبث الذي تمارسه مليشيات الانقلاب وحماية الحقوق والحريات التي كفلتها المواثيق والقوانين الدولية.
وطالت مئات الانتهاكات المؤسسات الإعلامية والصحفيين على يد ميليشيا الحوثي وصالح منذ انقلابها على السلطة في اليمن، في سبتمبر/أيلول 2014.
وأوضح رئيس لجنة التأهيل والتدريب في نقابة الصحفيين اليمنيين، نبيل الأسيدي، أن عدد الصحفيين الذين يقبعون في المعتقلات بلغ 19 صحفياً أحدهم في معتقلات تنظيم القاعدة، فيما كان المعتقلون الـ18 الآخرون يقبعون في سجون المليشيا ويواجهون خطر الموت نتيجة التعذيب ويحرمون من زيارة أسرهم والحصول على العلاج والغذاء المناسب.
وأشار إلى أن 15 صحفياً تم اختطافهم واعتقالهم في أمانة العاصمة صنعاء واثنين منهم في محافظة ذمار وواحد في محافظة تعز، لافتاً إلى أن النقابة رصدت 205 انتهاكات ضد الصحفيين خلال العام 2016 منها 10 حالات قتل و12 حالة تعذيب.
ويقول الكاتب والإعلامي عبدالله إسماعيل، إن الانتهاكات التي طالت الصحفيين مورست قبل تدخل التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مؤكداً أن المليشيات الحوثية صنفت في العام 2015 في المرتبة الثانية بعد داعش وفِي العام 2016 صنفت في المرتبة الاولى قبل داعش في انتهاكات الصحافة وبحق الصحفيين وحرية التعبير.
ويضيف أبو إسماعيل، أنه كانت هناك 4 قنوات حكومية رسمية و15 قناة خاصة ولَم يتبقَ منها إلا قناتان حكوميتان تحت سلطة المليشيا وقناتان خاصتان إحداهما تابعة لصالح وأخرى تابعة للحوثي، مشيراً إلى أنه لم يتبقَ من الصحف إلا الصحف التابعة للحوثي وصالح والتي لا تتجاوز 10 مطبوعات.