مليشيا الحوثي تعمق مأساة الوضع الإنساني بالحديدة
مليشيا الحوثي الإرهابية تفاقم الوضع الإنساني بمدينة الحديدة، وتعمل على حرمان جماعي للمواطنين من أبسط الخدمات الأساسية.
صعّدت المليشيات الحوثية الإرهابية من حدة وقع الأزمة الإنسانية على سكان مدينة الحديدة غربي اليمن، وعملت على حرمان جماعي للمواطنين من أبسط الخدمات الأساسية.
- مليشيا الحوثي تستخدم المدنيين دروعا بشرية جنوب الحديدة
- لغم يودي بحياة قائد عسكري بالبيضاء ومصرع 12 حوثيا في صعدة
وتعيش المدينة حالة ذعر وخوف كبيريْن، إثر الانتشار المكثف للمسلحين الحوثيين في الأحياء وأعلى المباني وقطع الشوارع، بعد أن كانت عملية حسم معركة مطار الحديدة الدولي أشبه بمصيدة ضخمة لنخبة مسلحي الحوثي، وخسارتها العسكرية التي قادتها إلى فرض حصار بنزعة انتقامية حولت حياة المدنيين إلى جحيم.
وتحت عنوان "نحو صناعة السلام في اليمن"، تنطلق، الجمعة، الندوة الدولية التي تحتضنها العاصمة البلجيكية بروكسل بحضور عدد كبير من الخبراء والمتخصصين من الولايات المتحدة وفرنسا وتونس واليمن والجزائر، وبتنظيم من منتدى باريس للسلام والتنمية بالمشاركة مع المركز الوطني لحقوق الإنسان في اليمن.
وتتعدد محاور الندوة لتشمل دعم التوجه نحو الحديدة وتحريرها باعتبارها بداية النهاية للحرب في اليمن، وأهمية عزل النظام الإيراني عن مواليه في اليمن، إضافة إلى أن تحرير الحديدة يعني وقف الأعمال العدائية للحوثيين وتهديد الملاحة الدولية وتهريب ونقل الأسلحة، وضرورة التصدي ودحض المعلومات المغلوطة التي تبثها التقارير الدولية حول وقف عملية تحرير الحديدة.
قطع المياه والكهرباء عن السكان
تواصل مليشيات إيران في الحديدة حفر الخنادق بين الأحياء القديمة، ما خلق أزمة مياه أوساط السكان، وأدى لانقطاعها بشكل كامل في عدة أحياء كالحي التجاري وحارة باب اليمن، بعد تدمير ممنهج طال شبكة المياه.
يأتي هذا إضافة إلى الحرمان الدائم من الكهرباء، وهو ما يجعل صيف هذا العام الملتهب الأكثر بؤسا.
وتسبب تراجع مسلحي الحوثي من مطار الحديدة إلى حي الربصة، بإغلاق كامل لأسواق الحطب التي يرتبط مصيرها بعشرات الأفران المنتجة للخبز داخل المدينة، ما دفع الأهالي لشراء الخبز بسعر مضاعف من الأفران القليلة جدا التي تفتح وتعمل بالمشتقات النفطية.
وبات واضحا أن المليشيات تسعى إلى تعميق الأزمة الإنسانية في الحديدة أكثر.
المليشيا تمنع بيع المشتقات النفطية
مصدر في شركة النفط كشف لـ"العين الإخبارية" أن توجيهات عليا صدرت من قيادات الحوثي قضت بإغلاق جميع محطات النفط بما فيها المحطة المركزية التابعة لشركة النفط التي توفره بالسعر الرسمي، وهو ما يعطي تأكيدا آخر عن وقوف مليشيا الحوثي خلف شل حركة النقل العامة الناتجة من قطع المشتقات النفطية كليا.
ووفقا للمصدر فقد فتحت، الخميس، محطة وحيدة بشارع زائد، إلا أن إقبال الناس بدأ طفيفا إثر الإغلاق الكلي، الأربعاء.
كما واصلت دوريات مسلحي الحوثي في ملاحقة باعة السوق ممن أتاحت لهم الفرصة في بادئ الأمر العمل تحت مظلتها.
وأكد مصدر في شركة موانئ البحر الأحمر الخاضعة تحت سيطرة الحوثيين أن مليشيا الحوثي الإرهابية تواصل منذ 3 أيام إفراغ السفن المحملة بالمشتقات النفطية وتنقلها عبر ناقلات يومية إلى محافظة صنعاء، في مساعي منها لتأمينها، بعيدا عن الحديدة الواقعة في مرمى أنظار قوات التحالف العربي المساندة للقوات الشرعية.
سكان في مواجهة الرعب
في الوقت ذاته، يشبه المواطن مروان الأهدل "اسم مستعار" مدينته الحديدة بمعسكر موسع مترامي الأطراف، ويقول: إن مكبرات الصوت تصم الآذان بالأناشيد الحربية والمسلحون وآليتهم العسكرية الثقيلة في الشوارع أصبحوا أكثر من السكان، لقد أرعبوا الناس بصورة بالغة.
وكانت "العين الإخبارية" قد حصلت على مقطع فيديو يوثق عربة عسكرية بجانب مقبرة الشهداء على شارع صنعاء وسط المدينة، ما يعد انتهاكا صارخا للقوانين الدولية التي تحرم وتجرم استخدام المقابر وأماكن دفن الأموات في أي أعمال عسكرية أو تحويلها إلى هدف عسكري.
ويدين المقطع مليشيا الحوثي ونشرها لعربات عسكرية في الشارع العام قرب حركة الناس وأحياء المدنيين لما من شأنها التأثير على سلامتهم.
وعلى إثر تلك الأعمال العدائية نزح معظم الناس الذين يقطنون بجوار المدفعيات والقناصات لاسيما سكان حي الربصة ممن كانوا بالأمس يستقبلون النازحين الآخرين من حي منظر المجاور للمطار، ما زاد الأمر تعقيدا وزاد المواطنين معاناة فوق معاناتهم.
aXA6IDMuMjEuMjQ2LjUzIA== جزيرة ام اند امز