سجون الحوثي.. أسير جديد ينضم لقائمة الموت وإرجاء مشاورات حول المعتقلين
بعد 3 أعوام من وقوعه في الأسر وتعرضه لتعذيب نفسي وجسدي في سجون الحوثي، كتبت المليشيات الفصل الأخير في حياة الأسير ينوف حسن البتينة.
وقالت مصادر حقوقية في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن الأسير ينوف حسن علي علي البتينة (26 عامًا) قضى في معتقلات مليشيات الحوثي، مشيرة إلى أن البتينة الذي ينتمي إلى محافظة ريمة، تعرض لتعذيب جسدي ونفسي في سجن للحوثيين بصنعاء بعد وقوعه في الأسر في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، خلال المواجهات مع الحوثي في جبهة ماس غربي محافظة مأرب.
حادث هو الثالث من نوعه خلال أقل من شهر، ليكشف عن نهج المليشيات الحوثية، في نشر رائحة الموت بلا هوادة، والتي باتت تفوح من سجونها، المكتظة بالمعتقلين.
وكان الجندي الأسير محمد أحمد وهبان قتل في سجون الحوثي، في 14 من الشهر الجاري، بعد أيام (مطلع الشهر) من مقتل المختطف عزالدين صالح محمد الحبجي (28 عامًا).
يأتي مقتل البتينة في سجون الحوثيين بالتزامن مع تعثر جولة جديدة من المشاورات بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي حول ملف الأسرى والمعتقلين، كان من المقرر انطلاقها اليوم الأحد في العاصمة الأردنية عمان، بسبب تعنت المليشيات الانقلابية.
وخلال العام الجاري، لفظ عديد المعتقلين أنفاسهم الأخيرة تحت سياط الجلاد في سجون الحوثي، فوفقًا لإحصائية لـ«العين الإخبارية»، فإن أكثر من 14 شخصا قتلوا في سجون المليشيات الانقلابية خلال الـ10 شهور الماضية.
سجل الإجرام الحوثي
ففي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أقدم ما يسمى بـ«جهاز الأمن والمخابرات» التابع للحوثيين بصنعاء على تصفية هشام الحكيمي أحد موظفي منظمة (save the Children) تحت التعذيب، بعد قرابة شهرين من اختطافه.
وفي أغسطس/آب الماضي، قتل المواطن عاطف جمال داخل أحد سجون ميليشيات الحوثي بمديرية المشنة بمحافظة إب، بعد 3 أيام من اعتقاله وتوجيه له تهم كيدية.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، لفظ الشاب المختطف علي إسحاق (30 عاما)، أنفاسه الأخيرة تحت التعذيب الشديد في أحد السجون التابعة للحوثيين بصنعاء، بعد اعتقاله بتهمه رفع العلم، فيما توفي المعتقل المسن حسين عبدالله الدليل (75عاماً) في سجن بمديرية كشر في محافظة حجة بعد يومين من اعتقاله نتيجة تعذيبه بوحشية.
أما يوليو/تموز الماضي، فقد شهد مقتل 3 حالات، بينهم الأسير سامي الوتيري، الذي لقي مصرعه داخل السجن المركزي بصنعاء، بعد تعرضه للتعذيب الوحشي على يد القيادي الحوثي أبو شهاب المرتضى شقيق عبدالقادر المرتضى رئيس لجنة الأسرى الحوثية.
كما قتل الضابط في الجيش اليمني الأسير فيصل عبد العزيز أبو راس إثر تعرضه للتعذيب في سجن لمليشيات الحوثي في صنعاء، فيما قتل المزارع أحمد علي صالح رزيق” بقرية بيت النخيف، بمديرية بني حشيش، بصنعاء، بعد شهرين من اختطافه، وإخفائه قسريا.
وفي منتصف يونيو/حزيران الماضي، تعرض المختطف أحمد علي صالح رزيق (35 عامًا)، للتصفية داخل سجون مليشيات الحوثي، بعد أيام من اختطافه من داخل مزرعة أحد جيرانه في قريته بيت النجيف، بمديرية بني حشيش بمحافظة صنعاء.
كما توفي المعتقل عبد الله بدوي، في زنزانة انفرادية في معتقلات الأمن السياسي في الحديدة في ذات الشهر.
وشهد أبريل/نيسان الماضي، مقتل الأسير الضابط أحمد علي عبده أحمد الحميقاني، بعد أيام من إطلاق سراحه من سجون مليشيات الحوثي في محافظة البيضاء، بعد تعرضه لتعذيب وحشي.
وفي حادثة مماثلة، قتل المعتقل قمادي يحيى قمادي (42 عاماً) بعد أيام من خروجه من أحد سجون مليشيات الحوثي الإرهابية بمدينة صعدة، في مارس/آذار 2023.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قتل الأسير هادي الشني من أبناء البيضاء في أحد سجون المليشيات الحوثية، فيما قتل المختطف منصر حسين الرصاص، وهو من أبناء مديرية مسورة، في أحد سجون الحوثي بمحافظة البيضاء، والذي اختطفته الجماعة عندما كان عائدًا من الغربة.
وفي الشهر ذاته، قتل إبراهيم يحيى هشول الثماني، من أبناء مديرية مجزر في محافظة صعدة في سجن إدارة أمن الطلح الخاضع لقيادات حوثية، وتعرض لضرب وتعذيب وحشي أدى إلى وفاته بعد اختطافه أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وطيلة 9 أعوام مضت، قتل نحو 671 معتقلا داخل معتقلات مليشيات الحوثي بينهم أكثر من 421 شخصاً قتلوا إثر التعذيب الذي تعرضوا له أثناء فترة اعتقالهم، فيما قتل آخرون إثر المرض ومضاعفات أخرى.
وتشير التقارير إلى أن مليشيات الحوثي اعتقلت واختطفت نحو 16 ألفًا و804 مدنيين، بينهم 4 آلاف و201 مختطف مدني لازالوا في المعتقلات حتى اليوم.
ودعت منظمات حقوقية يمنية بشكل متكرر للضغط على الحوثيين لإجراء تحقيق شفاف في مقتل المعتقلين في سجونهم متأثرين بتعذيب وحشي خلال فترة احتجازهم.
من المسؤول؟
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ«العين الإخبارية» في وقت سابق، فإن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي أوكل ملف المعتقلين والمختطفين والمغيبين قسريا في السجون والمعتقلات الحوثية إلى نجل مؤسس الجماعة الإرهابية، علي حسين الحوثي.
وقالت المصادر، إن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي وجه قيادات الصف الأول بعدم التوجيه بالإفراج عن أي معتقل أو مختطف دون الرجوع إلى القيادي علي حسين الحوثي، باعتباره المسؤول الأول عن العمليات الأمنية، وكل ما يرتبط بها من اعتقالات واختطاف وتغييب قسري.
وينتحل علي حسين الحوثي رتبة «لواء»، رغم حداثة سنه؛ إذ يقود ما تسمى «قوات النجدة بصنعاء»، كما يشغل حاليا منصب ما يُعرف بـ«مدير القيادة والسيطرة».