"الموت العائم".. ألغام الحوثي من البر للبحر
أعاد لغم بحري بدائي جديد للحوثيين قذفته الرياح من عمق البحر الأحمر إلى أحد الشواطئ المحررة في محافظة الحديدة اليمنية كابوس الموت العائم مجددا.
وهذه ليست أول مرة التي تنجرف فيها الألغام البحرية من سواحل وجزر تحتلها مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا، إذ سبق وطفت المئات بفعل حركة الرياح.
كما يعتبر اللغم المكتشف مؤخرا هو الأول منذ سريان الهدنة الأممية ويعد من جيل ألغام حوثية بدائية مصنعة بعيوب يجعلها لا ترسو مكانها ويمكن لها أن تطفو في البحر الأحمر من 6 إلى 10 أعوام حال عدم تفكيكها.
وبحسب القوات المشتركة في بيان فإن دورية لخفر السواحل اليمنية في البحر الأحمر اكتشفت اللغم قبالة شواطئ مدينة "الخوخة" جنوبي محافظة الحديدة وأبلغت الفرق الهندسية للتدخل في تفكيكها.
وأوضحت أن فريقا هندسيا متخصصا من برنامج "مسام" السعودي لنزع الألغام تدخل على الفور للتعامل وإبطال مفعوله والتخلص منه بتفجيره في مكان بعيد عن أي أعيان وتجمعات مدنية.
وتقوم الفرق الهندسة المدعومة من التحالف العربي بقيادة السعودية بتفجير الألغام البحرية التزاماً بالاتفاقيات الدولية التي تجرم استخدام هذا النوع من الأسلحة التي تصيب الصيادين ولها خطر محقق على خطوط الملاحة البحرية.
وأشار البيان إلى أن اللغم البحري الذي تم اكتشافه وتفكيكه كانت قد زرعته مليشيات الحوثي في مياه البحر الأحمر قبل أن تجرفه الأمواج والرياح إلى قرب شواطئ وموانئ الصيد في الخوخة، عاصمة الحديدة المؤقتة.
ماهي الألغام العائمة؟
في الأعوام الأخيرة، أظهرت عمليات تفكيك للتحالف العربي والقوات المشتركة والجيش اليمني استخدام مليشيات الحوثي 3 أنواع من الألغام في البحر الأحمر.
واستخدم الحوثيون بكثافة "اللغم البدائي" بحجم أسطوانة الغاز المنزلي وبأحجام مختلفة وأطلق عليه الانقلابيون أسماء متعددة، إلى جانب نوعين إيرانيين آخرين وهما من طراز "صدف" و"قاع".
ويعد اللغم البدائي الحوثي هو الأخطر لأنه يرسو في عمق مترين مثبتا بقاعدة حديدية وينفلت مع الرياح بعد انقطاع حبال مرساه ليصبح قنبلة عائمة في البحر.
وتتفاوت أوزان هذا النوع من الألغام الحوثية البدائية، وفق 3 خبراء عسكريين لـ"العين الإخبارية"، وتتراوح بين 40 إلى 70 كيلوجراما وتزود باثنين إلى أربعة رؤوس تفجير بالغة الحساسية تنفجر عند ملامسة أي هدف بحري.
وتشير تقارير دولية وأممية إلى أن عمر اللغم البدائي الحوثي المستخدم في البحر الأحمر يصل من 6-10 أعوام، حيث ترتبط كفاءة خدمته بالمعدن والبطارية ويمكن له العمل بشكل مزدوج كعبوة بحرية-برية.
ألغام إيرانية ونشر عشوائي
وبالنسبة للألغام الإيرانية التي استخدمها الحوثيون كانت من طرازين من نوع "قاع" و"صدف"، وهي ألغام من الألومنيوم المركب يصل وزنها إلى 42 كيلوجراما.
واكتشف استخدام "نوع" للمرة الأولى في ميناء المخا 2017، والذي تركه الحوثيون مفخخا لاستهداف أي سفن حربية لكن التحالف نجح في تفكيكها.
ولاحقا، قال تقرير لخبراء الأمم المتحدة قدم لمجلس الأمن حينها إن ذات الألغام البحرية التي اكتشفت في المخا تطابق نموذجا عرضه الحرس الثوري الإيراني عام 2015.
وحتى أواخر العام الماضي وصل إجمالي الألغام البحرية التي أزالها ودمرها التحالف العربي فقط أكثر من 247 لغما بحريا نشرتها المليشيات الحوثية عشوائيا لتشكل تهديدا خطيرا على الملاحة البحرية والتجارة العالمية.
كما عثرت القوات المشتركة العام الماضي على شبكة ألغام تتكون من برميلين سعة 200 لتر كانت مزروعة قرب جزيرة حنيش في قاع البحر ككمائن تستهدف الممر الملاحي.
وبحسب تقرير للخبراء الأمميين بشأن اليمن في يناير/كانون الثاني الماضي، فإن الحوثيين لا يزالون مستمرين بزراعة الألغام البحرية في البحر الأحمر، بالقرب من جزر مختلفة شمال الموانئ الثلاثة (الحديدة، الصليف، رأس عيسى) التي يحتلها الانقلابيون المدعومون من النظام الإيراني.
وأشار إلى أن لجنة الخبراء المشكلة من مجلس الأمن تحقق بتخزين مليشيات الحوثي الألغام البحرية في مواقع محددة بموانئ الحديدة الثلاثة وتنشرها في البحر الأحمر انطلاقا من هذه الموانئ مما يشكل انتهاكا لاتفاق ستوكهولم.
الضحايا
ودفع الصيادون اليمنيون الكلفة الأكبر لهذا الموت العائم الذي يصطدم فجأة بقواربهم ويحصد أرواحهم.
ولا يوجد حصيلة دقيقة لأعداد الضحايا لكن مصادر حقوقية قدرت لـ"العين الإخبارية"، مقتل 100 صياد في أول 3 أعوام من نشر الحوثيين الألغام في البحر الأحمر والموانئ والجزر وشواطئ الصيد.
وزرع الحوثيون مئات الألغام البحرية في البحر الأحمر، منذ 2015 منها ما جرفته الرياح إلى مضيق "باب المندب" و"خليج عدن" لكنهم اعترفوا رسميا بذلك عام 2017 عقب انطلاق معركة تحرير الحديدة.
ويحذر خبراء من أن هذه الأسلحة قد تتجاوز جنوب البحر الأحمر بفعل حركة الرياح التي تعمل على تعويم الألغام إثر عدم توقف الحوثيين بعمليات زراعتها منذ اتفاق ستوكهولم.
aXA6IDMuMTQuMjQ5LjEwNCA= جزيرة ام اند امز