صاروخ واحد ورسائل عدة.. لماذا تأخر الحوثيون شهرا لاستهداف تل أبيب؟
قالت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" إن جماعة الحوثي كانت تأهبت قبل شهر لاستهداف إسرائيل لكنها أخرت العملية شهرا.
وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها أن مليشيات الحوثي استعدت منذ 15 أغسطس/آب الماضي للقصف بعد أن تلقت أوامر باستخدام صواريخ إيرانية بحوزتها للمرة الأولى، وحركت دفعات منها من صنعاء وصعدة إلى الحديدة والمحويت وحجة وتعز.
وتأخر قرار استخدام هذا النوع من الصواريخ التي تقول كل المؤشرات إنه من طراز "طوفان"، وهو أساسا صاروخ إيراني أرض أرض بعيد المدى، ليتزامن مع ذكرى المولد النبوي، والاقتراب من ذكرى مرور عام على "طوفان الأقصى" لحرب حماس وإسرائيل.
وبعد 56 يوما من ضربات إسرائيل على الحديدة، تمكن صاروخ باليستي، إيراني الصنع، وأطلقه الحوثيون من الوصول إلى تل أبيب في ثاني عملية سقوط من نوعها.
ورغم أن الصاروخ لم يخلف أي خسائر إلا أن اجتيازه الدفاعات الجوية الإسرائيلية، منح مليشيات الحوثي حافزا معنويا للاستعراض في ساحات حشدت لها الكثير من أتباعها وأخرجت آخرين بالقوة في يوم "المولد النبوي" وهي مناسبة سخرت لها هذا العام إمكانيات غير مسبوقة.
توقيت الهجوم
وأكدت مليشيات الحوثي في بيان تبنت فيه القصف، أن إطلاق الصاروخ تزامن مع "أعتاب الذكرى الأولى ليوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول"، وهي رسالة يعتقد مراقبون أنها صادرة من مركز ما يعرف بـ"محور المقاومة" في طهران.
أشار المراقبون أيضا إلى أن العملية تأتي في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية لحزب الله، والتي وصلت لحد الحديث عن قرار حرب في الشمال في انتظار قرار إطلاقها، لذلك اعتبر الصاروخ الحوثي بمثابة تذكير بالتداعيات المحتملة للتحرك على الجبهة اللبنانية.
وداخليا، يلفت مراقبون النظر إلى محاولة الحوثيين حرف الأنظار عن احتفالات الكثيرين في شمال اليمن بثورة 26 سبتمبر/ أيلول وهو عيد يقض مضاجع الجماعة في معاقل نفوذها، وفق الضابط السابق في الدفاع الساحلي اليمني محمد صلاحي.
وفي تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أوضح أن "فحوى الرسالة الإيرانية من الصاروخ الساقط في تل أبيب هو استعراض ترسانة وكلائها للرد على ضربات ميناء الحديدة واغتيال إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي قتل في طهران) وقيادي حزب الله فؤاد شكر(الرجل الثاني في الجماعة اللبنانية).
وكان زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي زعم أن "الصاروخ المستخدم عالي التقنية بحيث يتجاوز المنظومات الإسرائيلية من مسافة تقدر بـ 2040 كيلومترا"، مشيرا إلى تنسيق الجماعة مع إيران ووكلائها لهجمات مقبلة.
وكانت تقارير سابقة لـ"العين الإخبارية" كشفت في أغسطس/آب الماضي نقل الحوثيين صواريخ باليستية لـ4 محافظات تحضيرا لعمل مرتقب على اسرائيل بصواريخ إيرانية لم يسبق للجماعة استخدامها".
إسرائيل والحوثي
توعدت إسرائيل جماعة الحوثي بدفع "الثمن باهظا" وحاولت تذكيرها بضربات ميناء الحديدة مشيرا إلى عدة محاولات اعتراض من أنظمتها لصاروخ أرض-أرض.
ووفقا لرئيس صحيفة الثوري اليمنية سابقا، خالد سلمان، فإن "وصول الصاروخ الحوثي للمرة الثانية إلى عمق تل أبيب، يضع ترسانة الحوثي ومصادر تمويله على طاولة البحث المعمق لإسرائيل".
وأشار إلى أن سقوط الصاروخ "يجعل الحوثي في نظر دوائر صناعة القرار في تل أبيب، ليس خطرا ثانويا مؤجلا، بل خطر رئيس يتطلب مواجهته، بنك أهداف أكثر إيلاما وضربات أكثر عمقا من البنية التحتية للورش والقيادات".
وأكد أن "الصاروخ الحوثي له ما بعده، ليس أقل من ضربات إسرائيلية، تستهدف كل مفاصل وعناصر القوة الحوثية"، بالتوازي مع فتح قلق متنام لدى إسرائيل من ترسانة تسليحية مماثلة لدى حزب الله، حال المواجهة".
وكانت إسرائيل ضربت أهداف حوثية لأول مرة في تاريخ اليمن في 20 يوليو/ تموز الماضي ما أسفر عن سقوط 110 قتلى ومصابين ودمرت منشآت وقود في ميناء الحديدة تتسع لـ150 ألف طن وذلك ردا على طائرة حوثية سقطت لأول مرة في تل أبيب وخلفت قتيلاً و10 جرحى.