اعترافات خلية الحوثي والقاعدة.. سقوط "أقنعة" الإرهاب في عدن
حققت الأجهزة الأمنية في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن إنجازا أمنيا مهما بعد تعقبها وضبطها خلية إرهابية
مرتبطة بالقاعدة والحوثي، وقفت خلف هجوم مايو/أيار الماضي.
وقدمت اعترافات عناصر الخلية التي نفذت العملية التي استهدفت رئيس العمليات العسكرية في المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الركن صالح علي اليافعي بواسطة سيارة مفخخة في "المعلا" وسط عدن، أدلة جديدة على التنسيق المشترك بين التنظيمات الإرهابية والحوثيين.
تتألف الخلية الإرهابية التي ضبطتها وحدات مكافحة الإرهاب من 3 عناصر إجرامية بينهم امرأة إلى جانب المخطط الرئيس للعملية الإرهابية الفار من وجه العدالة.
ووفقا للأدلة المرئية وشهادات العناصر المضبوطة التي بثتها وحدة مكافحة الإرهاب في عدن فقد كان العقل المنفذ للعملية الإرهابي "محمد أحمد يحيى الميسري" وهو ضابط سابق برتبة عقيد مرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي ويعمل بالوكالة لصالح الحوثيين.
واعترف المنفذ الرئيس للعملية الإرهابية في التسجيل وتابعته "العين الإخبارية" أنه سبق واشترك إلى جانب خلية أخرى بالعملية المروعة التي تبنتها مليشيات الحوثي ضمنيا وأطاحت بقائد قاعدة العند العسكرية اللواء الركن ثابت جواس في مارس/آذار الماضي.
وأكدت وحدات مكافحة الإرهاب التي يقودها اللواء شلال شايع، في بيان مقتضب، أنها نجحت في ضبط الخلية الإرهابية التي وقفت خلف اغتيال اللواء ثابت جواس ورفاقه في محافظة لحج، مشيرة إلى أنها ستنشر "تفاصيلها والاعترافات بالصوت والصورة لاحقا".
نقطة جديدة لانطلاق الإرهاب
أسقطت اعترافات المنفذين للعملية الإرهابية في "المعلا"، أقنعة الإرهاب وقدمت تأكيدات متطابقة أن المخطط الرئيسي للعملية الإرهابية المدعو "محمد الميسري"، بات يتخذ من مدينة "التربة" الوقعة جنوبي محافظة تعز نقطة لانطلاق أنشطته الإرهابية في عدن.
"الميسري" هو ضابط سابق في الداخلية يزعم أنه شارك في معركة تحرير عدن 2015 قبل أن يصاب ويتحول إلى رئيس لجمعية الجرحى في العاصمة المؤقتة، ثم يرتبط لاحقا بقائد ما يسمى لواء النقل أمجد خالد الموالي للإخوان.
وقال مصدر أمني لـ"العين الإخبارية"، إن قائد ما يسمى "لواء النقل" الذي كان مقره في عدن انتقل مؤخرا إلى مدينة التربة التي سيطر عليها الإخوان في أغسطس 2020 ليتخذها ملاذا لتحركاته بعد أن تحول إلى مظلة للعناصر الإرهابية المرتبطة بالحوثي والقاعدة.
وطبقا للاعترافات فإن الارهابي الميسري جند أحد زملائه الجرحى والتقاه في التربة قبل تسليمه السيارة المفخخة، أداة الجريمة، فيما لم تعلق السلطات الأمنية في تعز على تحول المدينة نقطة لانطلاق الإرهابيين.
كان رئيس العمليات في المنطقة العسكرية الرابعة اللواء صالح علي نجا من تفجير إرهابي بسيارة مفخخة في شارع "المعلا" منتصف مايو/آيار الماضي، وفق مصدر يمني تحدث حينها لـ"العين الإخبارية".
وللمرة الثانية تتوصل الأجهزة الأمنية إلى خلية يقودها المدعو "الميسري" متطورة في عملية إرهابية، إذ أظهرت أدلة للأجهزة الأمنية في عدن تنفيذه التفجير الإرهابي الذي استهدف موكب محافظ عدن ووزير الثروة السمكية في أكتوبر/تشرين أول الماضي.
كما أظهرت حينها الأدلة تورط "الميسري" بجانب ضابط سابق آخر يدعى "وديع حداد" فر إلى مناطق سيطرة الحوثيين بعد تنفيذ تفجير مطار عدن الذي فشل في اغتيال اللواء ثابت جواس.
إنجاز أمني
يرى خبراء يمنيون أن الإنجاز الأمني في ضبط الخلية الإرهابية يستدعي تحركا سريعا ومكثفا من مجلس القيادة الرئاسي لملاحقة القيادات المنفذة للعملية ومن يقف وراءها أو يوفر الدعم ويتستر عن نشاطها.
وبحسب الخبراء فإن كشف الاعترافات تنسيق الحوثي مع عناصر مرتبطة بالقاعدة، تتطلب أن يفتح مجلس القيادة الرئاسي تحقيقا موسعا عما إذا كان الحوثيون قد تمكنوا بالفعل من اختراق المناطق المحررة.
ووفقا للسكرتير الإعلامي لمدير أمن عدن، خالد السنمي، فإن ضبط الخلية الإرهابية إنجاز أمني لم يتحقق بسهولة وتطلب جمعا دقيقا للأدلة من واقع مراقبة أدق تفاصيل العملية في مسرح الجريمة ومن الكاميرات المرئية.
وقال السنمي لـ"العين الإخبارية"، إن المتورطين في العملية استخدموا تمويها معقدا للجريمة لتبقى مقيدة ضد مجهول، لكن ورغم ذلك فقد نجحت قوات مكافحة الإرهاب من تفكيكها بإشراف مباشر من اللواء شلال شايع.
وأشاد المسؤول الإعلامي بالإنجاز الأمني ودور مكافحة الإرهاب التي تعمل في وطن بات ينام على جريمة ويصحو على أخرى من قتلة وعناصر باعت أنفسها للمال وللتنظيمات الإرهابية، في إشارة للحوثي والقاعدة.
وتعتبر حرب السيارات المفخخة وسيلة تقليدية بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، إلا أنها مؤخرا أصبحت أحد تكتيكات مليشيات الحوثي بدعم من حزب الله اللبناني مستغلة سيطرتها على الاتصالات الهاتفية في التجسس ورصد تحركات خصومها قبل استهدافهم بالعمليات الانتحارية.
كانت الحكومة اليمنية أكدت أن العمليات الإرهابية لن توقف مسيرة التحول السياسي في البلد، ولن تحول دون قيام الدولة بمهامها من عدن، لانتشال الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وتحقيق الاستقرار.
ويعد هجوم المعلا الذي تم ضبط الخلية المتورطة فيه أول عمل إرهابي يضرب عدن منذ تسلم مجلس القيادة الرئاسي السلطة وعودته إلى جانب الحكومة اليمنية والبرلمان للعمل من العاصمة المؤقتة.