"حالمة اليمن" تصفع القيادي الحوثي محمد علي.. خلافات وفشل التحشيد بتعز
عكس ما توقع، وجد محمد علي الحوثي أجزاء المحافظة "الحالمة" تعز اليمنية، الخاضعة للمليشيات غارقة بالخلافات، موجهة صفعة بوجه المليشيات.
فالقيادي النافذ بالمليشيات الحوثية، الذي كثف من تحركاته مؤخرا، بغية التجنيد والتحشيد قصد الأجزاء الشرقية من تعز، الذي يحب اليمنيون تسميتها بـ"الحالمة"، في زيارة نادرة لقيادي حوثي كبير، استهدفت حمل رسائل للمناهضين والحكومة اليمنية لكنه سرعان ما عاد يحمل رسائل الخيبة، وتعثرت مساعيه في لملمة صفوف مليشياته.
وعلمت "العين الإخبارية" من مصادر أمنية وقبلية أن القيادي في الصف الأول للمليشيات محمد علي الحوثي قطع زيارة قام بها إلى تعز قبل أيام، بعد أن كان مقررا له أن يمكث نحو 10 أيام في مناطق تعز غير المحررة التي تعرف بـ"الحالمة" والعاصمة الثقافية للبلاد.
وأضافت المصادر أن القيادي النافذ داخل هيكل المليشيات قام بإلغاء زيارته لمناطق عديدة في محافظة تعز منها مدينة البرح المحاذية للساحل الغربي، والدمنة الحدودية، مع محافظة لحج الجنوبية، واكتفاء بزيارة خاطفة لبلدتي "الحوبان" و"ماوية" شرقي تعز.
وأرجعت المصادر ذلك إلى فشل جدول الزيارة للقيادي البارز ونشوب خلافات بين القيادات الحوثية التي تملك نفوذا في مناطق تعز غير المحررة، فضلا عن اصطدام الرجل بـ"ألد أعدائه" داخل صفوف المليشيات الانقلابية.
تبادل تهم التخوين
وكان من المقرر أن تشهد مدينة الحوبان في الجزء الشمالي الشرقي من تعز غير المحررة استعراضا لعدد كبير من المقاتلين سيتم تحشيدهم للانضمام إلى صفوف الحوثيين، إضافة إلى أعداد كبيرة من جنود منشقين تطلق عليهم المليشيات "المغرر بهم"، وفقا للمصادر.
وقالت المصادر إن قيادات حوثية وأخرى قبلية وعدت بإعادة جنود في قوات الشرعية ينتمون إلى مناطق تعز، وأنه كان يتم الإعداد لهذا الأمر منذ أيام الهدنة الأممية، التي انتهت في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب وعود تلقتها قيادات المليشيات التي تفاجأت بعدم وجود أي جنود منشقين عن قوات الشرعية، إضافة إلى فشل التحشيد لضم مقاتلين جدد لصفوف المليشيات.
وبحسب المصادر فإن قيادات المليشيات الحوثية تبادلت الاتهامات بالخيانة، فيما حمل القيادي محمد علي الحوثي، عضوَ ما يسمى مجلس الحوثي السياسي الأعلى المدعو سلطان السامعي، مسؤولية إفشال زيارته إلى تعز.
كما اتهمه بـ"التآمر واستخدام علاقاته ونفوذه في مناطق تعز ضد مهمته التي وصل من أجلها إلى تعز، بعد أن أنجز مهمته في محافظة إب المجاورة، والهادفة لتحشيد وتجنيد الشباب والأطفال"، وفقا للمصادر.
وسبق أن نشب صراع حاد بين القياديين محمد علي الحوثي، الذي تربطه علاقة قرابة بزعيم المليشيات والقيادي سلطان السامعي، أحد المرتبطين بطهران، منذ ما قبل الانقلاب الحوثي، ووصل الصراع إلى تهديد الأول للأخير علنا بإدخاله السجن ومحاكمته، بعد حديثه عن الثراء الفاحش الذي تعيشه قيادات حوثية كانت غارقة في الفاقة والفقر، قبل اختطاف صنعاء.
تهديدات مبطنة
لم يجد الحوثي الذي كان يترأس اللجان الثورية الحوثية والذي تحرك شمالا لتعزيز نفوذه وطموحاته للزعامة غير تهم وتهديدات مبطنة لوح بها أمام الحاضرين، بعد عجزه عن تحشيد أي مقاتل مقابل وعود وهمية.
ووفقا لمصادر "العين الإخبارية" فإن القيادي النافذ محمد علي الحوثي عقد اجتماعات بقيادات حوثية عسكرية وأمنية، وشخصيات قبلية واجتماعية في مديرية ماوية، وفي الحوبان مركز قيادة الانقلابيين في الجزء غير المحرر من محافظة تعز، وأنه شن هجوما على الشخصيات القبلية والاجتماعية في تعز ووصفها بـ"غير الوطنية " وأن لسانها مع صنعاء وقلبها مع خصومها.
واعتبر القيادي الحوثي "محافظة تعز أكثر محافظة في الشمال اليمني جندت وشاركت في القتال مع الشرعية، ضد المليشيات الانقلابية في كل الجبهات، وأن عدد القتلى والأسرى من تعز يساوي أضعاف عدد المقاتلين من المحافظة في جبهات المليشيات وهو أمر " خطير يتطلب المعالجة والتحرك لتصحيحه" على حد زعمه.
وطبقا للمصادر فإن القيادي الحوثي أعطى القيادات القبلية والاجتماعية في مدينة الحوبان وماوية مهلة 10 أيام لتحشيد المقاتلين، وأنه بصدد الترتيب لزيارتهم مجددا، في موقف يكشف تلقيه صفعة مدوية بعد فشل ترتيباته العسكرية والأمنية في الحشد وتسعير الحرب.
وكان محمد علي الحوثي دخل إلى الحوبان غير المحررة من تعز الأسبوع الماضي، على ظهر دورية عسكرية مكشوفة في استعراض "ساذج" كشف حالة من الرعب والارتباك، والفشل في توجيه رسائل لأطراف عديدة في الشرعية.
وتستنفر مليشيات الحوثي منذ أشهر لحشد المقاتلين لجبهاتها لا سيما في المحافظات الوسطى لتعزيز صفوفها بمزيد المقاتلين، وذلك ردا على تحركات المجلس الرئاسي اليمني لردع هجماتها عسكريا والتي أربكت صفوفها.
وبدت صفوف مليشيات الحوثي القتالية في حالة ضعف لا تقوى على الصمود، وذلك رغم إفشالها تمديد الهدنة في 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واعتمادها على الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية المهربة من إيران في شن هجماتها بعيدة المدى ضد المدن والموانئ اليمنية.