منع صدقات التجار.. إرهاب حوثي يطول قوت آلاف الفقراء باليمن

أصيبت السيدة اليمنية فاطمة سعيد (اسم مستعار) بالصدمة بعد استمرار مليشيات الحوثي بمنع صدقات التجار للفقراء في شهر رمضان.
كانت فاطمة وهي أم لـ5 أطفال أيتام وتسكن في إحدى ضواحي صنعاء تنتظر قدوم رمضان حتى تحصل على مساعدات نقدية وعينية من فاعلي الخير والميسورين بهدف تسديد ديونها وإيجارات المنزل المتراكمة.
لكن مع منع مليشيات الحوثي التجار ورجال الأعمال وفاعلي الخير من توزيع الصدقات إلا بإشراف منها باتت حياة الآلاف من الأسر المتعففة أمثال أسرة فاطمة، تعيش الجحيم وتواجه الجوع والموت الفعلي.
استحواذ كامل
منذ اجتياحها صنعاء أواخر 2014، تدرجت مليشيات الحوثي في فرض قبضتها على الصدقات الخيرية في رمضان والتي أصبحت مؤخراً جريمة يصل ثمنها الحبس، وفقاً لناشطين يمنيين.
واستغلت مليشيات الحوثي حادثة التدافع في رمضان 2023 والتي راح ضحيتها 85 قتيلاً خلال توزيع صدقات نقدية رمزية في تبرير قبضتها على منع كبار البيوت التجارية ورجال الأعمال من توزيع الصدقات بشكل مباشر إلا بإشراف منها.
واستولت مليشيات الحوثي على المساعدات العينية والنقدية التي تُخصصها مبادرات تطوعية خيرية خلال شهر رمضان الفضيل لمصلحة الأسر الفقيرة في العاصمة المختطفة صنعاء وأمتد عبثها للحديدة بعد مطالبتها رجال الأعمال والتجار بالحصول على تصاريح مسبقة لتوزيع المساعدات والصدقات.
كما أغلقت مليشيات الحوثي عشرات المخابز الخيرية والتي كانت تتكفل بتوفير رغيف الخبز لمئات الأسر بالتزامن مع إجبار ملاك المطاعم على تخصيص وجبات إفطار للمقاتلين الحوثيين.
في شهادة له، قال الناشط اليمني نبيل سعيد إن قرار منع صدقات التجار وفاعلي الخير تضرر منه آلاف الأسر الفقيرة في شهر رمضان الحالي، إذ كان يوفر الغذاء لنحو 4 أشهر وتعتمد عليه كثير من العائلات في توفير الإيجارات ومصاريف بقية العام.
وكتب سعيد على حسابه في فيسبوك أن منع الصدقات (المساعدات) "وغلاء الأسعار وقلة الأعمال جعلت الأسر في صنعاء تعيش مأساة لا يعلمها إلا من اكتوى بنارها فعلياً".
- اقتصاد الحوثي السري.. 200 شركة تتحكم بالأسواق اليمنية
- «السوق المصرفي المفتوح».. سياسة حوثية تنهك الريال اليمني
حملات موسمية وصدقات نوعية
مع استهلال رمضان، بدأت مليشيات الحوثي تنفيذ حملات واسعة وتهديدات علنية لمنع توزيع أيَّة صدقات لا تكون بإشراف تام منها لتتمكن من استغلالها سياسياً وطائفياً وعسكرياً واقتصادياً.
ووفقاً لناشطين فإنه سنوياً كان "يتم توزيع هذه المساعدات عبر المساجد أو عبر مندوبين للتجار ورجال الأعمال أو عبر جمعيات ومبادرات مجتمعية في الأحياء والقرى أو بتسليمها للمنازل مباشرة".
وبحسب شبان مشاركين في مبادرات مجتمعية فأنه تحت الخوف من الحوثيين أحجم التجار عن رعاية وتمويل المبادرات الشبابية لإفطار الصائم هذا العام مما جعل من الصعب جمع الدعم الخيري.
وقال أحد الناشطين لـ"العين الإخبارية"، إنه سنوياً كان يجمع قرابة 2 مليون ريال يمني لرعاية مشروع إفطار الصائم في أحد الشوارع من صنعاء لكن هذا العام لم يستطع جمع حتى 100 ألف ريال.
وتحدث الناشط الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه مع منع مليشيات الحوثي لصدقات التجار، لجأ بعض رجال الأعمال وملاك العقارات في مناطق المليشيات لتوزيع صدقات بشكل مختلف من قبيل إعفاء المستأجرين للشقق السكنية من الإيجارات وذلك بعيداً عن أنظار الانقلابيين.
وكان مواطنون وناشطون يمنيون قد حثوا رجال الأعمال والتجار وفاعلي الخير لتقديم الصدقات والمساعدات بطرق مخفية تجنبهم المسألة أمام مليشيات الحوثي مع ضمان آليات وصولها لمستحقيها من الفقراء والمحتاجين.