الحوثي يعيد نشر أسلحته وورش التصنيع.. تصعيد في الأفق
تجري مليشيات الحوثي الانقلابية عملية واسعة لإعادة نشر مخازن الأسلحة وورش تصنيع الصواريخ في مؤشر على تصعيد محتمل في الأفق.
وتأتي خطوات المليشيات الإرهابية لنسف جهود أممية تمهد لعملية سياسية في اليمن، ما يرى فيه مراقبون تأكيدا جديدا على غياب الإرادة السياسية للانخراط في مفاوضات جادة.
وعلمت "العين الإخبارية"، من مصادر أمنية رفيعة في صنعاء أن مليشيات الحوثي عمدت مؤخرا إلى إعادة نشر مخازن التسليح وخاصة الصواريخ والطائرات المسيرة لـ6 محافظات.
وفسر مراقبون الخطوة بأنها محاولة للتمويه على بنك الأهداف لا سيما ورش تطوير الطائرات المسيرة والصواريخ التي طالتها الضربات وأصبحت مواقع مكشوفة، فضلا عن مسابقة الزمن في استغلال حراك السلام في ترتيب صفوفها العسكرية ومخازن إمدادها.
نقل ورش المسيرات
وكشفت المصادر الأمنية لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي نقلت كثيرا من ورش ومعامل التصنيع العسكري التي يديرها خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله الإرهابي إلى خارج العاصمة صنعاء.
وقالت المصادر أن مليشيات الحوثي استغلت أشهر الهدنة الـ 6 من 2 أبريل/ نيسان إلى 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2022 وبقاء الوضع الحالي في اللاسلم واللاحرب في نقل عتادها ونشره في 3 محافظات يمنية على الأقل.
وأضافت المصادر أن مليشيات الحوثي استبدلت العاصمة صنعاء بمحافظات "البيضاء" و"ذمار" ومعقلها الأم "صعدة"، حيث ركزت نشاطها في تجميع وصناعة الطائرات المسيرة في المحافظات الثلاث الواقعة شمالي ووسط اليمن.
وتسعى مليشيات الحوثي إلى استغلال محافظة البيضاء التي تربط 8 محافظات يمنية منها 5 محافظات محررة تتواجد فيها القوات الجنوبية وقوات الجيش الوطني التابع للشرعية بما في ذلك محافظة مأرب التي تطوقها من جميع الجهات، من أجل الاستعداد لإشعال القتال مرة أخرى.
نشر الصواريخ
واعتبرت المصادر نقل مليشيات الحوثي لأماكن تجميع وتفخيخ الطائرات المسيرة إلى محافظات البيضاء وذمار وصعدة محاولة لتوزيع مصادر تسليح جبهاتها من أجل الاستعداد لتصعيد ميداني هددت مؤخرا المليشيات عبر زعيمها بأن يشمل أهدافا داخل وخارج اليمن.
وكشفت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن المليشيات الحوثية نقلت صواريخ بالستية ذات مدى متعدد إلى 3 محافظات هي "الجوف" و"تعز" و"الحديدة"، إذ استهدف الحوثيون سابقا منشآت حيوية مدنية في محافظة عدن منها مطار عدن من مواقعها في محافظة تعز.
كما تذهب بتكثيف الصواريخ على سواحل البحر الأحمر إلى تصعيد أكبر ضد خطوط الملاحة الدولية وناقلات النفط، لا سيما بعد شقها عددا من القنوات المائية.
وكذلك سبق واستخدمت المليشيات الحوثية محافظة الجوف كقاعدة لانطلاق الصواريخ الباليستية بعيدة المادة لمهاجمة المملكة العربية السعودية ومحافظة مأرب.
كيف نقلت مليشيات الحوثي أسلحتها؟
لم تكتف مليشيات الحوثي باستغلال الهدنة وترتيب صفوفها العسكرية بشأن التجنيد لكنها وصلت إلى إعادة توزيع تسليحها وتفخيخ 6 محافظات لتكون قواعد لانطلاق الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية.
وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي استخدمت شاحنات نقل المواد البترولية في نقل قطع الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.
وسعت مليشيات الحوثي إلى تدريع صهاريج النفط من الداخل والخاصة بالناقلات قبل استخدامها في نقل الأسلحة من صنعاء التي كانت مركزا لنشاط الحرس الثوري الإيراني وخبراء حزب الله بشأن تطوير المسيرات، وفقا للمصادر.
وتأتي هذا المعلومات في ظل ضبط البحرية الأمريكية عديد الشحنات الأسلحة القادمة من إيران للحوثيين في انتهاك صارخ لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والقانون الدولي الإنساني الذي يحظر التوريد المباشر وغير المباشر للأسلحة ونقلها إلى الحوثيين في اليمن.
ومطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أعلنت البحرية الأمريكية، اعتراض سفينة صيد تحمل أكثر من 50 طناً من القذائف الذخيرة ووقود الصواريخ قادمة من إيران لمليشيات الحوثي باليمن كثاني أضخم شحنة خلال شهرين.
وتضم الشحنة أكثر من مليون طلقة عيار 7.62 ملم.و25 ألف طلقة 12.7 ملم وما يقرب من 7 آلاف فتيل للصواريخ وأكثر من 2 ألفين كيلو من وقود الصواريخ.