الحوثي يستأنف هجماته ضد السفن.. هل بدأ التصعيد؟
عقب أسبوعين من توقف هجماتها ضد السفن التجارية، استأنفت مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا تصعيدها مجددا على الجبهة البحرية، التي شهدت هدوءا نسبيا منذ 20 يوليو/تموز الماضي عندما ضربت إسرائيل ميناء الحديدة.
وكشف مسؤول يمني رفيع، فجر الأحد، عن تعرض سفينة تجارية كانت تبحر في الخطوط الملاحية شرقي عدن لهجومين منفصلين نفذتهما مليشيات الحوثي.
وأكد المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ«العين الإخبارية»، أن مليشيات الحوثي استهدفت بهجومين منفصلين سفينة حاويات، مشيرًا إلى أن الهجوم الأول وقع على بعد 170 ميلًا بحريًا شرق عدن، فيما وقع الآخر على بعد 125 ميلا جنوب شرق المدينة الواقعة على ساحل خليج عدن وبحر العرب.
وأوضح أن المعلومات الخاصة بالهجوم الأول تشير إلى أن الانفجار كان صغيرا ووقع بالقرب من السفينة التي ظلت تبحر نحو وجهتها ولم تتأثر بأي أضرار وظل طاقمها في أمان.
وأشار إلى أن الناقلة وهي سفينة حاويات تعرضت مرة أخرى لهجوم على بعد 125 ميلا جنوب شرق عدن، إذ أصابها صاروخ أطلقه الحوثيون من المرتفعات الجبلية الخاضعة لسيطرتهم، وسط البلاد.
وكانت هيئة التجارة البحرية البريطانية، أبلغت عن تعرض سفينة لحادث انفجار شرق عدن، مشيرة إلى أن "جميع أفراد طاقم السفينة بخير"، وأن هناك حريقا محتملا، فيما نفى لاحقا ضابط أمن الشركة المالكة للسفينة وجود أي حرائق أو دخول مياه أو تسرب للنفط للناقلة.
انفجارات وصواريخ
في السياق نفسه، قال سكان محليون في محافظة البيضاء (قلب اليمن) إنهم سمعوا دوي انفجارات ومرور صواريخ مضادة للسفن وطائرات مسيرة أطلقتها مليشيات الحوثي باتجاه خطوط الملاحة البحرية.
ووفقا لذات المصادر، فإن الصواريخ والمسيرات انطلقت من مرتفعات جبلية يتمركز فيها الحوثيون في مديريتي "الصومعة" و"مكيرس" في البيضاء.
بدوره، أعلن الجيش الأمريكي تدمير صاروخ ومنطقة إطلاق لمليشيات الحوثي المدعومة إيرانيا في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لحماية سفن الشحن.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن قواتها نجحت "خلال الـ24 ساعة الماضية في تدمير صاروخ ومنصة إطلاق للحوثيين في منطقة يسيطرون عليها في اليمن".
وأكدت أن تدمير هذه الأسلحة جاء لكونها تشكل تهديدا "وشيكًا للقوات الأمريكية وقوات التحالف والسفن التجارية في المنطقة"، مشيرًا إلى أنه جرى اتخاذ هذه الإجراءات لـ"حماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمانًا وأمانًا".
ومنذ الغارات الإسرائيلية على الحديدة، أوقفت مليشيات الحوثي هجماتها ضد السفن في خطوط الملاحة، كما أنها لم تتخذ أي إجراء للرد على الغارات التي دمرت أهم منشآت تخزين الوقود غربي البلاد، وزعمت أنها تنسق مع وكلاء إيران في المنطقة لاتخاذ رد مشترك ضد إسرائيل.
ووجهت إسرائيل ضربة غير متوقعة للحوثيين ردا على قصفهم تل أبيب بطائرة مسيرة خلفت قتيل و10 جرحى، مما أربك المليشيات، والتي أبلغت على الفور كبار قياداتها العسكرية والأمنية على السواحل الغربية للبلاد بالانتقال إلى صنعاء، حيث اتخذت هناك حزمة إجراءات لحماية كبار القادة، وفق مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية".
تأهب أمريكي
وفشلت مليشيات الحوثي في شن أي هجمات منذ وقوع غارات إسرائيل في 20 يوليو/تموز الماضي، إذ أظهرت القوات الأمريكية استجابة دفاعية عالية ودمرت عشرات الأهداف في عدة محافظات خاضعة للمتمردين.
ويرى مراقبون أن معاودة مليشيات الحوثي للهجمات البحرية جاء تنفيذا لتوجيهات إيران لوكلائها للرد على الضربات الاسرائيلية الأخيرة، كما يأتي التصعيد البحري للمليشيات لإسقاط الحرج عنها ولإبقاء اليمن منصة إيرانية في خدمة أولويات طهران بالمنطقة.
ومنذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يشن الحوثيون هجمات بحرية ضد سفن تجارية تقول الجماعة المدعومة إيرانيا إنها "إسرائيلية أو متجهة إلى إسرائيل" وذلك على خلفية الحرب بين حماس وإسرائيل في غزة.
aXA6IDE4LjExOS4xNjEuMjE2IA== جزيرة ام اند امز