الحوثيون.. سجل أسود في استهداف المدنيين من مكة إلى أبها
استهداف مطار أبها يأتي بعد شهر من استهداف مضختي نفط في الرياض ليضيف جريمة جديدة إلى سجل الإرهاب الحوثي
في تصعيد خطير يعكس إصرار المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران على استهداف المنشآت المدنية والمدنيين في السعودية، استهدف الحوثيين مطار أبها الدولي، الأمر الذي أسفر عن إصابة 26 مدنيا من جنسيات مختلفة بينهم نساء وأطفال.
يأتي استهداف مطار أبها بعد شهر من استهداف مضختي نفط في الرياض، ليضيف جريمة جديدة إلى سجل الإرهاب الحوثي المثقل بجرائم يندى لها الجبين، كان أبرزها العملية الجبانة التي حاول فيها استهداف مدينة مكة المكرمة بصاروخ باليستي نهاية شهر أكتوبر 2016، في انتهاك سافر لحرمة المقدسات الإسلامية، واستفزاز لمشاعر المسلمين حول العالم.
استهداف المنشآت المدنية والمدنيين في السعودية الذين جعلهم الحوثيين هدفا عسكريا لهم في مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية والتعاليم الدينية والقيم الإنسانية، يعكس من جانب آخر يأس الحوثيين وفشلهم في تحقيق أي نصر عسكري.
ويبرز من جانب آخر أهمية الدور الذي يقوم به تحالف دعم الشرعية في اليمن، بعد نجاحه في إحباط الغالبية العظمى من الهجمات الحوثية الإرهابية ضد الأعيان المدنية، حيث سبق أن تم إحباط هجمات استهدفت مكة المكرمة، ومطار الملك خالد الدولي في الرياض ومطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، ومطار الملك عبدالله في جازان، والمطار الإقليمي في نجران.
نجاح كبير للتحالف
وأطلقت المليشيا الحوثية الإرهابية أكثر من 226 صاروخاً باليستيا باتجاه السعودية، ومنها ما استهدف مكة المكرمة، وأكثر من 155 طائرة مسيرة بدون طيار، وأكثر من 71859 مقذوفا.
تلك الأرقام توضح بشكل جلي الدور الكبير الذي قام بها تحالف دعم الشرعية في اليمن والقوات السعودية في إحباط وإفشال الغالبية العظمى من تلك الهجمات، ولم يتمكن الحوثيون سوى في تنفيذ عدد محدود من تلك الهجمات بدعم إيراني، استهدفت جميعها أعيانا مدنية ومدنيين، من بينها مدارس ومناطق سكنية، ومحول كهرباء ومضخات نفط.
وقبل يومين فقط من هجوم أبها أعلن المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أن قوات الدفاع الجوي السعودي تمكنت من اعتراض وإسقاط طائرتين بدون طيار "مسيّرة"، أطلقتهما المليشيا الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران باتجاه مدينة خميس مشيط.
وأوضح المالكي أن الأداة الإجرامية الإرهابية الحوثية تحاول استهداف المنشآت المدنية والأعيان المدنية، في محاولات بائسة ومتكررة دون تحقيق أي من أهدافها وأعمالها العدائية اللامسؤولة، حيث يتم كشف وإسقاط هذه الطائرات.
وأكد حق السعودية "المشروع باتخاذ وتنفيذ إجراءات الردع المناسبة للتعامل مع هذه الأعمال العدائية، وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية".
استهداف المطارات
ويلاحظ وجود إصرار حوثي على استهداف المطارات في السعودية، التي يستخدمها آلاف المواطنين المدنيين والمقيمين يومياً دون أي مراعاة للقانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية، والذي يعطي حماية خاصة للأعيان المدنية، إلا أن تحالف دعم الشرعية في اليمن وقوات الدفاع الجوي السعودي كان لهم بالمرصاد.
ولم يكن استهداف مطار أبها الأول من نوعه، حيث تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض وإسقاط طائرة مسيرة تحمل متفجرات أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية، في محاولة استهداف مطار الملك عبدالله بجازان 26 مايو/أيار الماضي.
وقبلها بنحو 3 أيام تمكنت قوات الدفاع الجوي السعودي من اعتراض طائرة مسيرة تحمل متفجرات أطلقتها المليشيا الحوثية الإرهابية محاولة استهداف مطار نجران الإقليمي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2016، استهدف الحوثيون مكة المكرمة بصاروح باليستي، وأعلنوا أنهم كانوا يستهدفون مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، إلا أن التحالف اعترضه وأسقطه.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017 تم إطلاق صاروخ باليستي باتجاه مطار الملك خالد الدولي بالرياض، إلا أنه تم اعتراضه لتتناثر الشظايا بمنطقة غير مأهولة بشرق مطار الملك خالد الدولي.
كما جاء استهداف المنشآت النفطية بمثابة تهديد للاقتصاد العالمي، وتهديد أمن وسلامة إمدادات الطاقة، وأعلن المتحدث الأمني لرئاسة أمن الدولة وقوع استهداف محدود لمحطتي الضخ البتروليتين التابعتين لشركة أرامكو، بمحافظة الدوادمي ومحافظة عفيف بمنطقة الرياض، في 14 مايو/أيار الماضي.
وتكررت الهجمات الحوثية على مدار الفترة الماضية التي استهدفت أعيانا مدينة، مخلفة ضحايا من المدنيين، من بينها في مارس 2018 تم اعتراض 7 صواريخ باليستية حوثية، استهدفت 4 مدن سعودية، بينها العاصمة الرياض.
وسقطت شظية من الصاروخ، الذي تم إطلاقه على الرياض، واعترضه الدفاع الجوي السعودي، على منزل تقيم فيها عمالة مصرية، ما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة 3 آخرين.
وفي 30 أكتوبر /تشرين الأول 2017، أعلن الدفاع المدني السعودي تعرض مدينة نجران لمقذوفات أطلقتها مليشيا الحوثي الانقلابية من الأراضي اليمنية على مدارس ومنازل سكنية بوسط المدينة دون وقوع أي إصابات.
وفي 16 أغسطس/آب 2016، سقط 7 شهداء مدنيين (4 سعوديين و3 مقيمين) إثر سقوط مقذوفات حوثية استهدفت تجمعا بشريا في منطقة صناعية بنجران، وفي 26 من الشهر نفسه تعرض محول كهرباء لحريق بنجران إثر سقوط قذيفة.
يأس حوثي
ويرى خبراء أن محاولات الحوثيين إلحاق الأضرار المادية والمعنوية بسكان المدن والبلدات التي تطالها أسلحتهم التي تمدهم بها إيران، تعكس درجة كبيرة من اليأس بعد فشلهم في تحقيق أي نصر عسكري على مدار الفترة الماضية.
وبينوا أن استمرار هذه الأعمال العدائية من قبل الجماعة الحوثية يؤكد تورط إيران بدعم الجماعة الحوثية المسلّحة بقدرات نوعية، في تحدٍ واضح وصريح لخرق القرار الأممي (2216) بهدف تهديد أمن المملكة العربية السعودية وتهديد الأمن الإقليمي والدولي، الأمر الذي يستدعي تدخلا دوليا حازما وصارما إزاء استمرار تلك الجرائم.