استهداف طواقم السفن.. ماذا يعني التصعيد الحوثي الجديد؟
مرحلة جديدة و«خطيرة» من التصعيد الحوثي، بانتقاله من الهجمات البحرية إلى القصف المباشر لمواقع طواقم السفن، في تهديد مميت لحياة عمال النقل عالميا.
وشكل الهجوم المميت على السفينة ترو كونفيدنس التي ترفع علم بربادوس في خليج عدن أمس الأربعاء، واحدا من أخطر الهجمات التي تكشف عن نهج جديد أكثر خطورة، يستهدف العاملين في خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية.
وأدى الهجوم الحوثي على «ترو كونفيدنس» المملوكة لليبيريا إلى مقتل 3 من الطاقم المتعدد الجنسيات وأصاب 4 آخرين لأول مرة، ضمن أكثر من 96 هجوما استهدف 61 سفينة شحن في البحرين العربي والأحمر وخليج عدن وباب المندب.
جاء الهجوم على «ترو كونفيدنس» عقب يوم واحد من هجوم آخر أصاب بشكل مباشر موقع سكن الطاقم، وتسبب باندلاع حريق في سفينة MSC SKY الأسترالية.
وبحسب مصادر يمنية لـ«العين الإخبارية» فإن جماعة الحوثي وبمساعدة إيرانية، طورت صواريخ باليستية مزودة بتقنيات متقدمة وموجهة، منحتها القدرة على استهداف مواقع طواقم النقل على متن السفن المستهدفة مؤخرا.
إدانات دولية ومحلية
ولاقى هجوم جماعة الحوثي «المميت» على السفينة في خليج عدن إدانات دولية ومحلية، باعتباره مرحلة جديدة من التصعيد البحري الخطير، الذي سينعكس بشكل «سلبي» و«خطير» على مستقبل اليمنيين، ومصالحهم وقوتهم.
وندد الاتحاد الدولي لعمال النقل (ITF) بأشد العبارات بـ«الهجوم على السفينة MV True Confidence، الذي أودى بحياة ثلاثة بحارة أبرياء وأدى إلى إصابة آخرين».
وأكد الاتحاد الدولي، في بيان اطلعت «العين الإخبارية»، على نسخة منه، أن «هذا العمل العنيف الذي لا معنى له في أعالي البحار من قبل جماعة الحوثي يشكل إهانة لعمال النقل في جميع أنحاء العالم وانتهاكا واضحا للقانون الدولي».
ماذا يعني التصعيد الحوثي؟
وأشار إلى أن «هذا الهجوم يُعد بمثابة التذكير الصارخ بالحاجة الملحة إلى العمل الجماعي لحماية حياة أولئك الذين يحافظون على الاقتصاد العالمي واقفا على قدميه».
من جهته، استنكر المجلس الانتقالي في اليمن الهجوم، ووصفه بـ«العمل الإرهابي»، الذي تسبب بمقتل ثلاثة من طاقم سفينة مدنية وجرح آخرين.
وبحسب «الانتقالي» فإن «وصول الأوضاع إلى هذه المرحلة الخطيرة من التصعيد يحتم ضرورة التعاطي الدولي الحازم مع التهديدات التي تمثلها هذه المليشيات الإرهابية، وردعها بكافة السُبل الممكنة للحفاظ على سلامة الملاحة العالمية، وإمدادات السلع الأساسية المنقذة لحياة الملايين من شعوب المنطقة وفي مقدمتها شعب اليمن».
في السياق نفسه، قال متحدث المقاومة الوطنية العميد صادق دويد، إن استهداف الحوثي للسفن التجارية في البحر الأحمر لا يُلحق الضرر باليمن واليمنيين فحسب.
وأضاف دويد أن «ما تقوم به جماعة الحوثي من استهداف السفن التجارية في البحر الأحمر وطواقمها المدنيين، آخرها مقتل اثنين من طاقم السفينة التجارية ترو كونفيدنس، لا يفيد غزة بشيء ولا يلحق الضرر بإسرائيل».
وأكد المتحدث العسكري اليمني أن «هذه الهجمات تُلحق الضرر باليمن واليمنيين»، مشيرا إلى أن «هذه القرصنة والاستهدافات تقوم بتلويث البيئة البحرية وقطع أرزاق الصيادين».
فشل دولي؟
ويبلغ طاقم السفينة التي ترفع علم بربادوس 20 فردا، منهم هندي وأربعة فيتناميين و15 فلبينيا، وكان على متن السفينة أيضا ثلاثة حراس مسلحين، اثنان من سريلانكا وواحد نيبالي، وقد أبحروا إلى جيبوتي تاركين السفينة تحترق وتواجه الغرق.
وبحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني فإن «الهجوم الحوثي على سفينة M/V True Confidence وأدى لمقتل 3 من طاقمها وإصابة 4 آخرين، وإصابتها بأضرار جسيمة، بعد ساعات من غرق السفينة روبيمار، يعد تصعيدا غير مسبوق في وتيرة الهجمات التي تشنها منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتستهدف خطوط الملاحة الدولية والتجارة العالمية».
وأكد أن «هذا التصعيد الكبير يكشف طبيعة الحوثي كتنظيم إرهابي لا يكترث بالقوانين والمواثيق الدولية، ويتحرك كأداة طيعة لتنفيذ الأجندة الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، بمعزل عن الاعتبارات والمصلحة الوطنية والأوضاع السياسية والاقتصادية والإنسانية في اليمن».
كما يؤكد الهجوم فشل التعاطي الدولي مع التهديدات الخطيرة للملاحة البحرية، والحاجة إلى إعادة النظر في سبل مواجهة النشاط الإيراني في المنطقة وردع أذرعها الطائفية وفي المقدمة الجماعة الحوثية.
ودعا المسؤول اليمني «المجتمع الدولي للعمل على الاستجابة المنسقة للتصدي لأنشطة المليشيات الحوثية التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي، عبر الشروع الفوري في تصنيفها منظمة إرهابية، وتجفيف منابعها المالية والسياسية والإعلامية».
كما طالب المجتمع الدولي بالتحرك في مسار مواز لتقديم دعم حقيقي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية في الجوانب (السياسية، والاقتصادية، العسكرية) لاستعادة الدولة وفرض سيطرتها على كامل الأراضي اليمنية.
وكانت جماعة الحوثي شنت عشرات الهجمات ضد سفن الشحن، كان أبرزها قصف، في 18 فبراير/شباط الماضي، السفينة روبيمار في مضيق باب المندب، مما أدى إلى غرقها وباتت ترو كونفيدنس تواجه المصير ذاته بخليج عدن عقب جنوحها.
aXA6IDE4LjIxOC45OS44MCA= جزيرة ام اند امز