جرائم الحوثي بحق الكادر الطبي.. وباء يعمق ألم الفيروس
ممارسات ممنهجة تتمثل في المضايقة والترهيب والاعتداءات والاعتقالات والتخوين.
تواصل مليشيا الحوثي استهداف الكادر الطبي باليمن وترهيب العاملين في القطاع الصحي من خلال ممارسات ممنهجة تتمثل في المضايقة والترهيب والاعتداءات والاعتقالات والتخوين.
تأتي تلك الجرائم الإرهابية في الوقت الذي يتفشى فيه وباء كورونا، ويجاهد الكادر الطبي قدر المستطاع لاحتواء الوباء.
وعلى الرغم من التضحيات التي يقدمها الكادر الطبي في معركة التصدي لجائحة كورونا بأبسط الإمكانيات، ووفاة أكثر من 80 طبيبًا وعاملًا صحيًا منذ منتصف أبريل/نيسان الماضي، تضاعف مليشيا الحوثي تلك الانتهاكات بمزيد من الأساليب الإرهابية.
واختطفت مليشيا الحوثي الانقلابية، اليومين الماضيين، رئيس هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة إب، وسط اليمن، وبعض موظفيه، بعد التهجم على المرفق الصحي، والاعتداء عليهم من قبل مسلحين يقودهم المدعو "أبو رامي" وهو مشرف المليشيا في المحافظة.
وقالت مصادر طبية، إن المشرف الحوثي المدعو "أبو رامي" تهجم على المستشفى الحكومي على متن دورية بصحبة مسلحين، وحاول إجبار مدير المستشفى الدكتور عبد الغني غابشة، على إخراج سيارات إسعاف المستشفى لأجل تشييع قتلى حوثيين، وبعد رفضه قام بالاعتداء عليه واقتياده وسائقي سيارات الإسعاف إلى جهة مجهولة.
وذكرت المصادر لـ "العين الإخبارية" أن المختطفين من الكادر الطبي سبعة، بينهم رئيس هيئة مستشفى الثورة عبدالغني غابشة، ونائبيه الدكتور محمد عامر والدكتور محمد السعيدي، ومدير الحسابات وثلاثة من سائقي سيارات الإسعاف، حيث تم الاعتداء عليهم بالضرب قبل أن يتم الإفراج عنهم لاحقا بوساطة قبلية.
وقوبلت الحادثة باستنكار واسع في الأوساط المدنية، وقال الناشط جمال الغراب، في تدوينة على موقع فيسبوك "مشرف حوثي مسلح بلا أدنى مؤهلات تهجم على أكبر مستشفى حكومي بمحافظة إب واعتدى على رئيس هيئة المستشفى قبل أن يقتادوه بشكل همجي وأمام المرضى وبلا أدنى احترام لمكانة الرجل".
همجية تجبر الكوادر على الهجرة
وهذا الاعتداء هو واحد من سلسلة اعتداءات نفذها الحوثيون ضد الكادر الطبي في استهداف ممنهج دفع مئات الكوادر إلى مغادرة البلاد للعمل في دول خليجية أو بعيدا في دول شرق آسيا.
ويمارس الحوثيون إرهابا متزايدا ضد الكوادر الطبية في محافظة إب، وسجلت نحو خمس حالات لاعتداءات ضد أطباء خلال يونيو/حزيران الماضي، وفق مصادر طبية لـ"العين الإخبارية".
ففي 20 يونيو/حزيران الماضي، اعتدى مسلحون حوثيون على طبيب يعمل في إحدى مراكز علاج فيروس كورونا بمحافظة إب، وحسب المصادر، فقد كان الضحية هذه المرة هو الدكتور عمر المطري، أحد الأطباء العاملين في مركز العزل الطبي بمنطقة "السحول" شمال مدينة إب، عقب خروجه من مركز العزل مساء.
وكشفت المصادر، أن مسلحين انتظروا الطبيب عند البوابة الخارجية لمركز العزل واعتدوا عليه بشكل مفرط، في محاولة منهم أيضا لاختطافه، لكنهم فشلوا نتيجة قيام مواطنين بالدفاع عنه، صادف وجودهم أثناء الحادثة.
ودانت نقابة الأطباء بالمحافظة إب، في بيان لها، حادثة الاعتداء على الطبيب المطري واعتبرت ما تعرض له "عمل إجرامي يستهدف الأطباء والكوادر الصحية وهي في مقرات أعمالها وذلك لمحاولة ثنيها عن أداء رسالتها السامية في التصدي لجائحة كورونا".
وفي حادثة أخرى، تعرض الدكتور ناجي الشجاع رئيس قسم العمليات بمستشفى ناصر الحكومي، 19 يونيو/حزيران ، لاعتداء مسلح ومحاولة الشروع في القتل، من قبل مسلح حوثي يدعى "زيد عيبان".
إرهاب ممنهج
في العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرة المليشيا الحوثية، تتعرض الكوادر الطبية لسلسلة اعتداءات ضمن ارهاب ممنهج تمارسه ميليشيا الحوثي، تزايد خلال فترة انتشار فيروس كورونا.
وقال مصدر طبي في مستشفى الكويت لـ"العين الإخبارية"، إن عدد من زملائه تعرضوا للاختطاف إلى جهاز المخابرات الحوثية للتحقيق في مسألة وفاة عدد من المرضى المصابين بفيروس كورونا، وتم اتهامهم بأنهم يعملون لدى الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية.
وأشار المصدر، طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، أن إرهاب المليشيا الحوثية أجبر أكثر من 10 أطباء على الاعتكاف في منازلهم ورفض العمل حتى يتم توفير الحماية لهم.
وشهدت صنعاء، أواخر الشهر الفائت، عمليتي تهجم من عناصر حوثية على مستشفيي "العلوم" و"الملكي"، حيث قام مسلحون بالاعتداء على الطواقم الصحية من أطباء وممرضين وفنيين فضلا عن بعض الإداريين، وفقا لمصادر" العين الإخبارية".
وأدان المجلس الطبي الأعلى، وهو نقابة مدنية، الاعتداءات الممنهجة ضد الكوادر الطبية، وقال في بيان، اطلعت عليه "العين الإخبارية"، إنها ليست الأولى، حيث سبقها الكثير من الاعتداءات تتمثل بالهجوم على المستشفيات والمراكز الصحية في مختلف المناطق تحت مبررات واهية مع استمرار حملات التحريض ضد الجيش الأبيض.
ويعيش أطباء اليمن في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، أوضاعا قاسية نتيجة توقف رواتبهم، فضلا عن المضايقات التي يتعرضون لها من قبل الميليشيا وسلسلة الاعتداءات التي لا تنتهي.
وقالت أمينة حسن، طبيبة لـ"العين الإخبارية" : " مع كل اعتداء ضد الكادر الطبي، تكتفي نقابة الأطباء بإصدار بيانات، تعبنا كثيرا من الإهمال ومن عدم توفر الحماية ومن توقف المرتبات، ومن الوضع بشكل عام.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNy4yMzEg جزيرة ام اند امز