قطر والحوثيون.. تسريب جديد يكشف المؤامرة على السعودية
تسريب جديد يكشف دعم "الحمدين"، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم، لأطماع حوثية في الأراضي السعودية.
كشف تسجيل مسرب حديثا تفاصيل جديدة حول تآمر أمير قطر السابق حمد بن خليفة ورئيس وزرائه آنذاك حمد بن جاسم، المعروفين بـ"الحمدين"، مع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي بهدف "تقسيم السعودية إلى عدة دول".
كما يكشف التسريب دعم "الحمدين"، اللذين يديران شؤون قطر حتى اليوم، لأطماع حوثية في الأراضي السعودية.
وضع التسريب في سياقه الزمني آنذاك وما يحدث على أرض الواقع اليوم، يكشف بشكل جلي خطورة وحجم المؤامرة القطرية ضد السعودية المتواصلة حتى اليوم.
فمن حيث السياق الزمني، يتزامن وقت التسجيل مع الفترة التي نشطت فيها قطر لإنقاذ الحوثيين خلال حروبهم الستة مع النظام اليمني (2004 – 2010)، أكثر من مرة تحت مزاعم الوساطة.
كما يأتي الكشف عن التسريب في وقت تنشط فيه قطر بـ"التماهي" مع المشروع الإيراني وأداته الحوثية في اليمن، عبر تقديم الدوحة وإعلامها الدعم والغطاء للحوثيين، وشن حملات أكاذيب وافتراءات ضد التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
ومن هناك يتبين أن المتآمرين القدامى، والذين يديرون شؤون قطر حتى اليوم، ما زالوا يعملون بشتى السبل لتنفيذ مؤامرات قديمة، ظل الفشل وما زال وسيظل يحالفهم في تنفيذها.
ويؤكد هذا التسريب مجددا صواب موقف دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) في موقفها بمقاطعة قطر 5 يونيو/ حزيران 2017، لدعمها الإرهاب وسعيها لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
كما يؤكد صواب موقف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الهادف لمواجهة خطر المليشيات الحوثية الإرهابية.
عقدة الحجم
ويظهر في التسجيل حوار بين حمد بن خليفة، وحمد بن جاسم والقذافي، يكشف حجم الحقد الذي تكنه الأطراف الثلاثة للمملكة، وعقدة الحجم الذي تعاني منها الإمارة الصغيرة ضد الدولة الكبيرة (المملكة).
وخلال الحوار يتحدث القذافي عن مخططه الخبيث بتقسيم السعودية قائلا: "المفروض الحجاز دولة ونجد دولة والأحساء دولة والقصيم دولة.. وممكن بعدين يحصل توازن".
ويرد حمد بن خليفة مؤيدا المخطط، ليحجز نصيب مليشيات الحوثي الإرهابية، من المملكة بعد تقسيمها، وفقا لأوهامهما، قائلا: "الحوثيون يعتبرون أن الحجاز دولتهم".
ليرد القذافي، بالإيجاب على طلبه: "أي المفروض".
وهنا يتدخل حمد بن جاسم، معربا عن استيائه من عرقلة الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح للحوثيين في تحقيق هدفهم، قائلا: "المشكلة بصاحبنا.. بس (لكن) الأخ علي الله يسهل عليه مو (ليس) راضي".
إعادة قراءة للتاريخ
وضع تلك التسريبات التي يرجح أنها تمت بين عامي 2002 و2007، في سياقها التاريخي، والتي تزامنت مع تدخلات قطرية كثيرة لإنقاذ الحوثيين تحت مزاعم الوساطة، يميط اللثام عن أسباب تلك التدخلات التي لم تكن مفهومة آنذاك، كما يكشف خطورة المؤامرة التي كان يتم تدبيرها ضد المملكة من دولة شقيقة.
وتدخلت قطر لإنقاذ المليشيات الحوثية بعد أن أوشكت القوات الحكومية للقضاء عليها، حيث تطوع أمير قطر السابق حمد بن خليفة، بالوساطة في موقف لم يكن مفهوماً حينها، لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الثالثة (يونيو 2006).
وأبرمت قطر صفقة ضمنت بموجبها وقف تقدم الجيش اليمني نحو منطقة مطرة الجبلية، آخر معاقل الحوثيين شمال محافظة صعدة، والتي كان يتواجد فيها زعيم الحوثيين حالياً عبدالملك الحوثي، مقابل أن يقيم شقيق مؤسس حركة الحوثيين يحيى ووالده بدر الدين الحوثي وعمه عبدالكريم مؤقتاً في الدوحة، وأن تتولى قطر دفع مساعدات وتعويضات وإعادة الإعمار.
واستغل الحوثيون تلك الفترة لإعادة ترتيب أوراقهم، وتنصلوا من تلك الاتفاقيات، وأشعلوا حرباً جديدة في العام التالي.
وقامت القيادة القطرية مجددا بالضغط على الحكومة اليمنية لإبرام اتفاق آخر لوقف الحرب الرابعة باتفاق ثانٍ، وما لبثوا أن تنصلوا من جديد من الاتفاق، الذي كانت الحكومة ترفضه، ما دفع حمد بن خليفة إلى زيارة صنعاء في مايو/ أيار 2007 حاملاً معه هبات ومساعدات بنصف مليار دولار، ما أقنع صالح بقبول الوساطة القطرية مرة أخرى ووقف الحرب بدلاً عن الحسم العسكري وإنهاء التمرد الحوثي.
وعندما اشتعلت الحرب السادسة عام 2009، تدخلت قطر مجددا وتم توقيع اتفاقية الدوحة بين الحكومة اليمنية والحوثيين في 21 يونيو/ حزيران 2010.
وأدى التدخل القطري المتتالي على مدار الحروب الستة خلال الفترة من 2004 إلى 2010، والدعم الإيراني المتواصل، والظروف الأمنية الهشة التي صاحبت ما يعرف بأحداث الربيع العربي، إلى تنامي قدرات الحوثيين العسكرية، وزاد خطرهم، واستولوا على اليمن، وباتوا يهددون الحدود السعودية.
وبعد انقلاب الحوثيين في سبتمبر/ أيلول 2014 أعلنت السعودية الاستجابة لطلب الشرعية اليمنية، وحشدت تحالفا عربيا ودوليا، وانخرطت قطر ضمن ذلك التحالف، لتبدأ عملية تحرير اليمن في مارس/ آذار 2015، ليتكشف مجددا الدور المشبوه لقطر ويتم طردها من التحالف، بعد مقاطعة دول الرباعي العربي لها في 5 يونيو / حزيران 2017.
سقوط الأقنعة
وعقب طردها من التحالف، وانكشاف تآمرها، كشفت الدوحة عن وجهها الحقيقي، حيث كثّفت من دعمها للمليشيا الانقلابية، وضخ الأموال عليهم بهدف استمرار قصف المدن اليمنية والمنشآت الحيوية والأعيان المدنية داخل السعودية.
كما شنت حربا إعلامية خبيثة عبر قناة "الجزيرة" والإعلام الممول من الدوحة لتشويه إنجازات التحالف، والعمل على إثارة الفتنة بين أعضائه، لتفكيكه.
حتى إن "الجزيرة" أصبحت بمثابة الناطق الرسمي باسم المليشيات الحوثية الإرهابية تروج لأفكارهم وتدافع عنهم وتهلل لهجماتهم الإرهابية التي تستهدف المدنيين في المملكة.
واليوم، بات الدور القطري التخريبي في اليمن – الداعم للمليشيات الحوثية- ملحوظا للجميع، وسط إجماع شعبي ورسمي على ضرورة التصدي لمخطط الدوحة الهادف لإطالة أمد الحرب واستثمار معاناة اليمنيين الإنسانية وتهديد المملكة وزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
واتهمت الحكومة اليمنية نهاية مارس/ آذار الماضي دولة قطر، بـ"التماهي" مع المشروع الإيراني وأداته الحوثية في اليمن، مشيرة إلى أن الدوحة وإعلامها باتا يقدمان الدعم والغطاء للحوثيين.
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، في سلسلة تغريدات: "ندعو قطر وقناة الجزيرة التي أصبح موقفها واضحا في التماهي مع المشروع الإيراني باليمن وأداته الحوثية التي ارتمت بدورها في أحضان الدوحة للحصول على الدعم والغطاء السياسي والاعلامي، لمراجعة سياساتها والنأي بنفسها عن مستنقع الدم اليمني الذي يوغل فيه ملالي ايران، فالتاريخ لن يرحم أحدا".
التاريخ لا يرحم الخونة
يأتي التسريب الجديد ليؤكد تحذير الحكومة اليمنية لقطر بأن التاريخ لن يرحم الخونة والمتآمرين، فمهما طال الزمن، سيتم الكشف عن مؤامراتهم ودسائسهم.
كما يؤكد التسريب بعد إعادة قراءته في السياق التاريخي وربطه بما يحدث على أرض الواقع اليوم استمرار تنظيم "الحمدين" في تدبير المكائد والمؤامرات لاستهداف المملكة .
كذلك يؤكد هذا التسريب مجددا صواب موقف دول الرباعي العربي في تمسكها بتصويب سياسات قطر، ورهن حل أزمتها بتغيير سياستها، الداعمة للإرهاب، والساعية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، أيضا يؤكد على صواب موقف التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بطرد قطر من التحالف، وإدراك خطورة الحوثيين على أمن واستقرار المنطقة.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg جزيرة ام اند امز