بمطرقة زعيم الحوثيين.. آخر مسمار بنعش سلام اليمن
وضع زعيم المليشيات الإرهابية باليمن آخر مسمار في نعش جهود السلام الدولية عقب محاولته فرض واقع جديد لشكل العملية السياسية لتمرير مخططه.
فبعد أسبوع من خروج الإرهابي عبدالملك الحوثي بمناسبة مقتل شقيقه المؤسس الأول للمليشيات، ظهر الرجل مجددا بمناسبة مقتل القيادي البارز صالح الصماد الذي قٌتل بضربة جوية للتحالف العربي 2018، محاولا الهروب من استحقاقات السلام كعادته والبحث لمليشياته عن مخرج لإعادة إشعال الحرب.
وتمسك زعيم المليشيات المصنف بقوائم الإرهاب العالمية بشروط جماعته، التي وضعتها إيران 2015، وتقضي بانسحاب التحالف العربي وتحميل التحالف بقيادة السعودية مسؤولية الحرب التي أشعلتها مليشياته بربوع البلد.
في هذا الصدد، هاجم الحوثي واشنطن واتهمها بعرقلة الوساطة العمانية بزعم "تحويل المسألة على أنها داخلية بحتة"، في حجج جديدة يبحث من خلالها زعيم المليشيات عن ذرائع للتنصل من المبادرات الإقليمية.
وفيما رفض الحوثي أي "حوار سياسي يمني - يمني" ليضع بذلك آخر مسمار في نعش السلام، تحدث عما أسماها "انفراجة" فيما يخص ميناء الحديدة ومطار صنعاء وهي مكاسب أحرزتها مليشيات الحوثي خلال الهدنة وبفعل الوساطة العمانية التي يحاول التنصل منها.
وبدلا من تسليم مرتبات الموظفين اليمنيين المنقطعة منذ 8 أعوام، من واردات ميناء الحديدة بموجب اتفاق الهدنة هرب زعيم المليشيات كعادته إلى تقاسم ثروات جنوب اليمن وهو شرط تعجيزي من المستحيل تحقيقه، وفق مراقبين.
كما استمر بإطلاق تهديداته بضرب الموانئ ووقف تصدير النفط في موقف كشف أنه لا يريد أن تذهب هذه الموارد لليمنيين على شكل تنمية وإنعاش الخدمات وإنما لنهبها دون أي اعتبار للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني.
وخلافا عن هجومه على كل القوات في الشرعية، أبدى زعيم مليشيات الحوثي انزعاجا خاصا من القوات التي يقودها قائد المقاومة الوطنية طارق صالح والتي ينظر لها أنها التهديد الحقيقي لمشروع الانقلاب باعتباره وجهتها الوحيدة صنعاء.
ذرائع واهية
حسم قائد المليشيات عبدالملك الحوثي موقف جماعته من "عملية السلام" على نحو لا يمكن معه لليمنيين الاستمرار في "السلام الوهمي" إثر رفضه الحوار مع أي يمني والترويج لتداخلات ما كانت لتحدث لولا انقلابه المشؤوم الذي حول الأزمة الداخلية لحرب تهدد المنطقة.
ومنذ تدخله في اليمن، وضع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية "خيار السلام" جنبا إلى جنب مع الضغط العسكري فيما ظلت المليشيات لا تكترث لخيارات السلام ومحطاتها المختلفة سواء في بيل وجنيف والكويت وستوكهولم وآخرها المبادرة السعودية والهدنة الأممية.
واتساقا مع المواقف الدولية والأممية، تمسك التحالف العربي بالحوار اليمني- اليمني ملتزما بكل ما يخدم اليمنيين كان آخرها المشاورات اليمنية - اليمنية التي أقيمت العام الماضي وشارك فيها كل اليمنيين ورفض الحوثيون وحدهم الانخراط فيها بسبب الإملاءات الإيرانية.
ويرى خبراء يمنيون أن التحالف العربي ورغم عدم اكتراث الحوثي لمعاناة الشعب اليمني ودماء الأبرياء التي تسفك في حربه على اليمن والمنطقة بالوكالة، إلا أنه لا يزال ملتزما بالخيار السلمي باعتبار أن الأزمة اليمنية بطبيعتها داخلية ناتجة عن انقلاب الحوثي على الشرعية.
كما أن التدخل الإقليمي والدولي هدفه تحقيق السلام بدليل وجود مبعوث أممي مختص لليمن، وهو ما تحاول مليشيات الحوثي عرقلته والترويج خارجيا لمظلومية واهية بتصوير نفسها مكان الشعب اليمني الذي يكافح للتخلص منها.
حل يمني يمني
المحلل السياسي اليمني عمر الشارحي أكد أنه "بعد مضي 8 سنوات على الحرب كل المؤشرات تشير لتمسك التحالف العربي بالمسار السلمي رغم تعنت الحوثيين وإصرارهم على الحرب".
وقال الشارحي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "التحالف العربي ملتزم ويظهر أن هنالك قاعدة ثابتة لده في مسار الحل وهي أنه منحاز لحل يمني - يمني كون الأزمة في اليمن هي أساسا أزمة داخلية ناتجة عن انقلاب جماعة مسلحة ممثلة بالحوثيين على سلطة شرعية".
وأشار إلى أن "التدخل العسكري للتحالف منع انهيار الأوضاع وسقوط البلاد كليا في أيدي الحوثيين، هذا التدخل خلق توازنا في جوهر الأزمة وخلق أرضية متماسكة تقف عليها السلطة الشرعية اليوم في مسار التفاوض نحو تسوية سياسية".
وأضاف: "في الوقت الحالي تُلحظ جهود إقليمية ودولية مكثفة تتناسق تماما مع موقف دول التحالف، هذه الجهود تصب في مسار السلام، المبعوث الأممي والأمريكي والاتحاد الأوروبي، الكل يدفع باتجاه حل سياسي إلا مليشيات الحوثي من تفرض ذلك وتريد فرض شكلا مغايرا للحل السياسي".
ولطالما أكد التحالف صراحة في بياناته أن أنسب طريقة لأن تضع الحرب أوزارها هو الحل السياسي وعلى الرغم من ذلك الجهود فلا تزال مليشيات الحوثي مصرة على إبقاء حالة الحرب قائمة، كما يقول زعيمها الحوثي في آخر خطابته.
ووفقا للشارحي فإن الحوثي يدرك أن المجتمع المحلي والخارجي رافض لمشروعه الذي يقيمه بالحديد والنار، وأن هذا المشروع سيتلاشى فعلا إذا ما وجدت عملية سياسية ناظمة وحرة؛ لهذا يستمر الحوثيون في المناورة السياسية والتحشيد العسكري واستغلال موارد البلاد التي يوظفونها في تمويل الحرب وإثراء القيادات السلالية.