«العين الإخبارية» تكشف مخططا حوثيا بالبحر الأحمر
علمت "العين الإخبارية" تفاصيل مخطط حوثي لتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، وتفادي الآثار المحتملة للغضب الدولي.
وقالت مصادر أمنية رفيعة باليمن إن الحوثيين يعملون على مخطط جديد في البحر الأحمر وخليج عدن، يتضمن نشر مجاميع بحرية تعمل كخلايا تستهدف حركة السفن في جنوب البحر الأحمر وباب المندب.
وأوضحت المصادر التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها أن المجاميع التي تشكلت من عناصر حوثية جرى تدريبها على العمل ضمن قواته البحرية ستمارس مهامها تحت مسميات مختلفة لتجنب إعلان رسمي عن الهجمات يعتقد أنه يستدعي ردا دوليا.
ويمثل الطريق الملاحي في البحر الأحمر شريانا رئيسيا لحركة التجارة الدولية ويمر عبره 30% من إجمالي تجارة النفط المنقول بحرا بحسب بيانات سابقة نشرتها رويترز.
تعليق الجرس
وأكدت المصادر لـ"العين الإخبارية"، أن "المليشيات الحوثية بدأت بتفريخ 3 كيانات عسكرية صغيرة (لم يتم تسميتها بعد) بهدف استخدامها في عمليات القرصنة واختطاف ومضايقة السفن دون أن تتبنى المليشيات رسميا هذه الأعمال الإرهابية في البحر الأحمر".
وقالت المصادر إن مليشيات الحوثي سوف تسعى "لتحميل هذه الكيانات التي فرختها مسؤولية العمليات البحرية باعتبارها فصائل شعبية مستقلة عن المليشيات" في خطوة تستهدف الإفلات من أي رد دولي على هجماتها البحرية.
وأضافت أن "الكيانات العسكرية التي فرخها الحوثيون زودت بزوارق بحرية ومعدات عسكرية بحرية وأجهزة تعقب وطائرات مسيرة وألغام بحرية وتعتزم الانتشار على طول الشريط الساحلي من سواحل عبس في محافظة حجة وحتى مدينة الحديدة".
وتسيطر مليشيات الحوثي على شريط ساحلي يمتد لنحو 300 كيلومتر من حجة إلى الحديدة وتتخذه منصة عسكرية لتهديد الملاحة وطرق التجارة العالمية.
ووفقا للمصادر فإن "قيادات عسكرية حوثية بارزة فيما يسمى "القوة البحرية" بقيادة منصور السعادي وما يسمى "ألوية النصر" بقيادة عقيل الشامي إلى جانب قيادات أمنية في جهازي الأمن والمخابرات، والأمن الوقائي سوف يتولون "إدارة هذه الكيانات العسكرية دون أن تعلن أي ارتباط لها بالمليشيات خلال تنفيذ عملياتها في البحر الأحمر".
خطر على الشحن الدولي
ويأتي تفريخ الحوثيين لكيانات مسلحة ضمن تحركات مدروسة للمليشيات تستهدف "التمويه ومواجهة الضغوط الدولية على المليشيات بعد عمليات الهجمات والاختطاف التي شهدتها المياه الدولية قبالة سواحل اليمن وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنها"، وفقا للمصادر.
وكانت مليشيات الحوثي هاجمت أمس الأحد، بصاروخ كروز سفينة "يونيتي إكسبلور" المملوكة لبريطانيا والتابعة لإحدى الشركات الإسرائيلية فيما طال هجوم آخر بطائرة مسيرة سفينة "نمبر ناين" قبالة ساحل ميناء الحديدة غربي اليمن.
وتأتي الهجمتان عقب اختطاف مليشيات الحوثي في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي سفينة يابانية من الممر المائي الدولي في البحر الأحمر، وكان على متنها عشرات البحارة من جنسيات مختلفة، على خلفية الحرب بين غزة وإسرائيل.
ووثق تقرير الخبراء المعني باليمن والمقدم لمجلس الأمن مؤخرا 3 حوادث أمنية تتعلق بالسفن قبالة سواحل اليمن في المياه الإقليمية خلال عام 2023، قائلا إن "مستوى التوتر في البحر الأحمر مرتفع حاليا، مع تأسيس مليشيات الحوثي وجودا بحريا في جزيرة كمران قبالة الحديدة وتعريض وضع الشحن الدولي للخطر".
تحركات يمنية ودولية لحماية الملاحة
وردا على تحركات وهجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر، أجرى نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح الذي تسيطر قواته (المقاومة الوطنية) على سواحل مطلة على باب المندب وجنوب البحر الأحمر، قبل أيام زيارة إلى جيبوتي لبحث تهديدات الحوثيين للملاحة البحرية.
وعقد صالح خلال زيارته إلى جيبوتي لقاءات شملت رئيس جيبوتي ورئيس الوزراء ورئيس البرلمان في البلد الأفريقي على الضفة الأخرى من باب المندب والبحر الأحمر وذلك؛ "لتعزيز العمل المشترك وأمن الملاحة الدولية".
وقال متحدث المقاومة الوطنية، العميد الركن صادق دويد إن "تهديد باب المندب في وجه الملاحة الدولية لا يخدم سوى أعداء اليمن"، إشارة لتحركات مليشيات الحوثي واعتزامها تصعيد الوضع بالبحر الأحمر.
وأوضح دويد أن زيارة صالح إلى جيبوتي "خطوة مهمة ومثمرة سياسيًا ودبلوماسيًا وأمنيًا".
وأضاف أن "باب المندب نافذة للتعاون والسلام الدوليين، ولا يمكن، بأي حال من الأحوال، اعتبار التهديد بإثارة الفوضى فيه، مصلحة وطنية لليمن وجيرانها من الأشقاء"، مؤكدًا أن ذلك لا يخدم سوى أعداء اليمن.
وكانت الحكومة اليمنية حذرت من تصاعد وتيرة عمليات القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن، وحملت مليشيات الحوثي مسؤولية "حوادث القرصنة البحرية التي تعد ظاهرة ليست جديدة، في ظل هجمات حوثية سابقة على السفن".
كما حذرت من خطورة استمرار سيطرة مليشيا الحوثي، على أجزاء من الشريط الساحلي وموانئ الحديدة الثلاثة، ونقضها كافة الاتفاقات، بما فيها اتفاق ستوكهولم، واتخاذ تلك الموانئ منطلقاً لعمليات القرصنة وتهديد السفن التجارية وناقلات النفط في خطوط الملاحة الدولية، وتقويض جهود التهدئة.
وكانت هجمات وقرصنة مليشيات الحوثي على سفن الشحن في البحر الأحمر دفعت بريطانيا وأمريكا وإسرائيل إلى إرسال سفن حربية للبحر الأحمر مما يهدد بتفجير الوضع مع إصرار المليشيات على استمرار هجماتها البحرية.
aXA6IDE4LjIyMi40NC4xNTYg جزيرة ام اند امز